الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

أسلحة أميركية واجتماع لبايدن مع الحلفاء.. بدء معركة "الحسم" في دونباس

أسلحة أميركية واجتماع لبايدن مع الحلفاء.. بدء معركة "الحسم" في دونباس

Changed

تقرير حول تطورات المعارك في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
عاودت موسكو تركيز هجومها البري في دونباس شرق أوكرانيا، بينما شنت ضربات بعيدة المدى على أهداف أخرى منها العاصمة كييف ومدينة لفيف.

تحتدم المعارك في الشرق الأوكراني عقب إعلان أوكرانيا أن روسيا بدأت هجومها الجديد المتوقع هناك، مع ورود أنباء عن انفجارات على امتداد الخطوط الأمامية وكذلك هجمات في مناطق أخرى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ روسيا بدأت "معركة دونباس" في الشرق أمس الإثنين. وأضاف: "جزء كبير جدًا من الجيش الروسي بأكمله يركز الآن على هذا الهجوم". 

وتعهد في خطاب عبر الفيديو بالمقاومة، قائلًا: "سنقاتل بغض النظر عن عدد القوات الروسية التي يرسلونها إلى هناك. سندافع عن أنفسنا". 

"المرحلة الثانية من الحرب"

ووصف كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الهجوم بأنه "المرحلة الثانية من الحرب"، وأكد للأوكرانيين أن قواتهم يمكنها صد الهجوم. وقال: "ثقوا في جيشنا، إنه قوي جدًا". 

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بوقوع سلسلة انفجارات، بعضها قوي، على امتداد خط المواجهة في منطقة دونيتسك، مع وقوع قصف في مارينكا وسلافيانسك وكراماتورسك.

وقال مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام محلية إن دوي انفجارات سُمع في خاركيف في شمال شرق أوكرانيا وميكولايف في الجنوب وزابوريجيا في الجنوب الشرقي.

وأعلن مسؤولون أوكرانيون أن قصفًا روسيًا أوقع أربعة قتلى في منطقة دونيتسك أمس الإثنين، بينما قُتل رجل وامرأة في خاركيف عندما سقطت قذائف على ملعب بالقرب من مبنى سكني. وأضافوا أن هجومًا صاروخيًا روسيًا أودى أيضًا بحياة سبعة أشخاص في لفيف، وهم أول ضحايا مدنيين يسقطون في المدينة الغربية التي تبعد 60 كيلومترًا عن بولندا.

وقال المسؤول الأمني الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن القوات الروسية حاولت اختراق الدفاعات الأوكرانية "على امتداد خط المواجهة بالكامل تقريبًا في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخاركيف" صباح الإثنين.

ووسط مقاومة أوكرانية في الشمال، عاودت موسكو تركيز هجومها البري في دونباس، بينما شنت ضربات بعيدة المدى على أهداف أخرى منها العاصمة كييف.

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت مئات الأهداف العسكرية في أوكرانيا الليلة الماضية. وقالت: "إن الصواريخ المطلقة من الجو دمرت 16 منشأة عسكرية في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وفي ميناء ميكولايف"، وهي مناطق واقعة في جنوب أوكرانيا وشرقها.

وأضافت أن سلاح الجو الروسي شن غارات على 108 مناطق تتركز فيها القوات الأوكرانية فيما أصابت المدفعية الروسية 315 هدفًا عسكريًا أوكرانيًا.

وتحاول روسيا السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب شرق البلاد والمحاصرة منذ أسابيع. سيكون ذلك إن حدث جائزة إستراتيجية ضخمة لأنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وقال مجلس المدينة إن ما لا يقل عن ألف مدني يختبئون في ملاجئ تحت الأرض تحت مصنع آزوفستال للصلب. 

وظهر في مقاطع مصورة انفجارات ودخان يتصاعد من مصانع الصلب التي تحتوي على عدد كبير من المباني وأفران الصهر وقضبان السكك الحديدية.

بايدن يدعو لاجتماع مع الحلفاء

وعقب إعلان أوكرانيا بدء مرحلة جديدة من التصعيد العسكري شرقي البلاد، أعلن البيت الأبيض عزم الرئيس الأميركي جو بايدن عقد اجتماع مع حلفاء الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء لبحث تطورات الوضع في أوكرانيا.

وصرح مسؤول أميركي لوكالة "فرانس برس" بأن الاجتماع الذي أُعلن عنه في جدول مواعيد بايدن هو "جزء من تنسيقنا المنتظم مع الحلفاء والشركاء لدعم أوكرانيا"، من دون أن يحدد من سيشارك في هذا الاجتماع عبر الفيديو.

وقال البيت الأبيض إن الاجتماع سيشمل "بذل جهود لمحاسبة روسيا" على هجومها على أوكرانيا.

وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على موسكو من خلال العقوبات، إضافة الى إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية وغيرها.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد قال في حديث صحافي إن بلاده ستواصل "تصعيد عقوباتها المالية وغيرها من الإجراءات الاقتصادية ضد الاتحاد الروسي حتى تتراجع موسكو عن حملتها العسكرية ضد أوكرانيا". وقال: "لم نر هذا حتى الآن، لذلك سنواصل رفع تكاليف" الحرب على روسيا.

"لا خطط" لدى بايدن لزيارة أوكرانيا

كما أعلن البيت الأبيض الإثنين أن الرئيس جو بايدن لا ينوي زيارة كييف على الرغم من إلحاح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عليه لزيارة العاصمة المحاصرة وإظهار مزيد من الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض جين ساكي: "لا توجد خطط لدى الرئيس للذهاب الى هناك. اسمحوا لي فقط أن أكرر هذا". 

وسبق أن قام عدد من القادة الأوروبيين بزيارة كييف ولقاء زيلينسكي، لكن زيارة بايدن قد تشكل تحديًا أمنيًا أكثر تعقيدًا.

وقالت إدارة بايدن إنها تنظر بدلًا من ذلك في إرسال مسؤول رفيع المستوى يرجح أن يكون وزير الخارجية أنطوني بلينكن أو وزير الدفاع لويد أوستن.

والأسبوع الماضي قال بايدن: "إن إدارته تعمل على اتخاذ القرار"، على الرغم من الإرباك الذي أحدثته إجابته بـ"نعم" عندما سأله أحد الصحافيين إن كان سيذهب.

وأوضحت ساكي: "إذا كان من شخص سيذهب (..) لن نحدد من هنا أو أي مكان حكومي آخر من سيذهب وإن كان سيذهب أو متى لأسباب أمنية". 

وأكدت أن هناك آمالًا بإعادة فتح السفارة الأميركية في كييف، رغم عدم تحديدها جدولًا زمنيًا لذلك، مشددة على أهمية الحضور الدبلوماسي الميداني.

وكان زيلينسكي قد قال في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن" الأحد: "أعتقد أن بايدن سيقوم بالزيارة"، مشيرًا الى أن "هذا القرار يعود له بالطبع، والأمر يعتمد على الوضع الأمني". وأضاف: "أعتقد أنه زعيم الولايات المتحدة ولهذا السبب يجب أن يأتي إلى هنا ليرى".

كذلك أشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في حديث متلفز بدعم بايدن لبلاده حتى الآن، قائلًا إنّ زيارته ستكون "رسالة دعم هامة"، معتبرًا أن لقاءً شخصيًا بين رئيسين يمكن أن يمهد الطريق لتقديم إمدادات جديدة وأسلحة أميركية لأوكرانيا وأيضًا إجراء نقاشات حول التسوية السياسية المحتملة لهذا الصراع. 

شحنات جديدة من الأسلحة الأميركية

من جهة أخرى، أعلن مسؤول كبير في البنتاغون الإثنين أنّ الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وصلت إلى حدود البلاد لتسليمها إلى الجيش الأوكراني.

وقال المسؤول طالبًا عدم الكشف عن هويته: "وصلت أربع رحلات جوية إلى المنطقة من الولايات المتحدة أمس محمّلة بمعدات مختلفة". 

ومن المتوقّع أن تصل رحلة خامسة خلال الـ 24 ساعة المقبلة "ما يعني خمس رحلات في غضون بضعة أيام" منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن الأربعاء عن حزمة جديدة بقيمة 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وسيبدأ جنود أميركيون منتشرون في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي منذ بداية الهجوم الروسي، "في الأيام المقبلة" بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع هاوتزر M777،  الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها لأول مرة للجيش الأوكراني.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي وصول الشحنة الأولى من هذه المساعدات بعد 48 ساعة من إعطاء الرئيس جو بايدن الإذن بذلك، معتبرًا أنها "سرعة غير مسبوقة". وشدد كيربي على أن تدريب "عدد صغير من الأوكرانيين" على مدافع الهاوتزر من الجيل الجديد سيتم خارج أوكرانيا، وبعد ذلك "يعودون إلى بلادهم لتدريب زملائهم". 

وأشار المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القوات الروسية بدأت تشعر بآثار العقوبات على إمداداتها من الأسلحة ولا سيّما الصواريخ الموجهة. وقال: "كان للعقوبات تأثير على قدرة بوتين في إعادة الإمداد والتجهيز، خصوصًا لجهة مكوّنات بعض هذه الأنظمة وصواريخها الموجّهة بدقّة". 

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close