الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

إستراتيجية بايدن للأمن القومي.. أولوية تنافسية مع الصين رغم "خطورة" روسيا

إستراتيجية بايدن للأمن القومي.. أولوية تنافسية مع الصين رغم "خطورة" روسيا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" عن الهجمات الروسية التي استهدفت أوكرانيا ووصلت إلى كييف (الصورة: الأناضول)
تورد الإستراتيجية الجديدة بأن التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه الولايات المتحدة مصدره "القوى التي تجمع بين الحكم الاستبدادي وسياسة خارجية تحريفية".

أكدت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، أنها ستعطي الأولوية للتفوق على الصين التي تعتبرها منافسها العالمي الوحيد، في وقت تعمل أيضًا على كبح جماح روسيا "الخطرة"، وفي الوقت ذاته تحشد واشنطن لدعم أوكرانيا.

وأعلن البيت الأبيض في إستراتيجيته للأمن القومي التي تأخر نشرها بسبب النزاع في أوكرانيا، أن عشرينيات القرن الحادي والعشرين ستكون "عقدًا حاسمًا لأميركا والعالم"، من أجل الحد من الصراعات ومواجهة التهديد الرئيسي المشترك المتمثل في تغيّر المناخ.

"أولوية التنافس مع الصين"

وجاء في الإستراتيجية: "سنعطي الأولوية للحفاظ على أفضلية تنافسية دائمة على جمهورية الصين الشعبية، مع تقييد روسيا التي لا تزال شديدة الخطورة".

وأورد التقرير أن "التحدي الإستراتيجي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه رؤيتنا مصدره القوى التي تجمع بين الحكم الاستبدادي وسياسة خارجية تحريفية".

واعتبر التقرير، أن روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين "تشكل تهديدًا مباشرًا للنظام الدولي الحر والمفتوح، وتنتهك اليوم بشكل متهور القوانين الأساسية للنظام الدولي، كما أظهرت حربها العدوانية الوحشية ضد أوكرانيا".

أما الصين "في المقابل، فهي المنافس الوحيد الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي و(تملك) بشكل متزايد القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحقيق هذا الهدف".

وتتوافق الإستراتيجية إلى حد كبير مع التوجيهات المؤقتة التي وضعتها الإدارة الأميركية بعيد تولي بايدن منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021، حتى مع تركيزها في معظم هذا العام على حشد الحلفاء ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومدّ هذه الأخيرة بأسلحة بمليارات الدولارات.

مقاربة جو بايدن

في هذا السياق، استبعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان، أن تكون الحرب في أوكرانيا قد غيرت بشكل جذري مقاربة جو بايدن للسياسة الخارجية، التي تبناها قبل فترة طويلة من توليه الرئاسة.

وأضاف في تصريح للصحافيين: "لكنني أعتقد أنها توضح العناصر الأساسية لمقاربتنا - التركيز على الحلفاء وأهمية تقوية العالم الديمقراطي والدفاع عن الديمقراطيات الصديقة والقيم الديمقراطية".

وتبدي الإستراتيجية استعداد الولايات المتحدة للعمل حتى مع المنافسين لتحقيق المصالح المشتركة، وسط محادثات بشأن تغيّر المناخ تجريها إدارة بايدن مع الصين أكبر مصدر لانبعاثات الكربون. ووصفت تغيّر المناخ بأنه "التحدي الوجودي في هذا العصر".

لكن البيت الأبيض شدّد على المخاطر الآتية من الصين، محذرًا من أن تقدمها التكنولوجي السريع يهدف إلى تشكيل النظام العالمي على نحو يدعم "نموذجها السلطوي"، وفق ما جاء في التقرير.

ورغم نفي بكين المتكرر أن تكون تسعى إلى الهيمنة، ترى الوثيقة الإستراتيجية الأميركية أن لدى الصين "طموحات لإنشاء مجال نفوذ معزّز في المحيطين الهندي والهادئ وأن تصبح القوة الرائدة في العالم".

كما ربط البيت الأبيض الصين الصاعدة بتعهدات بايدن بإعطاء الأولوية للطبقة الوسطى في الولايات المتحدة، قائلًا: إن بكين تسعى إلى جعل العالم يعتمد على اقتصادها مع الحد من الوصول إلى سوقها التي يزيد عدد مستهلكيها عن مليار شخص.

وفي مايو/ أيار الماضي، استضافت اليابان قمة "كواد"، وهو التحالف غير الرسمي الذي يضمّ اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والهند، الذي يهدف إلى تحقيق توازن في مواجهة النفوذ المتزايد للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

استثمارات كبيرة في الداخل

وتتعهد الإستراتيجية بالقيام باستثمارات كبيرة في الداخل، بعد شهرين من توقيع بايدن على حزمة بقيمة 52 مليار دولار لتحسين قدرة الولايات المتحدة على صناعة أشباه الموصلات، لكنها شددت أيضًا على أن الولايات المتحدة تسعى إلى "التعايش السلمي" مع الصين وإدارة المنافسة معها "بمسؤولية".

وتابع جايك سوليفان: "نحن لا نسعى لأن تنقلب المنافسة إلى مواجهة أو حرب باردة جديدة، ولا نعتبر أي دولة مجرد ساحة معركة بالوكالة".

ويأتي إصدار الإستراتيجية في وقت يتعهد فيه جو بايدن بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية حليف الولايات المتحدة منذ عقود، والتي تحركت لخفض إنتاج النفط، ما يعود بالفائدة على روسيا المُصدرة للطاقة، وربما يرفع أسعار الوقود للمستهلكين الأميركيين قبل أسابيع من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

وقال سوليفان في هذا الصدّد إن بايدن، سيتساءل عما إذا كانت طبيعة العلاقة مع السعودية "تخدم مصالح الولايات المتحدة وقيمها"، وما إذا كان ينبغي إجراء تغييرات عليها.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close