أعلنت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، اليوم الثلاثاء، رفع أسعار الوقود بنسبة تجاوزت الـ 30%، بعدما وافقت الحكومة الأسبوع الماضي، على تأمين تمويلها على سعر 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد، بدلاً من السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة، علمًا أن سعر الدولار في السوق السوداء وصل إلى عتبة الـ17 ألف ليرة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار رفع الدعم جزئيًا عن الوقود مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان، فيما تغرق البلاد في دوامة انهيار اقتصادي متمادٍ.
ووفقًا للائحة الجديدة، ارتفعت أسعار الوقود في السوق المحلية، بزيادة وصلت حتى 35% للبنزين، و38.1% للديزل، مقارنة بأسعار الأسبوع الماضي.
وبحسب قائمة الأسعار الجديدة الصادرة عن الوزارة اليوم، تجاوز سعر صفيحة البنزين (20 ليترًا وفق السعر الرسمي) 95 أوكتان الـ 60 ألف ليرة (40,6 دولار وفق سعر الصرف الرسمي) في ارتفاع بحوالي 16 ألف ليرة.
وبات سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان قرابة الـ 63 ألفًا (42 دولارًا) بعد ارتفاع بقيمة 16300 ليرة، بينما وتجاوز سعر صفيحة المازوت الـ 46 ألف ليرة (30,7 دولارًا وفق السعر الرسمي) بعد زياردة قدرها 12800 ليرة.
صدر صباح اليوم جدول تركيب اسعار #المحروقات وقف سعر الدعم على الـ3900 ل.ل. لتصبح الاسعار على الشكل التالي: بنزين 98 اوكتان: 62900، بنزين 95 اوكتان 61100، والديزل 46100 ل.ل.#البنزين#لبنان pic.twitter.com/gQfWVvqfhB
— Lebanon Now (@lebanonnownews) June 29, 2021
وأمس الإثنين، أعلن مصرف لبنان، في بيان، فتح خطوط ائتمان للمصارف لاستيراد الوقود على تسعيرة 3900 ليرة للدولار، مشترطًا تسديد المصارف قيمة الاعتمادات بالليرة اللبنانية بنسبة "100%".
ويعني تمويل واردات الوقود بالسعر الجديد خفض الدعم عن المحروقات، ما يزيد التكلفة على اللبنانيين.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، صباح اليوم الثلاثاء، أن ستة بواخر قبالة الشواطئ بدأت تفريغ حمولاتها من المحروقات ليلًا، على أن تباشر الصهاريج توزيع البنزين والمازوت على محطات الوقود.
وبات مشهد الاصطفاف بالطوابير أمام محطات الوقود من المشاهد اليومية الموجودة في مختلف مناطق لبنان، فيما وصلت ساعات تقنين الكهرباء إلى 22 ساعة في اليوم.
ومنذ أواخر عام 2019، يُعاني لبنان من أزمة مالية خانقة كان البنك الدولي قد اعتبرها بأنها من بين أشد ثلاثة أزمات اقتصادية في العالم منذ منتصف القرن الماضي، بعد انهيار الليرة اللبنانية بشكل كبير.
وقد أدّى هذا الأمر إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية واشتعال الشارع اللبناني، فيما تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء، في بعض المدن اليوم، 17 ألف ليرة اليوم.
ومع عجز السلطات عن إيجاد حلول إنقاذية تضع حدًا للأزمة المتمادية، تتجلى تداعيات الانهيار أكثر فأكثر في يوميات اللبنانيين، الذين بات أكثر من نصفهم يعيشون تحت خط الفقر ويئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية.