يكابد الراعي السوري حسن الشابو يوميًا لإنقاذ ماشيته مع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة، وسط تلاشي الغطاء النباتي ونضوب موارد المياه الطبيعية.
وترعى ماشية حسن خائرة القوى في حقل واسع أجرد، فلا غطاء نباتي أخضر يشبع نهمها ولا أشجار تتفيّأ بظلها، بل قيظ شديد بالكاد تلتقط فيه أنفاسها.
ويهشّ الراعي على عجوله بعصاه لاقتيادها صوب ساقية صغيرة تتسابق إليها، فترمي بأجسادها المشبعة بالحر لتبريدها، فيما تتسلّل أخرى إلى بركة طينية ضحلة تفرك أجسادها بوحلها.
ولم يقدّر لعجل صغير في المكان أن ينمو في مناخ طبيعي ويسمن كأسلافه، وهو يكافح الآن النفوق وما جناه عليه التغيّر المناخي.
"عرضة للموت"
ويقول الشابو: إن الحيوانات في حال عدم تبريدها بالماء وسط درجات الحرارة المرتفعة، تكون عرضة للموت ويتراجع إنتاجها.
وفيما يتحدث عن الجفاف الذي تشهده المنطقة هذا العام، يشير إلى قلة الأمطار وتراجع الغطاء النباتي بما ينعكس سلبًا على الإنتاج الحيواني.
وتحاول إحدى سيدات المنطقة جاهدة حلب أضرع اعتصرها الجفاف، وبعد عناء تخرج بقليل من الحليب.
ويُعزى تراجع الإنتاج الكبير إلى التغيّر المناخي، وشح الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة التي بلغت أشدها في المالكية.