الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"أضخم استثمار غربي".. العراق يوقع عقدًا مع توتال بقيمة 27 مليار دولار

"أضخم استثمار غربي".. العراق يوقع عقدًا مع توتال بقيمة 27 مليار دولار

Changed

يعتمد العراق على جارته إيران التي يؤمن منها ثلث احتياجاته من الغاز والكهرباء
يعتمد العراق على جارته إيران التي يؤمن منها ثلث احتياجاته من الغاز والكهرباء (غيتي)
ينتج العراق حاليًا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط والتي تصل إلى 30 ألفًا في فصل الصيف.

وقع العراق الأحد عقدًا مع مجموعة "توتال إينيرجيز" الفرنسية للاستثمار في مجال الغاز والنفط وفي استغلال الطاقة الشمسية، تبلغ قيمته 27 مليار دولار، ويهدف إلى تقليص الاعتماد على الطاقة الأحفورية، وذلك حسب ما أفاد وزير النفط العراقي.

وتبلغ القيمة الإجمالية لهذا العقد الضخم "27 مليار دولار" وفق ما أعلن الوزير إحسان عبد الجبار إسماعيل، في مؤتمر صحافي الأحد، شارك فيه أيضًا المدير التنفيذي للشركة باتريك بويانيه، في ختام حفل التوقيع في بغداد.

وأضاف الوزير أن هذا "أكبر استثمار لشركة غربية في العراق، والتحدي الآن هو تنفيذ المشاريع"، موضحًا أن "ثلث أموال الاستثمار ستصرف خلال السبع سنوات المقبلة".

وينتج العراق حاليًا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط والتي تصل إلى 30 ألفًا في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.

وتشهد البلاد انقطاعات متكررة للكهرباء، لا سيما خلال الصيف الحارق حين تتجاوز الحرارة خمسين درجة.

أضخم العقود في قطاع النفط

وكانت مصادر في الوزارة قد أفادت فرانس برس بأن العقد مع المجموعة الفرنسية هو "من أضخم العقود في قطاع النفط" العراقي، وينطوي على أربعة محاور.

ويهدف أحد المشاريع إلى تنمية استغلال الطاقة الشمسية المتوافرة بشدة في هذا البلد الذي يغلب على مناخه الطابع الصحراوي. ووفق المصدر، يفترض أن يؤمن المشروع إنتاج ألف ميغاواط، ما يساوي الطاقة المولدة من مفاعل نووي، عبر الطاقة الشمسية.

وفضلاً عن هذا الاستثمار غير المسبوق والطموح في مجال الطاقة المتجددة، يشمل اتفاق توتال وبغداد ثلاثة مشاريع في قطاع الطاقة الأحفورية، التي تراجع إنتاجها جراء تهالك البنى التحتية وتسرب الطاقة خلال استخراج النفط والغاز من تحت الأرض.

ويشمل المحور الأول "مدّ أنبوب ماء البحر وهو مهم لإدامة وإنتاج الحقول النفطية، ويزود الحقول النفطية بماء البحر" الذي يعتبر عاملًا أساسيًا في استخراج النفط.

والمشروع الآخر هو "استثمار الغاز من الحقول التي تقع خارج شركة غاز البصرة، بمجموع كلي يصل إلى 600 مليون قدم مكعب قياسي باليوم".

أما المشروع الثالث فيشمل تطوير حقل أرطاوي النفطي في جنوب البلاد وزيادة الإنتاج منه. وقالت المصادر: إن "العراق لن يدفع أي شيء، فهذه تكاليف مستردة، بعد تشغيل المشاريع".

أزمة طاقة حادة ومزمنة

ويعتمد العراق بشدة على جارته إيران التي يؤمن منها ثلث احتياجاته من الغاز والكهرباء. وتدين بغداد لطهران بستة مليارات دولار مقابل إمدادات الطاقة.

ويفترض من خلال تلك المشاريع استغلال وتكرير الغاز من الحقول الواقعة في جنوب البلاد، المؤلفة من غاز طبيعي يتم حرقه حاليًا في مشاعل شديدة التلويث وتكلف البلاد كل عام 2,5 مليار دولار، وفق البنك الدولي.

ويحتوي العراق على احتياطات هائلة من الغاز والنفط، فهو ثاني منتج للنفط بحسب منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، لكنه يواجه أزمة طاقة حادة ومزمنة تغذي الغضب الاجتماعي.

وتعدّ المجموعة التي كانت تسمّى "توتال" واحدة من أكبر خمس شركات طاقة في العالم، وأعادت تسمية نفسها بـ"توتال إينيرجيز" في إشارة إلى تنويعها في الاستثمار بمصادر طاقة نظيفة.

ولا يزال عمل المجموعة مرتكزًا على النفط والغاز، لكنها أعلنت عن نيتها هذا العام تخصيص 20% من استثماراتها لمجال الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة.

المصادر:
أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close