الجمعة 1 نوفمبر / November 2024

وسط ترحيب واسع.. طهران: الاتفاق مع الرياض سيغير معادلات المنطقة

وسط ترحيب واسع.. طهران: الاتفاق مع الرياض سيغير معادلات المنطقة

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على ردود الفعل في طهران بعد استئناف العلاقات مع الرياض (الصورة: رويترز)
شدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على أن الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في الصين سيغير معادلات المنطقة بأكملها.

وسط تزاحم الملفات في المشهد الإيراني، يأتي خبر استئناف العلاقات بين طهران والرياض ليعلن بدء مرحلة جديدة قد تحمل معها حلولًا لأزمات ثنائية وإقليمية ودولية، ظلت لسنوات أسيرة الصراعات السياسية بين لاعبين إقليميين مهمين، حسب مراسل "العربي".

برعاية صينية تخطو إيران والسعودية نحو استئناف علاقاتهما بعد سبع سنوات عجاف، على أن تستأنف السفارة السعودية في طهران عملها خلال شهرين وكذلك سفارة إيران في الرياض.

إذ قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، إن "سياسة الجوار التي تتبعها حكومته نجحت في إفشال وتهميش المشروع الغربي العبري لعزلة طهران"، على حد وصفه.

وشدد جهرمي على أن الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في الصين، والذي جاء عقب سلسلة من المفاوضات الآسيوية سيغير معادلات المنطقة بأكملها.

وكانت كل من إيران والسعودية أعلنتا عن استئناف العلاقات بينهما بعد مباحثات أمنية جرت بين الطرفين في بكين.

وأكد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني نية طهران بدء مرحلة جديدة مع الرياض تأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدين وأمن المنطقة، وذلك لتعويض قطيعة دامت 7 سنوات.

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الأخير يرحب بأي جهود تساعد على إنهاء الحرب باليمن، وخفض التوتر في الشرق الأوسط.

استئناف العلاقات بين الرياض وطهران

قانونيًا، يستند استئناف العلاقات الإيرانية السعودية إلى اتفاقيتين، اقتصادية عام 1998 من القرن الماضي وأمنية عام 2001، وخمس جولات مفاوضات أمنية برعاية عراقية ودعم عماني.

وركز بيان استئناف العلاقات على احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي طرف من جهة، وتوحيد الجهود اللازمة لتعزيز السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي من جهة أخرى.

ويحمل الإعلان عن استئناف علاقات طهران والرياض من بكين رسائل عديدة تتقاطع مع سياسة إيران في التوجه شرقًا والانفتاح على دول الجوار.

ردود الفعل في طهران

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي"، من طهران، بأن الإيرانيين يتحدثون عن أنهم يسعون لاتخاذ سياسات تنسجم مع المصالح المشتركة، وعلى الجانب الآخر يأمل الساسة في طهران أن تكون هناك خطوات متقابلة من قبل الرياض، وصفت بالبناءة على الصعيد الإقليمي وتحديدًا في ملفات إقليمية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أضاف أن طهران تنتظر ألا تكون هناك خطوات مستقبلًا من قبل السعودية تضر بالأمن الداخلي الإيراني، على اعتبار أن هناك العديد من الاتهامات التي وجهت من طهران إلى الرياض خاصة فيما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية، أو دعم مجموعات مسلحة.

وأشار إلى ملفات أخرى على الصعيد الاقتصادي والسياسي الإقليمي، إذ يقال في طهران إن عودة العلاقة مع الرياض يمكن أن تشكل خطوة مهمة من أجل تعزيز وتحسين علاقات طهران مع عواصم عربية أخرى.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن التقارب السعودي الإيراني حسب مراسلنا، قد يعمل على تعزيز علاقات طهران مع الإمارات ودول أخرى كانت متحفظة في علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية في ظل الأزمة بين الرياض وطهران خلال السنوات الماضية.

يساهم في استقرار المنطقة

من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، بالاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قائلًا: إنه "يساهم في استقرار المنطقة بأسرها".

وقال المتحدث الرئيسي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، في بيان نشره على موقع الاتحاد الأوروبي: إن "التكتل يشيد بالجهود الدبلوماسية التي أدت إلى هذه الخطوة المهمة"، في إشارة إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

وجاء في البيان: "نظرًا لأن السعودية وإيران لهما دور محوري بالنسبة لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية يمكن أن يسهم في استقرار المنطقة بأسرها".

ونوّه ستانو أن "تعزيز السلام والاستقرار والحد من التوتر في الشرق الأوسط من أولوياتنا الرئيسية".

واختتم البيان بالقول: إن "الاتحاد الأوروبي يبقى على استعداد للتعامل مع جميع الجهات الفاعلة في المنطقة بأسلوب شامل وبشفافية كاملة".

ردود فعل ترحب باستئناف العلاقات

وعقب الإعلان عن استئناف العلاقات، توالت المواقف الإقليمية والدولية، حيث قالت الولايات المتحدة إنها على علم بالتقارير التي تفيد باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

أما مجلس التعاون الخليجي فقد عبر عن دعمه لما ورد في البيان المشترك بما يشمل الخطوات التي تسهم في تعزيز أمن المنطقة ورخائها.

أما تركيا فقد وصفت الخطوة بالمهمة لكونها تسهم في أمن المنطقة وازدهارها.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية اللبناني عبدالله أبو حبيب، أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية ستترك أثرها الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة.

سلطنة عمان من جهتها، رحبت بالاتفاق وأعربت عن أملها بأن يسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة.

كما أشاد العراق بالاتفاق لأهميته في بدء صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين.

من جانبها، علقت جماعة الحوثي على لسان القيادي فيها محمد عبد السلام بالقول إن المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها، حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي، على حد قوله.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close