الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"اختاره القوميون".. المسلم حمزة يوسف يفوز بسباق رئاسة وزراء إسكتلندا

"اختاره القوميون".. المسلم حمزة يوسف يفوز بسباق رئاسة وزراء إسكتلندا

Changed

حلقة أرشيفية من برنامج "عين المكان" حول المطالبات باستقلال اسكتلندا والمواقف منها (الصورة: تويتر)
كان يوسف وزيرًا للصحة وأصبح أول مسلم يرأس حزبًا سياسيًا كبيرًا في بريطانيا. ويفترض أن ينتخب رئيسًا للوزراء الثلاثاء أمام البرلمان المحلّي في إدنبره.

اختار القوميون في إسكتلندا، اليوم الإثنين، المسلم حمزة يوسف، ليصبح رئيس الحكومة الجديد، بعد منافسة محتدمة كشفت عن انقسامات عميقة في حزبه بشأن السياسة ومساعي الاستقلال المتوقفة.

ويخلف يوسف البالغ من العمر 37 عامًا وهو من أصول باكستانية، زعيمة الحزب الوطني الإسكتلندي الحاكم نيكولا ستيرغن وسيتولى رئاسة الحكومة التي تتمتع بسلطة شبه مستقلة بمجرد الموافقة على ذلك في تصويت في البرلمان الإسكتلندي.

وبذلك يرث يوسف المهمّة الحسّاسة المتمثّلة في إعادة إطلاق حركة الاستقلال التي تفقد زخمها وتصطدم برفض لندن السماح بإجراء استفتاء جديد والذي عبّرت عن رفضه مرة جديدة الحكومة البريطانية اليوم الإثنين.

رفض الاستقلال

وكان يوسف وزيرًا للصحة وأصبح أول مسلم يرأس حزبًا سياسيًا كبيرًا في بريطانيا. ويفترض أن ينتخب رئيسًا للوزراء الثلاثاء أمام البرلمان المحلّي في إدنبره.

لكن إطلاق أول مسلّم في تاريخ المقاطعة يتبوّأ هذا المنصب، وعدًا بقيادة إسكتلندا لتحقيق الاستقلال "في هذا الجيل"، قوبل برفض من لندن.

إذ قال الناطق اسم رئيس الوزراء البريطاني، إن ريشي سوناك "يتطلّع للعمل" مع زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي الجديد، لكنّه يرفض الدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.

وأوضح الناطق للصحافيين أنّ الإسكتلنديين وكلّ البريطانيين يريدون من السياسيين أن "يركّزوا على القضايا التي تهمّهم أكثر من أيّ شي آخر: خفض التضخّم ومعالجة ارتفاع مستوى المعيشة وتراكم عمل (المستشفيات) والاقتصاد وليس تصويتا جديدًا على الانفصال.

وقال يوسف وهو أول مسلم يقود دولة في غرب أوروبا، في خطاب النصر: "سنكون الجيل الذي سيحقق استقلال اسكتلندا"، مؤكّدًا أن "الشعب" الإسكتلندي "بحاجة للاستقلال اعتبارًا من الآن، أكثر من أي وقت مضى".

يبلغ يوسف من العمر 37 عامًا وهو عضو في البرلمان منذ عام 2011 - تويتر
يبلغ يوسف من العمر 37 عامًا وهو عضو في البرلمان منذ عام 2011 - تويتر

وأشار يوسف، إلى أنه سيركز على معالجة أزمة تكلفة المعيشة وإنهاء الانقسامات داخل الحزب والسعي من جديد نحو الاستقلال.

وجرى تأكيد فوز يوسف على ملعب الرغبي الوطني بعد حملة استمرت ستة أسابيع عمد المرشحون الثلاثة في معظمها إلى انتقاد سجل بعضهم البعض في سلسلة من الهجمات الشخصية.

وكانت ستورغن، البالغة من العمر 52 عامًا، أعلنت استقالتها بشكل مفاجئ في 15 فبراير/ شباط، قائلة إنها لم تعد تملك الطاقة اللازمة بعد ثماني سنوات في السلطة.

مرحلة لها تداعياتها

وصوتت اسكتلندا لصالح رفض الاستقلال عن بريطانيا بأغلبية 55% في عام 2014. وجاء تصويت بريطانيا بالموافقة على مغادرة الاتحاد الأوروبي بعد ذلك بعامين، عندما قدمت إرادة معظم الإسكتلنديين البقاء داخل التكتل إلى جانب تعامل إسكتلندا مع جائحة كورونا المزيد من التأييد للاستقلال.

ومع ذلك، أظهر استطلاع للرأي هذا الشهر أن التأييد للاستقلال انخفض إلى 39%، أو 46% إذا تم استبعاد من ردوا بالقول "لا أعلم". ويأتي ذلك مقارنة بنسبة بلغت 58% في عام 2020.

وفي ختام اقتراع داخلي نظّم بعد الاستقالة المفاجئة لستورغن الشهر الماضي في أعقاب ثمانية أعوام قضتها في السلطة، تقدّم يوسف على كل من وزيرة المالية كايت فوربس التي تعتمد مواقف محافظة مثيرة للجدل وآش ريغان وهي عضو سابق في الحكومة المحلية.

ولم ينل أيّ من المرشّحين أكثر من 50% من الأصوات في هذا الاقتراع حيث يصنّف الناخبون المرشّحين حسب ترتيب الأفضلية، وفاز بالفرز الثاني حيث نال 52,1%.

وشارك أكثر من 50 ألف عضو في الحزب الوطني الإسكتلندي في التصويت من أصل هيئة ناخبة تعدّ أكثر من 72 ألف عضو.

والحكومة المحلية في اسكتلندا، المقاطعة التي تعدّ 5,5 ملايين شخص، يمكنها البتّ في مواضيع عدّة بينها التعليم والصحة والقضاء.

وبشكل أوسع، فإنّ هذا الاقتراع قد يترك تداعيات كبرى على مستقبل المملكة المتّحدة حيث تزايدت الانقسامات بين المناطق الأربع المكونة للبلاد (إنكلترا وإسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية) بعد بريكست.

يذكر أن ستورغن وجدت نفسها في صعوبات بعدما جمدت لندن قانونًا مثيرا للجدل يسهّل تغيير الجنس.

وكان يفترض أن يتيح هذا القانون الاعتراف بتغيير الجنس بدون رأي طبي واعتبارًا من سن 16 عامًا.

كما أنّ المحكمة العليا البريطانية حكمت السنة الماضية بأنّ الحكومة الإسكتلندية لا يمكنها تنظيم استفتاء جديد بدون موافقة لندن.

لكنّ ستورغن قالت إن لديها "كل الثقة" بأنّ من سيخلفها سيتمكن من إيصال اسكتلندا إلى الاستقلال.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close