الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

اشتباكات في ظل الانسداد السياسي.. من يتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في ليبيا؟

اشتباكات في ظل الانسداد السياسي.. من يتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في ليبيا؟

Changed

حلقة "للخبر بقية" ناقشت تطورات المشهد في ليبيا قبل أيام من انتهاء آجال صلاحية خارطة الطريق وفي ظل الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس (الصورة: غيتي)
تزامنًا مع التوتر بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، تتصاعد وتيرة الحراك الديبلوماسي المتعلق بالشأن الليبي مع اقتراب تاريخ 22 يونيو الذي يضع حدًا لصلاحية مخرجات اتفاق الحوار.

عاد العنف ليسود في العاصمة الليبية طرابلس حيث قضى السكان ليلتهم أمس على وقع أصوات الاشتباكات بين الفصائل المسلحة وسط المدينة قبل أن تتبادل مختلف الأطراف الاتهامات.

وظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في مقطع فيديو وهو يتصل بقائد لواء 444 ليبرز نفوذه العسكري في العاصمة رغم التهديدات القادمة من رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا.

وتزامنًا مع التوتر المتزايد بين حكومتي الدبيبة وباشاغا وتعدد المقترحات والتوجهات، تتصاعد وتيرة الحراك الديبلوماسي المتعلق بالشأن الليبي مع اقتراب تاريخ 22 يونيو الذي يضع حدًا لصلاحية مخرجات اتفاق الحوار بشأن ليبيا قبل عامين.

وفي تونس انعقد أمس اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية تونس والجزائر وليبيا بحضور الرئيس قيس سعيّد، حيث أكد الوزراء الثلاثة ضرورة المضي قدمًا نحو استكمال المسار السياسي وإجراء الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية من خلال الوفاق الوطني.

وفيما احتضن المغرب اجتماعًا آخر جمع قادة أمنيين وعسكريين من الغرب والشرق الليبي، تستعد القاهرة لاحتضان اجتماع جديد للجنة الدستورية المشتركة بين مجلسي النواب والدولة.

أما إيطاليا، فتستعد لتنظيم مؤتمر دولي آخر تشارك فيه القوى الكبرى المتدخلة في ليبيا قبل 22 يونيو بحسب وسائل إعلام إيطالية.

من يتحمل مسؤولية الأوضاع؟

الباحث السياسي أحمد المهداوي حمّل مسؤولية الاضطرابات الأمنية والانقسام السياسي في البلاد إلى حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة.

وأشار في حديث إلى "العربي" من بنغازي إلى أن تعنت هذه الأطراف ببقائها في السلطة وعدم التوافق في ما بينها أوصل ليبيا إلى ما هي عليه اليوم.

ورأى أن باشاغا لم يحقق أي شيء منذ تكليفه وحتى اليوم لأنه لم يحصل على الشرعية الدولية، مشددًا على أن لا أحدًا يمكن أن ينجز في ليبيا إذا لم يتمتع بهذه الشرعية.

واعتبر أن الدبيبة حصل على هذه الشرعية من خلال الاتفاق السياسي الذي تنتهي مفاعيله في وقت قريب.

المهدواي حمّل جزءًا من مسؤولية الوضع الحالي إلى المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز ومن سبقها غسان سلامة، وقال: "لم يتم العمل بأي من الترتيبات الأمنية التي تم الاتفاق عليها حتى اليوم".

"نزاع دولي حول شمال إفريقيا"

بدوره، رأى مدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش أن ما يحصل في ليبيا هو نتيجة الانقسامات الداخلية والإقليمية والدولية خصوصًا مع تصاعد الدور البريطاني والأميركي في البلاد مع تخوف الدولتين من سيطرة روسيا على الموانئ النفطية وإحداث أزمة دولية على هذا الصعيد.

وأشار في حديث إلى "العربي" من إسطنبول إلى أن الموقف حاليًا في ليبيا حرج ما يجبر القوى الدولية على محاولة التحكم بأطراف الصراع وإيجاد القدرة على السيطرة وضبط الإيقاع.

إلا أن كريكش اعتبر أن هذا الإيقاع يبدو أن من الصعب ضبطه لأن مجموع الكتائب العسكرية والميليشيات في ليبيا شعرت بقوتها وأهميتها بعد الانقسام الأخير، بحيث أن كل طرف يرغب في أن يستنجد بهذه الكتائب لتكون له الكلمة الفصل في العاصمة طرابلس.

وقال: "إذا استطاعت القوى الغربية أن تتفق على كلمة سواء في ليبيا فمن الممكن أن يكون هناك نقلة في المشهد الليبي، لكن طالما أن روسيا لا ترغب بالخروج من ليبيا، فالمجتمع الغربي سيحاول التوجه نحو المنطقة الوسطى حيث قد يحصل نزاع في محاولة لانتزاع الموانئ النفطية".

وشدد على أن الوضع الحالي ليس فقط مسألة داخلية، إنما أزمة تعبّر عن نزاع دولي حول منطقة شمال إفريقيا.

تصاعد التوتر العسكري مع الانسداد السياسي

الأكاديمي والباحث السياسي ناصر أبو ديب لفت إلى أنه من الطبيعي بعد ثورة مسلحة حصول أعمال أمنية مماثلة لتلك التي حصلت ليلًا في العاصمة وسيطرة بعض الأطراف على الأسلحة.

وأشار في حديث إلى "العربي" من طرابلس إلى أنه كلما زادت حالة الانسداد السياسي يتصاعد التوتر العسكري وخصوصًا في ظل الخلافات الموجودة حول الحكومات وشرعيتها.

ورأى أن جميع دول العالم لا تزال تعترف بالدبيبة على أنه رئيس الحكومة الشرعي في ليبيا، معتبرًا أن الدليل على ذلك هو تنقل وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بين دول العالم.

وشدد على أن البلاد حاليًا في معضلة في ظل محاولة إزاحة حكومة الوحدة الوطنية قبل إجراء الانتخابات، لافتًا إلى أن "مجلسي الأعلى الدولة والنواب لا يرغبان بالذهاب إلى الانتخابات بل التمديد لنفسيهما".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close