أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، بدء جولة جديدة من المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في سويسرا، لتبادل الأسرى بين الجانبين.
وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن "ينعقد الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين ابتداء من اليوم السبت، في سويسرا".
ويترأس اللجنة مكتب المبعوث الأممي بالمشاركة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوية أطراف النزاع في اليمن، حسبما أفاد البيان.
ينعقد الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين ابتداءً من اليوم، السبت، في سويسرا. يترأس اللجنة مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بالمشاركة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوية أطراف النزاع في اليمن. https://t.co/vIcepODGmA
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) March 11, 2023
ونقل البيان عن غروندبرغ: "آمل أن تكون الأطراف على استعداد للانخراط في مناقشات جدية وصريحة للاتفاق على إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين".
وأردف: "مع اقتراب شهر رمضان، أحث الأطراف على الوفاء بما اتفقوا على الالتزام به تجاه بعضهم البعض، وأيضًا تجاه الآلاف من الأسر اليمنية التي طال انتظارها لعودة ذويها".
ووفق البيان: "تشكلت اللجنة الإشرافية في 2018 لدعم أطراف النزاع في الوفاء بالتزاماتهم طبقًا لاتفاق ستوكهولم فيما يتعلق بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفيًا والمخفيين قسريًا والموضوعين تحت الإقامة الجبرية لأسباب تتعلق بالنزاع في اليمن بدون أي استثناءات أو شروط".
الحوثيون يأملون حسم ملف الأسرى
ولدى مغادرته العاصمة صنعاء إلى جنيف، أعرب رئيس لجنة الأسرى في جماعة الحوثي عبد القادر المرتضى عن "الأمل في أن تكون جولة المفاوضات الجديدة في جنيف برعاية أممية حاسمة للملف الإنساني".
وأفاد مراسل "العربي" أن هناك تفاؤلًا في اليمن بأن تنجح مشاورات ملف تبادل الأسرى في جنيف التي فشلت في المرات السابقة، مشيرًا إلى أن هذه القضية تعتبر من أعقد الملفات الإنسانية.
وأوضح أن هذا التفاؤل جاء بعد فتح ميناء الحديدة أمام السفن التجارية والتي تصل إلى مناطق سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين.
وأشار مراسلنا إلى أنه بعد بحث ملف الأسرى، سيتم بحث ملف رواتب الموظفين الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تتم حلحلة ملفهم مع قدوم شهر رمضان المبارك.
وأواخر مارس/ آذار 2022، وقعت الحكومة اليمنية اتفاقًا مع الحوثيين برعاية أممية لتبادل أكثر من ألفين 2200 أسير من الطرفين، لكن عملية إطلاقهم تعثرت وسط اتهامات متبادلة بعرقلتها.
وفي 29 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية تعليق مفاوضاتها مع الحوثيين بالعاصمة الأردنية عمان، ردًا على هجوم حوثي في تعز (جنوب غرب) تزامن مع هدنة معلنة بين الطرفين.
وخلال مشاورات في السويد عام 2018، قدم الطرفان قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، لكن لا يتوفر إحصاء رسمي دقيق للأعداد بعد هذا التاريخ.
وتأتي المباحثات بعد ما يقرب من عام من إعلان الحوثيين عن موافقتهم على تبادل جديد للأسرى سيشهد إطلاق سراح 1400 مسلح من الحوثيين في مقابل 823 مقاتلًا مواليًا للحكومة، بينهم 16 سعوديًا وثلاثة مواطنين سودانيين، حسب وكالة "فرانس برس".
وعقدت الأطراف المتحاربة منذ ذلك الحين سلسلة محادثات في العاصمة الأردنية عمان لم تسفر عن أي تطورات.
وستبدأ محادثات السبت غداة إعلان السعودية وإيران أنهما اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد سنوات من دعمهما الأطراف المتنازعة في حرب اليمن المتواصلة منذ 2014 والتي قتل فيها آلاف اليمنيين.
ويعاني اليمن حربًا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017، بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وحتى نهاية 2021، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة.