الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو مستقبل قواعد الاشتباك مع الاحتلال؟

وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو مستقبل قواعد الاشتباك مع الاحتلال؟

Changed

ناقش "للخبر بقية" خلفيات وقف إطلاق النار في قطاع غزة (الصورة: رويترز)
ناقش "للخبر بقية" خلفيات وقف إطلاق النار في قطاع غزة (الصورة: رويترز)
هل جاء اتفاق التهدئة المُعلن وفق شروط معيّنة، أم أنّه لم يكن مشروطًا؟ وهل يُمكن لهذا الاتفاق الصمود وضمن أي سياق؟ وما هو مستقبل مشهد قواعد الاشتباك؟

لليوم الخامس على التوالي، استمرّ التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة. وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر السبت الماضي مناطق عدة في القطاع، ووسّع دائرة استهداف المنازل والمنشآت المدنية.

في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية في غلاف غزة وخارجه.

في سياق ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إنّ حركة "الجهاد الإسلامي" أطلقت للمرة الأولى منذ بدء المواجهات صواريخ مضادة للطائرات. كما أطلقت الجمعة ولأول مرة صاروخًا مضادًا للدروع.

عقب كل هذا التصعيد، توصلت المقاومة الفلسطينية لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال في قطاع غزة، بوساطة مصرية، دخل حيّز التنفيذ عند الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي.

وترافق تصعيد المواجهة الذي سبق الاتفاق، مع تصعيد آخر في لهجة الخطاب. وقالت حركة "الجهاد"، في بيان مقتضب، إنّها أعدّت نفسها لأشهر من المواجهة.

في المقابل، أشار رئيس أركان جيش الاحتلال إلى الاستعداد لاستمرار الاغتيالات في قطاع غزة.

وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي"، قبل الحديث المتعلّق بوقف إطلاق النار، بأن وفد الوساطة المصرية في تل أبيب قد عاد إلى القاهرة عقب رفض إسرائيل الموافقة على مقترحاته.

وأكدت هذه المصادر أنّ وفدًا أمنيًا مصريًا آخر كان من المفترض أن يصل إلى تل أبيب صباح الأحد لبحث ترتيبات ترتكز على وقف متزامن لإطلاق النار.

ويبقى السؤال بعد كل هذه التطوّرات عما إذا كان اتفاق التهدئة المُعلن جاء وفق شروط معيّنة، أم أنّه لم يكن مشروطًا؟ وهل يُمكن لهذا الاتفاق الصمود وضمن أي سياق؟ وما هو مستقبل مشهد قواعد الاشتباك المقبلة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في قطاع غزة؟

"إسرائيل بحاجة لوقف إطلاق النار"

وشرح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أنّ عدم وجود تكافؤ عسكري بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة، والاستهداف اللاإنساني للمدنيين، تطلبّ الإسراع في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال حسن، في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إنّ إسرائيل المدجّجة بكافة أنواع العتاد العسكري، بحاجة إلى وقف إطلاق النار لأن صواريخ المقاومة رغم بساطتها، أثارت الفزع والهلع في صفوف الإسرائيليين، وأشعرتهم بعدم الأمان والاستقرار، وعطّلت الحياة اليومية في المستوطنات، ما كلّفها خسائر اقتصادية هائلة.

"لا قيمة كبيرة للاتفاقيات"

من جهته، أوضح الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، أنّه لا قيمة كبيرة لاتفاقيات التهدئة في ظل عدم احترام إسرائيل لها.

وقال القدوة، في حديث إلى "العربي"، من غزة، إنّه متى لاحت فرصة لهدف مطلوب إسرائيليًا، فإن جيش الاحتلال سينفّذ الاغتيال.

وأكد أنّ الخسائر الفلسطينية خلال العدوان الأخير كانت مؤلمة جدًا، لكنّ الأمر يتعلق بموازين القوى والتكتيكات اللازمة.

وشدّد على أنّه لن تكون هناك حلول إلا في سياق حلّ سياسي عام.

"إسرائيل كانت معنية بتقليص العدوان منذ بدايته"

بدوره، اعتبر رامي منصور، رئيس تحرير موقع "عرب 48"، أنّ إسرائيل حدّدت منذ بداية عدوانها أهدافها العسكرية في قطاع غزة، وكانت معنية بتقليص مدة هذا العدوان.

وقال منصور، في حديث إلى "العربي" من حيفا، إنّ إسرائيل كانت تدرك ألا مخرج آخر للعدوان سوى بالتهدئة، لأنه ليس بإمكانها إنهاء حركة "الجهاد" في قطاع غزة، أو وقف تصنيع الصواريخ، لكنّها تعنّتت في عدم الالتزام بوقف الاغتيالات وهو ما أعاق تنفيذ وقف إطلاق النار سريعًا.

وأضاف أنّ أداء "سرايا القدس"، رغم اغتيال قادتها، شكّل عامل ضغط على إسرائيل ووضعها في معضلة أن استمرار العدوان سيُشكّل ضغطًا شعبيًا على حركة "حماس" لإدخالها في المعركة، وهو ما يعني امتداد وقت الصراع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close