الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أسعار الذهب ترتفع.. هل يشكل وسيلة الاستثمار الأفضل وسط تقلبات الاقتصاد؟

أسعار الذهب ترتفع.. هل يشكل وسيلة الاستثمار الأفضل وسط تقلبات الاقتصاد؟

Changed

"العربي" يلقي الضوء على ثبات أسعار الذهب أمام الأزمات الاقتصادية (الصورة: رويترز)
تشهد أسعار الذهب عالميًا ارتفاعًا على وقع تخوف من التضخم والركود الاقتصادي، وذلك يعود إلى أن الناس تلجأ إلى ادخار هذا المعدن في الوقت الذي تشتد فيه الأزمات.

عادت أسعار الذهب لترتفع اليوم الأربعاء، بعد أن شهدت انخفاضًا في تعاملات محدودة النطاق مع استمرار تأثر جاذبيته باعتباره ملاذًا آمنًا بفعل التخوفات الاقتصادية من رفع أسعار الفائدة ومخاطر الركود.

وبحسب وكالة "رويترز" فقد ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1826.98 دولارًا للأونصة، مرتدًا من أدنى مستوياته منذ أسبوعين عند 1811.70 دولارًا، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.3% إلى 1826.60 دولارًا.

وكلما اشتدت الأزمات يتوجه الناس فورًا للاستثمار في الذهب، اعتقادًا منهم أن هذا التوجه هو الأفضل والأقل خطورة والطريقة الأسرع لتكوين ثروة، إلا أن هذا الاعتقاد قد يكون خاطئًا في عصرنا الحديث.

هذا ما توصل إليه تقرير نشرته مجلة "فوربس" في نسختها الكندية، إذ على مر السنوات الخمس الماضية ارتفعت أسعار الذهب بنحو 36%، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" 500 بنسبة 104% خلال الفترة نفسها. 

و"ستاندرد آند بورز" 500 هو مؤشر مالي يتتبع أداء أسهم 500 شركة كبيرة مدرجة في البورصات في الولايات المتحدة، ويعد أحد مؤشرات الأسهم الأكثر شيوعًا.

لماذا يشتري الناس الذهب؟

وبحسب الموقع، فإن الإقبال على شراء الذهب يعود إلى أن البعض ينظر إلى الذهب على أنه ملاذ آمن من التضخم والانحدارات في السوق، إذ على سبيل المثال خلال السوق الهابطة بين عامي 2007 و2008 هبط سوق الأسهم بشكل عام بنسبة 33% بينما تراجع سعر الذهب بنسبة 2% فقط.

رغم ذلك، يجب على من يرغب شراء الذهب الأخذ بعين الاعتبار أمورًا أساسية تبدأ من التخزين الآمن الذي يضيف نفقات على الاستثمار في هذا المعدن، إلى جانب مصاريف التأمين في حال قررتم تخزينه في المنزل، ووصولًا إلى درجة النقاء في الذهب التي يجب أن تكون بنسبة 99.5% على الأقل لتشكل أداة استثمارية.

وفي هذا الإطار، يتحدث الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي خالد أبو شقرا لـ"العربي" عن أشكال وفرص الاستثمار في الذهب مشيرًا إلى أن بعض العادات والتقاليد عند مختلف الشعوب لطالما كانت تنظر إلى الذهب على أنه معدن مقدر جدًا، وكان يختزن أحيانًا من خلال الحلي والمجوهرات وغيرها.

ويشرح المتخصص في الشأن الاقتصادي أنه عندما كان يجد الأفراد أن لديهم فائضًا من المال، كانوا يقومون بشراء الذهب على شكل مجوهرات أو أونصات، وبالعكس حين يحتاجون إلى النقد يسيلونه فورًا عبر بيعه كونه يحتفظ بقيمته أكثر من بقية المعادن وحتى النقود.

كذلك، تطرق أبو شقرا إلى أن الدول اليوم لديها احتياطيات من الذهب من خلال السبائك الذهبية، والبعض يسعى إلى تكبيرها والاستثمار يختلف بالطبع بين الطرفين.

الاستثمار في الذهب 

في هذا الخصوص، يؤكد الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي أنه لا يمكن تقييم الدول بحسب حجم احتياطها من الذهب ضاربًا المثل بلبنان، إذ إنه ثاني دولة عربية من حيث احتياطيها الذهبي بعد المملكة العربية السعودية مع حوالي 283 طنًا من الذهب.

ويردف أبو شقرا: "رغم ذلك يعاني لبنان اليوم من أزمة اقتصادية هائلة وبالتالي لن ينفعه الذهب.. في المقابل لا تملك كندا احتياطات من الذهب لكنها دولة مزدهرة جدًا بناتج يقدر بألفي مليار دولار".

أما بالنسبة للأفراد، فيلفت الصحفي إلى أن تخزين الذهب قد يكون أمرًا جيدًا على الصعيد الفردي حيث إنه لا يفقد قيمته وهو من المعادن المطلوبة على مر التاريخ، كما أنه يرتبط اليوم بعلاقة عكسية مع التضخم.

فكلما زاد التضخم وارتفعت الأسعار، سيكون الذهب مفيدًا للادخار وهذا ما حصل في الفترة الماضية إذ زاد الطلب على الصعيد العالمي بين 2020 و2021 بحوالي 4000 طن، تخوفًا من انهيار العملات العالمية على حد قول أبو شقرا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close