في وقت تحدثت فيه كييف عن تحقيق مكاسب في ساحة المعركة على القوات الروسية شملت استعادة أربع قرى في خاركيف، توقّف تدفق بعض الغاز الروسي إلى أوروبا عبر نقطة عبور رئيسية في أوكرانيا اليوم الأربعاء، إذ لا تزال أوكرانيا طريقًا رئيسيًا للغاز الروسي إلى أوروبا حتى بعد اندلاع الحرب.
وأظهرت بيانات من الشركة المشغلة لشبكة الغاز اليوم الأربعاء، عدم وجود أي تدفق للغاز الروسي عبر نقطة العبور.
وألقت شركة الغاز الأوكرانية باللوم في تعليق تدفق الغاز، على تدخل القوات الروسية، وقالت: إنها ستعيد توجيه الغاز من نقطة عبور سوخرانيفكا، الواقعة في منطقة يحتلها الجيش الروسي، إلى نقطة أخرى في منطقة تسيطر عليها أوكرانيا.
ويشدد الغرب عقوباته على روسيا، لا سيما من خلال حظر الطاقة الروسية أو التخلص منها تدريجيًا، إذ تستورد القارة العجوز نحو 3 ملايين و400 ألف برميل من النفط الروسي والمنتجات المكررة يوميًا، حيث تواصل البحث عن مصادر بديلة.
وتحاول القوات الروسية تطويق الجيش الأوكراني في منطقة دونباس الشرقية، مستخدمة مدينة إيزيوم بالقرب من خاركيف، في الشمال الشرقي، قاعدة انطلاق لها.
بدورها، أشارت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز في واشنطن، أمس الثلاثاء، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد على ما يبدو لحرب طويلة، معتبرة أن النصر الروسي في منطقة دونباس قد لا يُنهي الصراع.
لكن الهجوم المضاد بالقرب من خاركيف، يمكن أن يشير إلى مرحلة جديدة مع دخول أوكرانيا في الهجوم، إذ من المحتمل أن تكون خطوط الإمداد إلى روسيا الآن معرضة للخطر.
بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن النجاحات الأوكرانية تدفع القوات الروسية تدريجيًا للخروج من خاركيف، التي تتعرض للقصف منذ بدء الحرب، وباتت مدمرة بشكل شبه كامل.
قصف متبادل
وفي قريتي ستاري سالتيف وفيلخيفكا بالقرب من خاركيف، جمع جنود أوكرانيون جثث جنود روس لقوا حتفهم في القتال، بحسب "رويترز".
واليوم الأربعاء، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن القوات الروسية تحاول منع القوات الأوكرانية من التقدم نحو الحدود في منطقة خاركيف، وتحاول السيطرة بشكل كامل على بلدة روبيجني. كذلك، أفاد حرس الحدود الأوكراني بقصف روسي على منطقتي سومي وتشيرنيهيف بالقرب من الحدود.
وفي الجنوب، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها "قصفت تسعة أهداف للعدو"، مما كبده خسائر بلغت 79 جنديًا و12 قطعة من العتاد، منها عربات مدرعة ومدافع هاوتزر.
في السياق نفسه، تركزت النيران الروسية في منطقة ميكولايف، حيث تضررت منازل خاصة وكذلك مزارع وخطوط كهرباء.
ووفق أوكرانيا، فقد واصل الجيش الروسي قصف مصنع الصلب في آزوفستال بالمدفعية والدبابات والطائرات، في محاولة للسيطرة على آخر معقل للمقاومة الأوكرانية بمدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة.
وتم إجلاء عشرات المدنيين من مصنع الصلب خلال الأيام الماضية، لكن بيترو أندريوشينكو، مساعد رئيس بلدية ماريوبول، قال: إن ما لا يقل عن 100 شخص ما زالوا بالداخل.