الأحد 5 مايو / مايو 2024

اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري.. "دردشة" موسّعة لملفات عالقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري.. "دردشة" موسّعة لملفات عالقة

Changed

ناقشت حلقة هذا الأسبوع من "خليج العرب" أبرز الملفات التي طرحت في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في الكويت (الصورة: غيتي)
كان ملك الملفات هو لبنان، بعد الورقة الخليجية التي حملتها الكويت إلى بيروت، ثمّ تسلّم الرد عليها وزير الخارجية الكويتي.

في الكويت، حضر وزراء خارجية الدول العربية بملفات عربية وإقليمية ودولية مشتركة، في اجتماع وُصِف بالتشاوري هو الثاني من نوعه.

من دون جدول أعمال محدّد وقرارات ملزمة، بدا هذا الاجتماع أقرب ما يكون إلى دردشة عربية موسعة لملفات عالقة.

وفي النهاية، انفضّ الحاضرون بما حملوا من ملفات باستثناء تفاهمات على مواضيع محددة ستتناولها الاجتماعات المقبلة.

فما هو الجديد الذي قُدّم في هذا الاجتماع؟ وهل نجح الوزراء العرب في نزع فتيل عدد من الأزمات العربية، القديم منها والمستجدّ؟

هل اتفقوا على إجراءات سياسية وعسكرية موحّدة ضدّ هجمات الحوثي الصاروخية، والتي استهدفت إحداها دولة الإمارات بعد ساعات فقط من انتهاء الاجتماع؟

هل شكّل الوزراء العرب صورة أولية لكيفية العمل على منع إيران من أن تتحوّل ومن على الضفة الأخرى من الخليج العربي، إلى قوة نووية تهدّد أمن المنطقة؟

"ملك الملفّات"

كان ملك الملفات على الطاولة هو الملف اللبناني، ولا سيما بعد الورقة الخليجية التي حملتها الكويت إلى بيروت قبل أيام، والتي تسلّم الرد اللبناني عليها وزير الخارجية الكويتي من نظيره اللبناني، ومن ثمّ إحالته إلى العواصم الخليجية.

كما كان لوزراء الخارجية العرب أيضًا جولات مع ملفات أخرى، منها الملف السوري، لكن من دون طرح ملف عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، على خلاف ما تسعى إليه الجزائر قبل القمة العربية المقبلة.

وكذلك حضرت القضية الفلسطينية بملفاتها وتحدياتها، وهجمات الحوثيين على الإمارات والسعودية التي حظيت بما يشبه الإجماع العربي على رفضها، إلى جانب لجنة بمشاركة إماراتية سعودية ومصرية لمتابعة النشاط الإيراني وتقديم تقرير للمجلس الوزاري مرّتين في العام من أجل إخطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن به.

"خطوة في الاتجاه الصحيح"

يعتبر الصحافي الكويتي حسين جمال أنّ اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري يشكّل "خطوة في الاتجاه الصحيح".

ويوضح في حديث إلى "العربي"، أنّ الاجتماعات في السابق "كانت دائمًا اجتماعات رسمية تقليدية بالقرارات والقضايا والملفات نفسها"، معربًا عن اعتقاده بأنّ هذه اللقاءات "تعطي نوعًا من الحيوية لاجتماعات وزراء الخارجية العرب".

ويضيف: "لأول مرة يجلسون مع بعضهم بأريحية، وهذا لم يكن موجودًا في ثقافة اجتماعاتنا، وبالتالي فنحن أمام نهج جديد وطريقة مختلفة".

وفيما يرى أنّ ما حصل أشبه بالعصف الذهني كما وصفه وزير الخارجية الكويتي، يعرب عن اعتقاده بأنّ "نتائجه ستكون أكثر تأثيرًا من الاجتماعات الرسمية التقليدية".

ويشدّد على أنّ التحديات التي تحيط بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط كبيرة، لافتًا إلى أنّ "ما يحدث على صعيد أزمة أوكرانيا سينعكس علينا في ملف الغاز وملف النفط وملف الغذاء وغيره".

كما يتحدّث عن ملفات شائكة في منطقة الشرق الأوسط بينها اليمن وسوريا ولبنان والعراق والملف النووي، معتبرًا أنّ "ما يحدث الآن أشبه بالحراك العربي لتحريك المياه الراكدة".

حجم التحديات "أكبر"

من جهته، يرى مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري  أنّ الاجتماع في حد ذاته مهمّ، لكنّه ينبّه إلى أنّ حجم التحديات أكبر من ذلك.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، إلى تحدي الملف النووي الإيراني وتحدي ما يجري في العراق وعدم القدرة على تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على أن تفرض الأمن والاستقرار وأن تتعامل مع جوارها بطريقة إيجابية.

ويشير إلى وجود دول عربية مصنّفة ضمن الدول الفاشلة والهشة على غرار العراق وسوريا واليمن وليبيا، وهذه الدول تحتاج إلى دعم وإلى مساعدة.

ويقول: "نحن الآن في العالم العربي مقسَّمون إلى مجموعتين، إذ ثمّة دول متماسكة وقادرة، ودول أخرى هشّة وضعيفة وغير قادرة على توفير الحد الأدنى بل تشكّل تحديًا لجيرانها.

ويخلص إلى أنّ حجم التحدي كبير ومثل هذا الاجتماع لا يكفي للوصول إلى مواجهة هذه التحديات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close