الخميس 13 يونيو / يونيو 2024

اجتماع وزاري لبحث ملف "سد النهضة".. هل تنجح الدول العربية في إنهاء الأزمة؟

اجتماع وزاري لبحث ملف "سد النهضة".. هل تنجح الدول العربية في إنهاء الأزمة؟

Changed

خلص اجتماع عربي عُقد بالدوحة اليوم إلى الدعوة لاتفاق ملزم بشأن ملء سد النهضة، فهل يحقق العرب التوازن المطلوب في دعم مصر والسودان؟

من أجل مصر، اجتمع العرب على مستوى وزارء الخارجية في العاصمة القطرية الدوحة، فهم لا يريدون تركها وحيدة فيما تُهدد إثيوبيا بملء سد النهضة الذي قد يتسبب بالعطش لجيرانها.

صحيح أن المشكلة في الأصل إفريقية، لكن مسار التسوية في أروقة الاتحاد الإفريقي بات متعثرًا؛ وارتفعت الشكوى المصرية والسودانية من أن الوساطات الإفريقية لا تضغط بما يكفي على أديس أبابا لإبداء المرونة اللازمة لتحقيق تسوية لمسألة الملء الثاني للسد.

وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن إجراءات تدريجية قد تُتخذ لدعم مصر والسودان في النزاع حول السد. 

كما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد وبحث الخلاف الثلاثي.

وخلص الاجتماع العربي في بيانه الختامي إلى الدعوة لاتفاق ملزم بشأن ملء السد، مع دعم معلن للقاهرة والخرطوم. 

"مجال للوساطة القطرية"

تعليقًا على التطورات، يشير المحلل السياسي والإعلامي القطري صالح غريب إلى أن قطر ولما يربطها من علاقة مميزة مع إثيوبيا، فإن ذلك يعطيها مجالًا للتقدم بوساطة على غرار الوساطات التي نجحت فيها سواء في السودان أم ملفات أخرى كأفغانستان وغيرها.

ويردف بأن عقد المؤتمر في الدوحة، وما تم من اجتماعات.. كلّها أمور تعطي مجالًا للوساطة القطرية والتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة.

ويلفت، تعليقًا على تصريح وزير الخارجية القطرية الذي كشف فيه عن تحركات عربية يمكن أن تسفر عن اختراق كبير في هذه الازمة، إلى أن ما فُهم منه هو أن دولة قطر كُلفت بالقيام بوساطة على غرار وساطات سابقة تولتها الدوحة.

"غير متفائل"

بدوره، يقول الباحث المتخصّص بشؤون القرن الإفريقي عبدالوهاب الطيب البشير من الخرطوم إن دور الجامعة العربية معروف على مستوى المشكلات والأزمات والقضايا العربية.

ويشير إلى أنه "في قضية مثل سد النهضة، غير متفائل بأن تُحرّك الجامعة العربية ساكنًا بشكل أكبر من الاتحاد الإفريقي".

وإذ يسأل إن كان باستطاعة الجامعة العربية أو وزرائها فعل شيء، لا سيما بعد كل ما شهدته الأزمة طوال السنوات الماضية، يلفت إلى أن هناك فرقًا بين الجامعة العربية والدول الفاعلة والقوية فيها، التي تستطيع أن تفعل شيئًا مع إثيوبيا.

"لهم أن ينصحوها"

من ناحيته، يوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي أن الجامعة العربية وقفت في مارس/ آذار ويونيو/ حزيران 2020 إلى جانب مصر والسودان، وأعلنت تأييدها للحق المائي لكل منهما، وكذلك أعلنت أن أمنهما المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

ويردف بأن هذا ما تم التأكيد عليه في اجتماع اليوم أيضًا، أُضيفت له مناشدة أديس أبابا عدم اتخاذ قرار أحادي يضر دول المصب.

ويرى شراقي أن الجديد في الأمر هو تحويل الجامعة العربية ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن، بعد أن كانت نجحت جنوب إفريقيا وإثيوبيا بسحب الملف من المجلس العام الماضي.

وإذ يشير إلى أن دعوة مجلس الأمن لرعاية مفاوضات سد النهضة حتى الوصول إلى اتفاق توصيات دبلوماسية كانت متوقعة من جامعة الدول العربية، يلفت الى أدوار اقتصادية تلعبها دول عربية في إثيوبيا إضافة الى علاقة طيبة تجمعها بأديس أبابا.

ويضيف إن كانت هناك علاقات طيبة للدول العربية مع إثيوبيا، فلهم أن ينصحوها بأن تنصاع للمجتمع الدولي وأن تحترم القواعد الدولية والاتفاقيات وكذلك اتفاق إعلان المبادئ في عام 2015.

ويؤكد أن ليس من مصلحة أديس أبابا أن تتعنت وأن تقوم بملء آخر دون الاتفاق مع القاهرة والخرطوم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close