الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

إعادة التدوير "حبر على ورق".. أزمة تراكم النفايات تتفاقم في البصرة

إعادة التدوير "حبر على ورق".. أزمة تراكم النفايات تتفاقم في البصرة

Changed

"العربي" يفتح ملف تراكم النفايات في البصرة (الصورة: تويتر)
دفع غياب خطط لمعالجة أزمة النفايات ببعض أهالي البصرة إلى جمع المواد التي يمكن تدويرها مرة أخرى بهدف بيعها.

تتفاقم أزمة تراكم النفايات في البصرة العراقية في ظل انعدام معامل ومشاريع تختص بإعادة التدوير والاستفادة منها، الأمر الذي يفاقم خطر التلوث مع اعتماد وسائل بدائية كالطمر بعد فرز غير كامل وحرق لا يراعي الشروط البيئية.

فقد استعرض المهندس البيئي في بلدية البصرة عباس سعدون، مشروعه لإعادة تدوير النفايات المتوقف منذ فترة، لكنه لا يزال حتى الساعة حبرًا على ورق بسبب غياب مخصصات مالية لإنشاء معمل مختص يعالج تكدس النفايات.

هذا الغياب، دفع بالبلدية إلى طرح المشروع للاستثمار بغية الاستغناء عن طمر هذه المخلفات المضرة بالبيئة، إلى جانب الاستفادة من المعمل لتوليد الطاقة بحسب سعدون الذي سيعود على الدولة بمنافع كثيرة.

واقع جديد 

تزامنًا، دفع عدم وجود خطط حقيقية لمعالجة النفايات والمشاريع الجادة لإعادة تدويرها ببعض الأهالي إلى ممارسة نوع من الفرز والجمع للمواد التي يمكن تدويرها مرة أخرى لبيعها لأصحاب معامل الحديد والألمنيوم والزجاج والورق والبلاستيك وغيرها.

بدوره، أكّد الصحافي المتخصص بالشأن البيئي علي البطاط أن لا مشاريع حقيقية لمعالجة هذه الأزمة وأن البلدية قد لا تكون قادرة على إدارة هذا الملف، متمنيًا أن يدار الملف من قبل شركات متخصصة.

ولا تتوافر إحصاءات رسمية عن كمية النفايات التي تطرح في البصرة، لكن بعض المختصين يرون أن إنشاء معمل لإنتاج الوقود المستخرج من النفايات سيسهم حتمًا في تشغيل عدد من محطات الكهرباء الغازية في المدينة.

تداعيات وحلول

ومن البصرة يتحدث الناشط البيئي علاء بدران المتخصص بالزراعة والمياه، لـ"العربي" عن تداعيات هذه الأزمة بيئيًا على أكثر من 4 ملايين نسمة ولا سيما وأن المساحات الصالحة للسكن في المدينة باتت قليلة جدًا بسبب الحقول النفطية التي تحاصرها بأكثر من 75% من مساحة البصرة.

ويقول: "بعد أن أصبحت الوحدات السكنية متقاربة جدًا تفاقمت أزمة التلوث والنفايات بشكل كبير سيما أنه يستلزم رفع النفايات أكثر من مرة في اليوم".

ويشرح الناشط البيئي أن هذه المواد التي تتخلص منها البلدية بشكل غير صحي وهي أغلبها مخلفات منزلية كالطعام، يمكن أن تستفيد منها السلطات المحلية في صناعة ما يعرف بـ" الكمبوست"، هو السماد الصناعي الذي يمكن الحصول عليه من تخمير البقايا النباتية.

وعن الخلل في التخطيط لمعالجة هذه الأزمة، يغالط المتخصص البيئي الخطط التي تدعو إلى التخلص من النفايات عبر حرقها بهدف توليد الكهرباء.

ولفت بدران: "هذا المشروع يحتوي على جانب آخر من التلوث فإذا أحرقنا النفايات ستصدر عنها مواد سامة.. فإن كان للمشروع قيمة اقتصادية إلا أن نحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار أيضًا مشكلة الجفاف في البصرة وقلة الغطاء النباتي".

وعليه، يرى الناشط البيئي علاء بدران أن أفضل طريقة لمقاربة هذا الملف هو تحويل النفايات إلى سماد نباتي الذي يفيد الزراعة، كون تراب المنطقة فقيرًا في المواد العضوية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close