تتنامى المخاوف العالمية من الركود الاقتصادي، بعد وصول مستوى التضخّم في العالم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا، وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة والوقود، وانخفاض البورصة وقيمة العملات المشفّرة.
ولمواجهة التضخّم العالمي، رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية، كما انتهجت بنوك عربية النهج الأميركي ذاته.
غير أن الخبراء في أسواق المال العالمية ينصحون بعدم اتخاذ خطوات يُمكن أن تؤدي بالإنسان إلى وضع أسوأ من الناحية المالية، خاصة وأن فترات الركود لا تدوم إلى الأبد.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن ليندسي بيل، خبيرة الأسواق وإستراتيجيات المال في شركة " ألاي" (Ally)، قولها إن فترات الركود تستمرّ 11 شهرًا في المتوسط، مشيرة إلى أن الركود الناجم عن وباء كوفيد-19 عام 2020، كان أقصر ركود على الإطلاق بعدما استمر ثلاثة أشهر فقط.
وبما أن الوقت حان الآن للاستعداد للأسوأ، والأمل في الأفضل، قدّمت الصحيفة سبع نصائح لحماية رفاهيتك المالية سواء كان الركود سيناريو محتملًا أم لا.
لا تخف من السوق الهابطة
هذا الأسبوع، انزلق المؤشر "ستاندرد إند بورز 500" إلى السوق الهابطة، والتي تم تعريفها على أنها انخفاض بنسبة أكبر من 20% من أحدث مستوى إغلاق قياسي مرتفع سجلته مؤخرًا.
وقال أنتوني ساجليمبين، إستراتيجي الأسواق العالمية إن متوسط مدة السوق الهابطة منذ عام 1950 بلغ حوالي 418 يومًا، مضيفًا أنه " إذا كنت مستثمرًا طويل الأجل، كل ما عليك فعله هو تغيير وجهة نظرك قليلًا، واعتبارها فرصة".
واقترح التركيز على الشركات التي تتمتّع بميزانيات وتدفّق نقدي قوي، والمنتجات التي يستخدمها المستهلكون ويحتاجون إليها.
من جهتها، قالت كريستين بنز، مديرة التمويل الشخصي: "غالبًا ما كان أداء شركات الرعاية الصحية والمواد الاستهلاكية جيدًا في البيئات التي تشهد ركودًا، لأن الناس يحتاجون إلى منتجاتهم بغض النظر عن البيئة الاقتصادية".
وذكرت الصحيفة أن الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من "متوسط التكلفة بالدولار"، ما يعني أنك تستثمر المبلغ نفسه من المال بانتظام بغض النظر عن فترات الصعود والهبوط في السوق.
وعلى الرغم من تعرّض الأسهم للهبوط في الوقت الحالي، إلا أنها تتعافى تاريخيًا بشكل جيد بعد الركود.
وقال ساجليمبين: "إذا كان لديك المال اللازم لتشغيله اليوم، فهذا هو الوقت المناسب للتحدّث إلى أحد المستشارين، ومعرفة ما يمكن أن تكون عليه إستراتيجية جيدة لحساب متوسط تكلفة الدولار بمرور الوقت".
لا تحاول تحديد توقيت التسويق
قد يرغب الكثير من الأشخاص في الخروج من سوق الأسهم، أو التقليل من استثماراتهم حتى تتحسّن الأمور. هذا هو تعريف محاولة توقيت التسويق.
لكن من المستحيل معرفة أفضل وقت للخروج، وللعودة إلى سوق الاستثمار. وقال مارك هامريك، كبير المحللين الاقتصاديين في بانط رايت دوت كوم (Bankrate.com): "معظم الناس غير قادرين على ضبط التوقيت في التسويق. حتى وارين بافيت قطب الأعمال الشهير يقرّ بذلك".
من جهته، قال ساجليمبين: "أحد الأشياء التي ندرّب المستثمرين والمستشارين القيام بها دائمًا هو عندما تكون في خضم ركود أو في سوق هابطة، فأنت لا تريد إجراء تعديلات كبيرة على الحصص حتى تنجلي الأمور. إذا كانت استثماراتك منوّعة بشكل صحيح، فأنت تتغلّب على العاصفة. أسوأ شيء يمكن أن يفعله المستثمر الآن هو محاولة ضبط التوقيت لقاع التسويق".
تخلّص من ديون بطاقات الاعتماد فورًا
قال مات شولز، كبير محلّلي الائتمان في شركة "LendingTree"، إن "المهمة الأولى لأي شخص لديه بطاقة ائتمان هي سداد أرصدته في أسرع وقت ممكن. وعندما يكون الركود على الطريق وترتفع أسعار الفائدة بسرعة، يكون الأمر أكثر أهمية".
في الولايات المتحدة، تتمثّل إحدى طرق معالجة الديون لمثل هذه الحالات في الحصول على قرض شخصي منخفض الفائدة، أو التسجيل للحصول على بطاقة ائتمان لتحويل الرصيد.
ويمكنك التخلص من الديون بشكل أسرع، إذا قمت بتحويل الديون ذات الفائدة المرتفعة إلى بطاقة ائتمان بمعدل 0%. وإذا لم تكن مؤهلًا للحصول على بطاقة ائتمان بنسبة 0%، اقترح شولز أن يتصل الشخص بجهة إصدار الائتمان الحالية ويطلب تخفيض سعر الفائدة.
مدخرات احتياطية
ادخر إذا كنت تمتلك أموالًا إضافية، لأن الركود يمكن أن يغيّر ظروفك بسرعة. وإذا لم يكن لديك صندوق طوارئ، فكّر في إلغاء العطلة أو تأجيل مشروع تجديد باهظ الثمن غير ضروري.
وقال هامريك: "بالنسبة للعديد من الناس في الوقت الحالي، فإن مشكلة التضخّم تشبه حالة الطوارئ"، مضيفًا: "لا يريد الانسان الاستدانة إذا فقد وظيفته، أو لأن راتبه لا يواكب التضخم المرتفع تاريخيًا".
إنشاء نسخة احتياطية لصندوق الطوارئ
بالإضافة إلى وجود صندوق لظروف مثل للركود، أوصت بينز بمعرفة المكان الذي قد تذهب إليه للحصول على أموال إضافية، إذا كنت في حاجة إليها عند الضرورة.
وقالت: "يمكن أن يكون خط ائتمان ملكية المنزل منطقيًا في هذا السياق، ومن الأفضل الحصول عليه عندما تكون موظفًا وعلى الأرجح مؤهلًا".
لا تقلل من قوة السندات
عادة عندما تنخفض الأسهم، تعمل السندات على موازنة حيازات الأسهم الخاصة بك. لكن أسعار السندات تضررت كذلك.
ورغم ذلك، أشارت بينز إلى أنه في فترات الركود السابقة، صمدت السندات بشكل أفضل من أي قطاع آخر في السوق تقريبًا، مضيفة أنها "عنصر أساسي في المحفظة الاستثمارية، بخاصة للأشخاص الذين هم في سن التقاعد أو على وشك التقاعد".
احصل على عمل إضافي
هناك عدد قياسي من فرص العمل الشاغرة، حيث بلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة 3.6%. وشهد الاقتصاد مكاسب وظيفية في النقل، والتخزين، والترفيه، والضيافة، والتعليم، والخدمات الصحية، والحكومية.
وحتى إذا لم تكن بحاجة إلى المال في الوقت الحالي، فقد يكون الوقت مناسبًا للحصول على وظيفة ثانية أو العثور على عمل في اقتصاد الوظائف المؤقتة لزيادة دخلك ومدخراتك.