السبت 18 مايو / مايو 2024

أوكرانيا.. هل كان استهداف مفاعل زاباروجيا النووي عرضة للتوظيف السياسي؟

أوكرانيا.. هل كان استهداف مفاعل زاباروجيا النووي عرضة للتوظيف السياسي؟

Changed

"العربي" يستعرض المشهد حول مفاعل زاباروجيا النووي (الصورة: غيتي)
شكل مفاعل زاباروجيا النووي بؤرة ساخنة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا واستقطب اهتمامًا دوليًا بعدما شهد تبادل اتهامات بين الطرفين باستهدافه.

كشف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أنّ بلاده نجحت في تجنب أسوأ السيناريوهات في محطة زاباروجيا النوويّة.

وفي رسالته اليومية، قال الرئيس الأوكراني يوم أمس: "علماؤنا وجميع المتخصصين في قطاع الطاقة ينجحون في إنقاذ محطة زابوريجيا من أسوأ سيناريو تدفع باتجاهه القوات الروسية باستمرار".

وتعليقًا على تصريحات زيلينسكي، رأى المحلل العسكري والإستراتيجي محمد الثلجي أن أوكرانيا نجحت في توظيف قضية مفاعل زاباروجيا النووية سياسيًا وإعلاميًا، في سبيل كسب المزيد من الضغوط على روسيا، رغم أن استهدافه كان يؤدي إلى كارثة حقيقية. 

وأشار الثلجي في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، إلى أنّ آثار استهداف زاباروجيا قد لا تمتد وفق المشهد الذي وصفته كييف، بحسب العديد من التقارير الأوروبية، إلا أن المحير في قضية المفاعل الذي شهد محيطه توترًا عسكريًا هو عدم وجود طرف محايد يثبت ما تدعيه أوكرانيا، أو تنفيه روسيا. 

اتهامات متبادلة

واتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت، القوات الأوكرانية بقصف مجمّع محطة زاباروجيا للطاقة النووية ثلاث مرات خلال الـ24 ساعة الماضية. فيما حذّرت الشركة الأوكرانية العامة المشغلة للمحطة من مخاطر "انتشار مواد مشعة".

ويعتقد الثلجي أن نجاح أوكرانيا في توظيف مسألة استهداف زاباروجيا، لا يعني بالضرورة فشل روسيا عسكريًا التي ترى أن ادعاء سيطرتها على المحطة النووية ينفي محاولة استهدافها، بينما ترفض كييف اتهامها بقصف المحطة كونها جزءًا من منشآتها ذات المنفعة الكبيرة. 

والجمعة، أعيد ربط محطة زاباروجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية، بشبكة الكهرباء الأوكرانية بعد قطع التيار عنها، وفق ما أفادت شركة "إنرغوأتوم" المشغّلة لأكبر منشأة نووية في أوروبا.

الثلجي أكد بأن محطة زاباروجيا أصبحت بؤرة ساخنة في الصراع، ونجحت أوكرانيا في تدويلها لوضعها على طاولة القضايا الأممية الكبرى، مع الاعتقاد بأن روسيا لن تتخلى عن هذه المنشأة، ولن تستمع إلى الرأي القائل إن زاباروجيا يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح، وبالتالي إعادتها إلى الإدارة الأوكرانية. 

العين الروسية

وفي الأسباب الكامنة خلف ذلك، قال الثلجي إن المحطة النووية تقع في مقاطعة ذات أهمية كبيرة لموسكو، ولا سيما من الناحية الاقتصادية، حيث تحوي على عناصر معدنية كثيرة، بالإضافة إلى إنتاج المحطة نفسها 20% من الطاقة الكهربائية لأوكرانيا، وبحال قررت موسكو ضمها إلى المناطق الانفصالية فإنها لن تحتاج لإنشاء بنية تحتية جديدة بوجود زاباروجيا. 

أما من الناحية الجيوسياسية، فأشار المحلل العسكري إلى أنّ مقاطعة زاباروجيا تمثل امتدادًا جغرافيًا بين مقاطعتي لوغانسك ودونتسك، اللتين ضمتهما روسيا، وخيرسون الأوكرانية وصولًا إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ 2014. 

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على محطة زابوريجيا جنوبي البلاد، حيث توجد ستة من مفاعلات أوكرانيا الـ15، في أوائل مارس/ آذار الماضي، بعد وقت قصير من بدء الهجوم الروسي الذي انطلق يوم 24 فبراير/ شباط.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close