عمليات الإجلاء تتواصل.. هدنة السودان صامدة رغم بعض الخروقات

أكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اليوم الثلاثاء أن أول طائرة إجلاء بريطانية غادرت السودان، مضيفًا أنه يتوقع أن تقلع طائرتان أخريان أثناء الليل.

وقال المتحدث إن الحكومة البريطانية تدرس مسارات بديلة للإجلاء من بينها استخدام ميناء بورتسودان.

أكد الناطق باسم الجيش السوداني العميد ركن نبيل عبد الله "أننا نعمل على تطويق قوات الدعم السريع، وهناك الكثير منهم يسلمون أنفسهم".

ولفت عبد الله، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "العدو تكبد خسائر كبيرة خلال الهجمات التي استهدفت القيادة العامة".

وقال: "ميليشيات المتمردين تتمركز في الأحياء السكنية لأننا لا نهاجمهم فيها".

وأضاف: "قوات الدعم السريع لا تسيطر على أي جزء من القصر الجمهوري وعدد من جنودهم سلموا أنفسهم للاستخبارات العسكرية".

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء أن نقص الإمدادات في العاصمة السودانية يتفاقم.

وقال المكتب في بيان: "بعد عشرة أيام من القتال، يصبح نقص الغذاء والمياه والأدوية والوقود حادًا بشدة، خاصة في الخرطوم والمناطق المحيطة بها".

وأشار إلى تقارير عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، قائلًا إن أسعار المياه المعبأة تضاعفت وإن السيولة صارت شحيحة ويصعب الوصول إليها.

أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان في بيان مشترك اليوم الثلاثاء أن ألمانيا ستنظم آخر رحلة إجلاء لها من السودان إلى الأردن مساء اليوم، مع عدم وجود خطط لرحلات جوية أخرى من المنطقة في الوقت الحالي.

ولفتت الوزارتان إلى أن دولًا شريكة ستجلي المواطنين الألمان المتبقين في السودان في الأيام المقبلة.

أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها أجلت 138 شخصا من بينهم 87 من رعاياها من السودان إلى مصر بعد معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع اسفرت عن سقوط مئات القتلى منذ عشرة أيام.

وقالت دائرة الاستخبارات الرئيسية في وزارة الدفاع "تم انقاذ 138 مواطنا في المجموع" بينهم "87 أوكرانيا غالبيتهم خبراء في الطيران من طيارين وفنيين وأفراد عائلاتهم" فضلا عن "مواطنين من جورجيا والبيرو" موضحة أن هؤلاء الأشخاص "باتوا الآن في مصر".

تحدثت مراسلة "العربي" في العاصمة السودانية عن عمليات نزوح وإجلاء متواصلة من الخرطوم وسط وضع صحي وإنساني متدهور.

ونقلت عن شهود عيان في الخرطوم بحري وأم درمان أنه جرى تبادل لإطلاق نار رغم سريان الهدنة التي من المفترض أن تستمر لثلاثة أيام.

أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء أن المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في مناطق من السودان بسبب القتال العنيف.

ولقي ما لا يقل عن خمسة من العاملين في مجال الإغاثة في السودان حتفهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/ نيسان، وعلقت المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة أنشطتهما بعد سقوط قتلى من بين موظفيهما.

وأضاف المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية ينس لايركه "في المناطق التي أدى فيها القتال العنيف إلى إعاقة عملياتنا الإنسانية، اضطررنا إلى تقليص وجودنا".

وتابع "لكننا ملتزمون بمواصلة تقديم المساعدة لشعب السودان".

وقال إن فريق قيادة المكتب لا يزال في السودان للإشراف على العمليات، موضحا أنهم سيقودون العمليات الإنسانية من بورتسودان.

وفي الإفادة نفسها، قال ممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر إن بعض العائلات في الخرطوم محاصرة داخل منازلها منذ ثمانية أيام. وحث الدول الأخرى على مواصلة الضغط على السودان للتوصل إلى "حل طويل الأمد" بعد إجلاء الأجانب.

أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان اليوم الثلاثاء أن هناك "خطرًا بيولوجيًا كبيرًا" بعد سيطرة أحد طرفي القتال في السودان على مختبر.

وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو، قال نعمة سعيد عابد إن 459 شخصا على الأقل قتلوا جراء المعارك في السودان وأصيب 4072.

رصدت مراسلة "العربي" الأجواء في العاصمة السودانية الخرطوم مع بدء سريان الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتحدثت اصطفاف السودانيين في صفوف طويلة للحصول على الخبز في ظل غياب معظم الخدمات الأساسية.

كما يسجل نقص في الوقود وشح بالأموال ما يمنع البعض من مغادرة المدينة رغم الهدوء الحذر الذي يسيطر اليوم.

أعلن جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني أنه تحدث إلى قائدي طرفي الصراع في السودان (عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو) للمساعدة في تيسير عمليات إجلاء المواطنين البريطانيين من البلاد.

وأضاف للصحفيين في لندن "تحدثت، سواء بشكل مباشر أو من خلال وسطاء، مع القائدين... ودعوتهما للسماح بإجلاء المواطنين البريطانيين ومزدوجي الجنسية والقصر. وسنواصل الدفع باتجاه الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي".

وقال "نعمل عن كثب مع شركائنا الدوليين وسهلنا بالفعل إجلاء عدد من المواطنين البريطانيين".