السبت 4 مايو / مايو 2024

وسط التطورات الأخيرة في إيران.. ما تبعات تراجع العملة المحلية؟

وسط التطورات الأخيرة في إيران.. ما تبعات تراجع العملة المحلية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش تبعات تراجع الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي (الصورة: غيتي)
بلغ إجمالي التراجع في سعر صرف الريال الإيراني ما نسبته 13,18% منذ منتصف سبتمبر الماضي، حينما اندلعت الاحتجاجات عقب وفاة مهسا أميني.

يعكس التراجع الجديد للعملة الإيرانية، تضرر اقتصاد البلاد من التطورات السياسية الأخيرة فيها، فالريال الإيراني ينخفض إلى مستوى جديد مقابل الدولار الأميركي، وسط استمرار الاضطرابات مع انتقادات غربية للإجراءات الأمنية الصارمة التي تتخذها طهران وعلاقتها مع روسيا.

ففي السوق غير الرسمية جرى بيع الدولار بما يصل إلى أكثر من 370 ألف ريال إيراني، وفقًا لمنصات الصرف الأجنبي، وبذلك يكون الريال الإيراني قد راكم خسارة نسبتها 13,18% من قيمته منذ اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وترافقت هذه الاحتجاجات مع انحسار الآمال بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، وتزايد الضغوط الغربية في الآونة الأخيرة بسبب قمع الاحتجاجات والعلاقات العسكرية مع روسيا، وفقًا لما ذكره موقع "إيكو إيران" الاقتصادي.

وتسببت هذه الظروف في دخول مشترين إلى سوق الدولار، لذا فإن العملة الخضراء تتخذ مسارًا صعوديًا، إذ تجذب هذه الأنباء عن الضغوط الغربية انتباه المضاربين بالعملة، لكن البنك المركزي الإيراني ربما لا يزال قادرًا على دعم الريال.

وتعهدت الولايات المتحدة بعرقلة العلاقات الروسية مع إيران، بينما فرضت كندا وأستراليا عقوبات جديدة على طهران وموسكو.

ويتراجع الريال الإيراني، وسط انحسار النمو عند 3% العام الحالي الأمر الذي يعقد المشهد الاقتصادي في ظل تضخم مرتفع يناهز 50% ويقوض القوة الشرائية للإيرانيين.

"تضخيم الأمور"

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في الشأن الإيراني مرتضى التميمي إلى أن ما يحدث في إيران ليس حديث العهد ولا يحدث أول مرة، لافتًا إلى أن حوادث كثيرة حصلت وأدت إلى اندلاع الكثير من المشاكل إضافة إلى صعود الدولار مقابل الريال الإيراني مما أدى إلى مشاكل اقتصادية.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من العاصمة العراقية بغداد أن الإعلام خاصة الأميركي يركز على إظهار المشاكل الصغيرة بأنها كبيرة، وأنها عصفت بالاقتصاد الإيراني.

ويتابع التميمي أن ما يشفع للإيرانيين وللحكومة أنهم مكتفون ذاتيًا من خلال الإنتاج والصناعة والزراعة والتجارة، مشيرًا إلى حدوث مشاكل اقتصادية منذ استلام إبراهيم رئيسي الرئاسة الإيرانية، ولم تستطع الحكومة حتى حلها هذه اللحظة.

ويلفت الباحث في الشأن الإيراني مرتضى التميمي إلى أن الإيرانيين يفضلون دولتهم واسم إيران أن يبقى عاليًا بالرغم من كل المشاكل التي تواجهها.

ويوضح أن البنك المركزي الإيراني يحاول ألا يتعامل بالدولار في المعاملات الخارجية، ويحاول أن يحذو حذو روسيا وأن يكرر تجربتها في طهران، متسائلًا ما إذا كانت هذه الخطوة ممكنة خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم وجود علاقة بين الأوروبيين والروس فيما يخص تصدير النفط، خاصة أن إيران هي المنفذ والباب الخلفي لروسيا من أجل النفط.

ويقول التميمي: إن "الولايات المتحدة حسبما يُقال ضخت مبلغًا كبيرًا من المال لبعض التجار وأغرتهم بأن يبيعوا بسعر أكبر كي تضغط على الحكومة الإيرانية من خلال بعض التجار"، مشيرًا إلى أن إيران اعتقلت 88 تاجرًا مضاربًا بالدولار.

وأضاف التميمي: "الأمل يبقى ضعيفًا أمام الإيرانيين، إلا إذا ما حدث اتفاق إيراني أوروبي بمعزل عن أميركا وهو شيء وارد، لا سيما مع دخول فصل الشتاء في أوروبا، التي هي بحاجة إلى الغاز والنفط الإيرانيين".

واستبعد انهيار الجمهورية الإسلامية مهما كانت الضغوطات المفروضة عليها والتي تروج لها المنصات الأميركية والإسرائيلية على حد تعبيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close