الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

البحث جار عن "الدوافع".. 4 قتلى في هجوم على كنيس يهودي في تونس

البحث جار عن "الدوافع".. 4 قتلى في هجوم على كنيس يهودي في تونس

Changed

مراسل "العربي" يرصد تفاصيل هجوم مسلح على كنيس يهودي في تونس (الصورة: رويترز)
أكّدت السلطات التونسية تطويق الكنيس وتأمين جميع الموجودين في المكان، وأنّ البحث جار لمعرفة دواعي ما وصفته بـ"الاعتداء الغادر والجبان".

أعلنت السلطات التونسية مقتل أربعة أشخاص وإصابة 10 آخرين في هجوم على كنيس يهودي في جزيرة جربة جنوبي البلاد، وذلك أثناء احتفالات بموسم الزيارة السنوية التي تجتذب اليهود.

وبحسب مراسل "العربي" في تونس، فإنّ السلطات التونسية أكّدت تطويق المعبد وتأمين جميع الموجودين في المكان، وأنّ البحث جار لمعرفة دواعي ما وصفته بـ"الاعتداء الغادر والجبان".

ولفت مراسلنا إلى أنّ هذا الهجوم انطلق عبر مهاجمة رجل أمن لزميله، حيث قتله واستولى على ذخيرته ومن ثمّ توجه إلى كنيس الغريبة حيث تقام الاحتفالات، وأطلق النار بشكل عشوائي على المعبد، ما أدى إلى وفاة رجل أمن، وزائرين أحدهما تونسي والآخر فرنسي.

 وهذا الكنيس هو الأقدم في إفريقيا وكان استُهدِف عام 2002 بهجوم انتحاري بعربة مفخّخة ما أسفر عن 21 قتيلًا.

تفاصيل الهجوم على الكنيس اليهودي

وفي التفاصيل وفقًا لوزارة الداخلية التونسية، فقد نُفّذ الهجوم على مرحلتَين من قبل عنصر أمني تابع للحرس البحري، مشيرة إلى أنّ "عونَ حرسٍ تابعًا للمركز البحري للحرس الوطني... أقدم على قتل زميله باستعمال سلاحه الفرديّ والاستيلاء على الذخيرة".

وأضافت الوزارة في بيان أصدرته، أن المنفّذ "حاول بعد ذلك الوصول إلى محيط كنيس الغريبة وعمَدَ إلى إطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان والتي تصدّت لهُ ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردتهُ قتيلًا".

وأشارت الوزارة إلى أنّ اثنين من زوّار المعبد قُتِلا برصاص المهاجم قبل أن يلقى مصرعه على يد قوات أمنية، مشيرةً إلى "إصابة 4 أشخاص آخرين بجروح مُتفاوتة، تمّ نقلهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج".

وأكدت الوزارة أنّه تمّ تطويق المعبد وتأمين جميع الموجودين في المكان، وأنّ البحث جار لمعرفة دواعي ما وصفته بـ"الاعتداء الغابر والجبان".

قتلى وإصابات

من جهتها، أوضحت وزارة الخارجيّة التونسيّة في بيان أنّ "المتوفّيَيْن من الزوّار هما تونسيّ يبلغ من العمر 30 عامًا وفرنسيّ يبلغ من العمر عامًا"، من دون أن تكشف هويّتَيهما.

كما أسفرت العمليّة أيضًا عن مقتل عنصر أمنيّ ثانٍ وإصابة خمسة أعوان أمن آخرين برصاص المهاجم، وفق وزارة الداخليّة.

هذا وانتشرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أشخاصًا خائفين يقفون في فناء المعبد اليهودي فيما تردد صوت إطلاق نار. وكان سكان قد قالوا إنهم سمعوا صوت تبادل لإطلاق النار.

خلية أزمة

أما السفارة الفرنسيّة في تونس، فقد كشفت عقب الهجوم أنّها أنشأت "خليّة أزمة" ورقمًا للطوارئ.

من جهته، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر على تويتر، إنّ "الولايات المتحدة تندّد بالهجوم الذي وقع في تونس ويتزامن مع موسم الحجّ اليهودي السنوي الذي يجتذب مُصلّين من كلّ أنحاء العالم إلى كنيس الغريبة". 

وأضاف ميلر: "نعرب عن تعازينا للشعب التونسي ونُثني على التحرّك السريع لقوّات الأمن التونسيّة".

ونُفّذ الهجوم في وقتٍ كان مئات المصلّين يشاركون في موسم الحجّ اليهودي السنوي في الغريبة والذي كان يوشك على الانتهاء مساء الثلاثاء في هذا الكنيس.

دوافع الهجوم

في المقابل، لم تذكر السلطات التونسية الدافع وراء الهجوم لكن سبق أن استهدف متشددون موسم الزيارة اليهودية السنوية في جربة من قبل وشنوا هجمات أخرى في تونس.

في هذا الإطار أكّدت وزارة الداخليّة أنّه "تمّ تطويق المعبد وحوزته وتأمين جميع" الموجودين داخله وخارجه، مشيرةً إلى أنّ "الأبحاث مُتواصلة لمعرفة دواعي هذا الاعتداء الغادر والجبان"، من دون أن تتحدّث في هذه المرحلة عن اعتداء إرهابي.

ووفقًا للمنظّمين، أتى هذا العام أكثر من 5000 يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في حجّ الغريبة الذي استؤنف السنة المنصرمة بعد انقطاع دام عامين بسبب كوفيد-19.

وكان آخر هجوم كبير تتعرض له تونس في عام 2020 عندما استهدف انفجار الشرطة أمام السفارة الأميركية مما أسفر عن مقتل أحد رجال الأمن. واستهدف تفجيران انتحاريان الشرطة أمام السفارة الفرنسية عام 2019 مما أدى إلى مقتل رجل أمن.

كذلك قتل متشددون عشرات السائحين في هجومين منفصلين على منتجع شاطئي ومتحف تونسي عام 2015.

يذكر أن الحجّ إلى كنيس الغريبة سنويًّا في اليوم الثالث والثلاثين من عيد الفصح اليهوديّ، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيّين الذين لا يزيد عددهم على 1500، يعيشون بمعظمهم في جربة، في مقابل 100 ألف قبل الاستقلال عام 1956.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close