الجمعة 17 مايو / مايو 2024

وسط فشل الهدن.. المفوضية الإفريقية: حرب السودان تهدد المنطقة

وسط فشل الهدن.. المفوضية الإفريقية: حرب السودان تهدد المنطقة

Changed

نافذة على "العربي" حول الاشتباكات في السودان عقب انتهاء الهدنة (الصورة: الأناضول)
اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أن الأزمة السودانية تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وعملا موحدا وتضامنا قويا من حكومات القارة.

وسط فشل تثبيت الهدن المتكررة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، أن خطورة الأزمة التي تجتاح السودان تشكل تهديدات خطيرة على وجود البلاد وعلى المنطقة بأسرها.

وفي كلمة ألقاها الإثنين أمام القمة الـ14 للمنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) التي تستضيفها جيبوتي، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إن "الخطورة البالغة للأزمة العنيفة التي تجتاح السودان الشقيق والتهديدات الخطيرة التي تشكلها على وجود هذا البلد والمنطقة بأسرها واضحة".

وبحثت القمة "مجموعة من القضايا الحاسمة لسلام المنطقة وأمنها وتنميتها"، وناقشت الأزمة في السودان.

وأضاف فقي محمد أن "جميع المحللين متفقون على أنه ما لم تتوقف الحرب فورا، فستندلع حرب أهلية وسيعم الفوضى وستنهار الدولة السودانية بالكامل".

ولفت فقي محمد إلى أن الأزمة السودانية تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وعملا موحدا وتضامنا قويا من حكومات الاتحاد الإفريقي.

ودعا فقي محمد إلى الوحدة الكاملة بين المنظمات الإقليمية والقارية، والمنظمة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الإفريقي، معتبرًا أن "هذا شرطا لا غنى عنه لفعالية تضامننا مع السودان".

فشل الهدنة

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.

واستفاق سكان الخرطوم صباح أمس الأحد على تجدد الواقع الذي يعيشونه منذ قرابة شهرين، مع استئناف الجيش وقوات الدعم السريع المعارك بعيد انتهاء هدنة امتدت 24 ساعة.

وفي السياق ذاته، قرأت الصحافية والمحللة السياسية، فاطمة غزالي، استمرار المعارك بعد انتهاء فترة الهدنة، على أنها دليل على الإصرار على حسم المعركة عسكريًا، وهذا القاسم المشترك بين طرفي الصراع.

وأضافت غزالي في حديث سابق لـ "العربي" من واشنطن، أن هذه الهدنة جرى احترامها من قبل طرفي الصراع في إطار تطييب الخواطر أكثر من كونها إرادة لإنهاء الحرب، إذ كل طرف يريد الانتصار على الآخر.

وضع إنساني صعب

وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.

ورغم أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة، إلا أن توقف المعارك السبت أتاح لأهل العاصمة الخروج من منازلهم بأمان نسبي، وشراء حاجياتهم الضرورية خصوصا الغذائية، أو البحث عن علاجات طبية باتت نادرة.

وأودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد تسبّب النزاع بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفًا عبروا للدول مجاورة.

ومن بين هؤلاء، انتقل زهاء 200 ألف إلى الجارة الشمالية مصر، وفق أرقام أوردتها وزارة الخارجية المصرية مع إعلانها أنها بدأت بتشديد الإجراءات الحدودية من خلال فرض تأشيرة على كل السودانيين الراغبين بدخول أراضيها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close