بحلول عام 2025، سيرتفع معدل الاعتماد على الآلات إلى 52%، وفق تقرير حديث صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث ستقضي الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي على 85 مليون وظيفة على مستوى العالم، في الفترة نفسها.
لكن في الوقت ذاته، ستساهم الأتمتة في خلق 97 مليون وظيفة جديدة في المستقبل، فيما يرى الخبراء أن هذه الأرقام سيكون لها انعكاسات عديدة على مستوى بنية العمل والوظائف في مختلف الدول، لا سيما الدول العربية حيث تسجّل المنطقة العربية أعلى مستوى بطالة في العالم.
وسبق أن أفادت منظمة "الإسكوا" في تقرير نشرته أواخر العام الماضي، أن عدد الأفراد العاطلين عن العمل في المنطقة العربية بلغ 14 مليونًا.
رأسمالية جديدة
وفي هذا الإطار، أكد رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الأميركية، غسان ديبة، أنه وعلى مدى سنوات، درست تقارير اقتصادية عدة مدى تأثير الأتمتة على العمالة والبطالة في العالم، مشيرًا إلى أن الأرقام التي توصلت إليها معظم الدراسات هي "احتمالية"، لكنه اعتبر أن الأتمتة من أهم التحولات الاقتصادية حاليًا.
ورغم أنه توقع أن تساهم في زيادة الإنتاجية، قال ديبة في حديث إلى "العربي" من بيروت، إن الأتمتة وبسبب استبدال العمال بالروبوتات والتكنولوجيات الرقمية، ستؤدي إلى حدوث عدم مساواة على المستوى الاقتصادي بين أصحاب رأس المال والعمال.
وأضاف: "نحن أمام مرحلة جديدة من الرأسمالية، حيث تُعد الأتمتة العامل التكنولوجي الأساسي الذي سيؤدي إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة".
ولفت ديبة إلى أن القطاعات الروتينية والعمالة غير الماهرة ستتأثر بشكل كبير بالأتمتة.
وشدّد على أهمية توجيه السياسات الحكومية لهذا التطور التكنولوجي لكي يتواءم مع الإنسان، بدلًا من أن تحل الآلة مكان الإنسان بنسبة كبيرة.