الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

الانتخابات الإسرائيلية.. نتائج غير مؤكدة وعين نتنياهو على العودة للحكم

الانتخابات الإسرائيلية.. نتائج غير مؤكدة وعين نتنياهو على العودة للحكم

Changed

"العربي" يواكب مسار الانتخابات التشريعية في إسرائيل (الصورة: غيتي)
بعد إدلائه بصوته، حث لابيد الناخبين على التصويت وخاطبهم قائلًا: "اذهبوا وصوتوا اليوم من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل مستقبل بلدنا".

تتواصل عملية الاقتراع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي بعد انطلاقها صباح اليوم الثلاثاء، وسط إغلاق شامل فرضته سلطات الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي الانتخابات الخامسة من نوعها منذ عام 2019 ويعمل على تأمينها نحو 18 ألف شرطي إسرائيلي.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الخامسة بتوقيت غرينتش (السابعة بالتوقيت المحلي) لبدء عملية التصويت التي تستمر حتى20,00 ت.غ.

وقال مراسل "العربي" في القدس: إن عدد صناديق الاقتراع يتجاوز 12 ألف صندوق وسط تنافس 40 قائمة، فيما من المتوقع أن تحصل 12 منها على الحد الأدنى من مقاعد الكنسيت وهو أربعة.

ويتنافس 13 حزبًا في هذه الانتخابات أبرزهم حزب الليكود الذي يترأسه بنيامين نتنياهو وحزب "هناك مستقبل" بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد وحزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان، إضافة إلى حزب "العمل".

ويتزاحم كل من نتنياهو ولابيد ووزير الأمن ومؤسس حزب "مناعة إسرائيل" بيني غانتس على منصب رئاسة الحكومة.

وفي حين يتطلع نتنياهو للعودة إلى الحكم، هناك محاولات من لابيد وغانتس لمنعه من تحقيق ذلك والحصول على أغلبية المقاعد (61 مقعدًا)، لكن جميع السيناريوهات لا تزال مفتوحة بانتظار إعلان النتائج الرسمية النهائية حتى يوم الخميس.

ويسعى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو للعودة إلى السلطة، بعدما أطاح به ائتلاف "التغيير" الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة، لكنه فشل في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي.

ويحاول لابيد التمسك بالسلطة، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي سيتخلف عن حزب الليكود اليميني في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مساومات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي.

وبعد إدلائه بصوته، حث لابيد الناخبين على التصويت وخاطبهم قائلًا: "اذهبوا وصوتوا اليوم من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل مستقبل بلدنا".

نتائج غير مؤكدة

لكن في ظل نظام سياسي قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست الـ120 من حزب إلى آخر، إلى تعزيز ائتلاف حاكم أو إلى مزيد من الجمود وصولًا إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة مرة أخرى.

وخلال الحملة الانتخابية، جال بنيامين نتنياهو (73 عامًا) الذي شغل رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، على أنصار حزبه الأوفياء، في حافلة مصفحة في محاولة لإقناعهم بأنه الوحيد القادر على ضمان أمن البلاد.

في تجمع حاشد مؤخرًا، قال نتنياهو الملاحق بتهمة الفساد: "أطلب منكم أن تذهبوا إلى جميع أصدقائكم، كل جيرانكم، كل أقاربكم، وأن تخبروهم أنه لا ينبغي لأحد أن يبقى في المنزل"، بحسب "فرانس برس".

وسيحتاج أي شخص يتم اختياره لتشكيل الحكومة، الحصول على دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة ليحظى بفرصة الفوز بغالبية 61 مقعدًا.

وقد يكون زعيم حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير اليميني المتطرف هو المفتاح لمساعدة نتنياهو على العودة إلى رئاسة الوزراء، حيث اكتسبت كتلته زخمًا في الأسابيع الأخيرة، وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات.

وفي مركز للاقتراع في إحدى المستوطنات قرب مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، قال بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب: "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل الجاد.. نريد حكومة يمينية بالكامل".

ورغم هذه الأجواء الانتخابية في الظاهر، تبقى "تناقضات" الديمقراطية الإسرائيلية أكثر وضوحًا، وقد فنّدها المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة في حديث سابق إلى "العربي"، حيث أشار إلى أن إسرائيل رغم أنّها ليست ديكتاتورية، ولا تُحكَم من خلال العسكر، ولا من حزب واحد، إلا أنّ فيها الكثير من المتناقضات.

وأوضح أن "الديمقراطية في إسرائيل لن تتطوّر طالما بقيت دولة يهودية"، في إشارة إلى تطابق الدين والقومية، واعتبار أنّ الدولة هي حصرًا "دولة اليهود" في العالم، وليست دولة كثير من الناس الموجودين في البلد.

انخفاض نسبة الأصوات العربية

على مستوى البلدات العربية، التي تحوّلت إلى ما يشبه لوحة إعلانات كبيرة، تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات وهي القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي والجبهة العربية للسلام والمساواة.

ولا تزال القوائم العربية في خطر إذا لم ترتفع نسبة التصويت في المجتمع العربي الذي يشكل 20% من عدد السكان في إسرائيل. وينبغي على كل لائحة أن تتجاوز نسبة الحسم وهي 3.25% من الأصوات لتكون مؤهلة لدخول الكنيست.

وقالت عضو الكنيست عايدة توما، من الجبهة العربية للسلام والمساواة المتحالفة مع العربية للتغير: "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت فالوضع أصعب والناس تعبت ولديها إحباط تراكمي".

وفي الانتخابات الأخيرة، شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدًا في البرلمان.

بدوره، أكد مراسل "العربي" في الناصرة أن من سيحدد وجه إسرائيل خلال السنوات المقبلة هي نسب التصويت في البلدات العربية، إذ إن اجتياز قائمتين عربيتين لنسبة الحسم يعني منع نتنياهو من تشكيل حكومة، أما اجتياز ثلاث قوائم عربية لنسبة الحسم يعني منع نتنياهو والصهيونية الدينية ولابيد من تشكيل الحكومة، أي استمرار المأزق السياسي الإسرائيلي.

وأكد مراسلنا أن التقديرات ترجح انخفاض تصويت العرب داخل الخط الأخضر، فيما تتحدث التوقعات بأن تصل مشاركتهم في هذا الاقتراع إلى 50 و51 %، أما في حال ازدياد هذه النسبة فهي ستصب في صالح التجمع الوطني الديمقراطي الذي يجتذب فئة الشباب للمشاركة في الاقتراع.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close