أعلنت كوريا الشمالية، اليوم السبت، أنها أجرت اختبارًا جديدًا على غواصة مسيرة هجومية ذات قدرات نووية، في أحدث استعراض للقوة على المناورات الأميركية- الكورية الجنوبية.
وهذا الاختبار هو الثالث من نوعه، بعد اختبارين سابقين الأول في 23 مارس/ آذار الماضي، والثاني في 28 من الشهر ذاته.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن "معهد أبحاث علوم الدفاع الوطني في كوريا الديمقراطية أجرى اختبارًا على نظام سلاح إستراتيجي تحت الماء بين 4 و7 أبريل/ نيسان الحالي".
وأضافت الوكالة أن الغواصة النووية المسيّرة "هايل-2" أجرت "محاكاة تحت المياه قطعت خلالها مسافة ألف كيلومتر على مدى 71 ساعة و6 دقائق".
وأشارت إلى أن الغواصة أطلقت رأسًا حربيًا "انفجر بدقة تحت الماء"، مؤكدة أن هذا الاختبار "يثبت موثوقية نظام الأسلحة الإستراتيجية تحت الماء وقدرته الهجومية الفتاكة".
وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية جسمًا ضخمًا على شكل طوربيد يسير تحت الماء، إضافة إلى انفجار مرئي على سطح البحر.
BREAKING: North Korea conducted a test of the "nuclear unmanned underwater assault vessel 'Haeil--2'" from April 4-7, according to state media. Showing the "superior military potential of our future armed forces," it reportedly traveled 1000km over 71 hours on the east coast. pic.twitter.com/hVI5AGeb7Y
— NK NEWS (@nknewsorg) April 7, 2023
وجاء هذا الاختبار بعد نحو أسبوعين من الكشف عن نظام جديد للغواصات المسيّرة يسمى "هايل-1"، ويعني "تسونامي" بالكورية، ومصمّم للقيام بهجمات مفاجئة في "مياه العدو".
وأعلنت بيونغيانغ، في 23 مارس الماضي، عن أول اختبار لهذه الغواصة القادرة على حد قولها على "التسبب بتسونامي إشعاعي واسع النطاق" عبر انفجار تحت المياه.
ويقول محللون إن بيونغيانغ تستعرض قدراتها النووية المتنوعة ضد واشنطن وسول، رغم أن الجانبين يشككان فيما إذا كانت تلك الغواصات جاهزة للعمل.
لكن شوي جي إيل، أستاذ الدراسات العسكرية في جامعة "سانغجي"، أوضح لوكالة فرانس برس أنه "حتى لو كان الشمال بالغ إلى حد ما في مستوى نجاح (الاختبارات)، فهي تظهر على ما يبدو ثقة بيونغ يانغ في هذه التكنولوجيا"، محذرًا من أنه لا ينبغي بالتالي "تجاهل" تأكيدات الشمال "بحجة أنه مبالغ فيها".
تكثيف الأنشطة العسكرية ردًا على المناورات
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت كوريا الشمالية أنشطتها العسكرية احتجاجًا على المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ونفّذت سول وواشنطن مناورات جوية مشتركة في 5 أبريل الحالي، تضمّنت قاذفة أميركية واحدة على الأقل من طراز "بي -52 "(B-52H) قادرة على حمل أسلحة نووية.
لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ.. تدريبات عسكرية تجمع #كوريا_الجنوبية و #أميركا و #اليابان تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/iOmjCbpQkx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 3, 2023
كما أجرتا أكبر مناورات عسكرية مشتركة في 5 سنوات من 13 إلى 23 مارس الماضي.
وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات بمثابة تدريبات على غزو لأراضيها، وحذّرت مرارًا من أنها ستتخذ إجراءات "ساحقة" ردًا على ذلك.
كما كشفت عن رؤوس حربية نووية جديدة أصغر حجمًا، واختبرت في 16 مارس صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، يتمتع بالقدرة على ضرب أي مكان في الولايات المتحدة.
والعام الماضي، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية بشكل "لا رجوع فيه"، كما دعا رئيسها كيم جونغ أون مؤخرًا إلى زيادة "هائلة" في إنتاج الأسلحة، بما في ذلك النووية التكتيكية.
وكشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية قبل شهر عن مستوى عالٍ من النشاط في المجمع النووي الرئيسي الكوري الشمالي في يونغبيون، وفقًا لمنظمة "38 نورث" المتمركزة في الولايات المتحدة.