شهدت مدينة السويداء في جنوب سوريا الجمعة أكبر تظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو شهر بمشاركة الآلاف على الرغم من إطلاق النار على متظاهرين قبل يومين.
وفي منتصف أغسطس/ آب، انطلقت احتجاجات سلمية في محافظة السويداء، أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ"إسقاط النظام".
وأفاد أحد المشاركين في التظاهرة المركزية في مدينة السويداء أن ما بين 3500 وأربعة آلاف شخص تظاهروا الجمعة في المدينة.
وأدلى أحد الناشطين بالتقديرات عينها لوكالة "فرانس برس"، مشيرًا إلى أن الحشود التي تجمعت في ساحة الكرامة هذه المرة كانت "أكبر من المرات السابقة".
#شاهد: من قلب ساحة الكرامة في السويداء، هتافات الحريّة تعلو من آلاف المحتجين/ات، اليوم الجمعة.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/sqzZs7JM4m
— السويداء 24 (@suwayda24) September 15, 2023
وعلى وقع الموسيقى، هتف المتظاهرون: "ما في للأبد ما في للأبد، عاشت سوريا ويسقط (الرئيس السوري بشار) الأسد"، حاملين رايات ترمز إلى الطائفة الدرزية.
وخلال أيام الحراك، أقفل محتجون مكاتب تابعة لحزب البعث الحاكم، كما عمدوا إلى نزع صور للرئيس الراحل حافظ الأسد.
#شاهد: سماحة شيخ عقل الطائفة أبو وائل حمود الحناوي، حاملاً غصن زيتون، خلال استقباله مجموعة من المحتجين، وصلوا إلى مضافته في سهوة البلاطة جنوب السويداء، بعد انتهاء مظاهرة ساحة الكرامة، اليوم الجمعة.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/Pl0fOGqMtq
— السويداء 24 (@suwayda24) September 15, 2023
والأربعاء، أصيب ثلاثة متظاهرين بجروح حين فتح مسلحون النار عليهم أثناء محاولتهم إغلاق فرع حزب البعث الحاكم.
الشيخ حكمت الهجري: نرفض "أن يملي حزب سياساته" على المنطقة
وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار باتجاه محتجين خلال التظاهرات الأخيرة.
ودعا بيان صدر بالتنسيق مع أحد شيوخ المحافظة الشيخ حكمت الهجري، تلاه أحد المتظاهرين، إلى بناء دولة وطنية ديمقراطية، ورفض "أن يملي حزب سياساته" على أهالي المنطقة.
والخميس، أعربت السفارة الأميركية في سوريا عن قلقها إزاء "استخدام النظام للقوة في السويداء"، علمًا أن السفارة لا تؤمن أي خدمات قنصلية.
ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعًا عن مناطقهم فقط.
وتشهد محافظة السويداء منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية.
وحكومة النظام السوري حاضرة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية، فيما ينتشر الجيش حاليًا على حواجز في محيط المحافظة.
وبعد أكثر من 12 عامًا من نزاع دام، تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمّر في فبراير/ شباط وعقوبات اقتصادية مفروضة من الدول الغربية، وخسرت معها العملة المحلية أكثر من 99% من قيمتها.