أثرت الاشتباكات الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أقل من شهرين، بشكل كبير على قطاع الزراعة، وفق ما أكدته المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
وسببت الحرب المستمرة تشوهات في البنية الإنتاجية لقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، خصوصًا في مناطق احتدام الصراع في بلد كان ثلث السكان يعاني من الجوع حتى قبل بدء القتال.
وأشارت المنظمة العربية للتنمية الزراعية، إلى أن الحرب أدت إلى انقطاع سلاسل الإمداد وتعطل كامل للمداجن المنتشرة حول الخرطوم.
ويبدأ موسم الزراعة الصيفي في منتصف مايو/ أيار من كل عام في ولاية الغضارف التي تنتج حوالي 40% من محصول السودان من الحبوب.
وطاولت الأزمة قطاعات أخرى متعلقة بالزراعة والتي تمثل 40% من الناتج المحلي للبلاد، وتوظف 80% من اليد العاملة.
تحذير من انعدام الأمن الغذائي
وفي هذا الإطار، قال خبير بورصات الغذاء في الجمعية العامة للفاو نادر نور الدين، إن الحرب الدائرة منعت حصاد المحاصيل، ما أثر على التجارة في البلاد.
وأضاف نور الدين في حديث لـ"العربي" من القاهرة، أن السودانيين سيحرمون هذا العام من الاستفادة من محصول مليون فدان في إقليم الغضارف، بعدما دخل عليه الإثيوبيون وبدأوا زراعته.
وأشار نور الدين، إلى أن برنامج الغذاء العالمي طالب بإمداد السودان بـ800 مليون دولار من قبل المانحين لمساعدة الأطفال، في ظل تهديد 7 مليون طفل وسط نهب المساعدات وانقطاع سلاسل الإمداد.
وقال: "إن الاستثمار الزراعي قد يتوقف في السودان وينسحب المستثمرون منه، مما يعني أن البلد سيصبح بحاجة لعشرات السنوات لجذب الشركات من جديد".
