الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

"الآن أو لن يحدث أبدًا".. لوبن ومعركة الفوز بالرئاسة الفرنسية

"الآن أو لن يحدث أبدًا".. لوبن ومعركة الفوز بالرئاسة الفرنسية

Changed

تقرير عن مارين لوبن والسباق نحو الإليزيه (الصورة: غيتي)
ستظهر انتخابات اليوم في فرنسا ما إذا كانت لوبن (53 عامًا) تستطيع تجاوز توقّعات استطلاعات الرأي وتحتلّ الصدارة في الجولة الأولى.

يخوض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منافسه شرسة على منصب رئاسة الجمهورية مع مرشحة اليمين المتطرّف في فرنسا مارين لوبن في محاولتها الثالثة والأخيرة للوصول إلى منصب الرئاسة.

ويدلي الناخبون الفرنسيون بأصواتهم، اليوم الأحد، في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة. وستظهر انتخابات اليوم، الطرف الذي سيحصل على أصوات العدد الكبير غير المعتاد من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم، وما إذا كانت لوبن (53 عامًا) تستطيع تجاوز توقّعات استطلاعات الرأي وتحتلّ الصدارة في الجولة الأولى.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في جولة لوبن الأخيرة في جنوب غرب فرنسا، سيطر الإيمان باقتراب النصر بين الجماهير القريبة من جبال البيرينيه والحدود الإسبانية، حيث يكون دعم اليمين المتطرف قويًا.

وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لهم: "الآن أو لن يحدث أبدًا. لم يشعروا قط بأنهم أقرب إلى النصر مما يشعرون به الآن".

"ليست قادرة على تشكيل حكومة"

في منتصف ليل الجمعة، أشارت سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن لوبن قد سدت الفجوة مع إيمانويل ماكرون في هامش الخطأ (26% من الأصوات، ولوبان 25% في الجولة الأولى للانتخابات اليوم).

 كما أشار استطلاع آخر إلى أن نتيجة الجولة الثانية يمكن أن تكون متقاربة (فوز ماكرون بنسبة 51%،  مقابل 49% للوبان).

واعترفت ماري كارولين، شقيقة لوبن الكبرى، أن "الجولة الأولى من الانتخابات تثير التوتر، لكنّ شقيقتي صلبة مثل الغرانيت".

وقالت الصحيفة إنه بالنظر إلى الحالة المزاجية المفعمة بالتفاؤل التي تسيطر على فريق لوبان، يُمكن الاستنتناج أنهم يشتمون النصر".

في المقابل، يعتبر مناصرو ماكرون أنه "على الرغم من أخطاء الرئيس الحالي، إلا أنه الخيار الأفضل لإدارة البلاد. وأن لوبن لن تكون قادرة على تشكيل حكومة".

لكن لوبان تعهّدت بتشكيل "حكومة وحدة وطنية". وفي هذا الإطار، كشف جوردان بارديلا، نائب لوبان، لصحيفة "الأوبزرفر" أن ذلك سيشمل سياسيين من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك "اليسار واليمين"، مؤكدًا أنه على يقين من أنها (لوبن) ستكون في وضع يمكنها من القيام بذلك.

وأضاف أنها "تتحدّث إلى الفرنسيين عن مشاكلهم اليومية، وتكاليف المعيشة، والصحة، ومخاوف الشباب".

"أقل تطرفًا نسبة لزمور"

لكن الصحيفة اعتبرت أن صعود نجم لوبن السياسي "لا يعود فقط إلى التحوّل التكتوني في المشهد السياسي الفرنسي نحو اليمين، بل أيضًا إلى الكراهية المتأصلة للرئيس الحالي"، مضيفة أن "ماكرون، الذي كان ذات يوم الوجه الجديد والشخص الغريب الذي يغير المشهد السياسي بين اليسار واليمين، بات يُنظر إليه الآن على أنه جزء من هذا المشهد".

كما استفادت لوبن من الموقف المتشدّد لمنافسها اليميني المتطرف إيريك زمور، مما جعل نهجها المتشدد تجاه القضايا الخلافية مثل الهجرة والإسلام والجريمة يبدو أقل تطرفًا بالمقارنة مع مواقفه.

فعلى عكس زمور، لا تقترح لوبان "صفر هجرة"، بل تريد إجراء استفتاء حول هذه القضية، وتقول إن المهاجرين غير النظاميين ومن يخالفون القانون سيتم طردهم، لكنها تخلّت عن معارضة الحزب للمساواة في الزواج والإجهاض.

أما سياستها الخارجية فهي غامضة. حتى وقت قريب، كانت مؤيدة صريحة لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وهو الموقف الذي تطلّب انعطافة سريعة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ويعتبر النقّاد أن لوبن غيّرت أسلوبها، لكن لم تغيّر التطرّف في حزبها.

وذكر تقرير حديث صادر عن مؤسسة جان جوريس ذات الميول اليسارية أنه في خطاب لوبن كان "للشكل الأسبقية على المضمون، والمسرح على البرنامج". ومع ذلك ، أضافت المؤسسة أن "الحجج المرتبطة بعدم كفاءتها أو افتقارها للمعرفة لم تعد قائمة، خاصة وأن أعدادًا كبيرة من الشعب الفرنسي باتت تعتبرها مرشّحة رئاسية قريبة من الشعب. ولذلك سيتعين على خصمها المستقبلي التغلّب عليها في الجولة الثانية، إذا وصلت إلى هناك".

عند التحدّث إلى الناخبين خارج باريس، فإن الانطباع العام هو أن الفرنسيين يبحثون عن التغيير الحقيقي.

من الناحية التاريخية، يواجه الرؤساء الحاليون مهمة صعبة في إعادة انتخابهم، حتى أن البعض اعتبر أن تأخر ماكرون في القيام بحملته الانتخابية "دليل على الغطرسة".

وقال لاعب الركبي السابق جيل بيلزون (50 عامًا) للصحيفة البريطانية: "أنا رجل أعمال وأب. ما أبحث عنه هو مرشح سيجعلني أنا وعائلتي نشعر بالأمان، ويفعل شيئًا حيال تكلفة المعيشة ويقلل من رسوم الأعمال الصغيرة. لوبن ذات مصداقية، ولديها قناعة، وأنا معجب بإصرارها، لكن هناك أشياء في برنامجها لست متأكدًا منها".

وقالت الصحيفة إن العديد من الفرنسيين يتشاركون مع بيلزون في وجهة نظره تجاه لوبن.

وأضافت: "لم يعد يُنظر إلى اسم لوبن بازدراء. إذا تمكنت لوبن من الوصول إلى الجولة الثانية في 24 ابريل/ نيسان الحالي، كما هو متوقّع، فسيواجه ماكرون أكبر معركة سياسية في مسيرته لإبعادها عن قصر الإليزيه.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close