الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

التخييم في صحراء جنوب العراق.. نشاط شتوي يلقى رواجًا بين الشباب

التخييم في صحراء جنوب العراق.. نشاط شتوي يلقى رواجًا بين الشباب

Changed

التخييم في صحراء جنوب العراق – أ ف ب
التخييم في صحراء جنوب العراق – أ ف ب
تتحول صحراء جنوب العراق إلى ملاذ ممتع، يلجأ إليه الشبان هربًا من صخب المدن وتلوثها، حيث تلقى رواجًا كبيرًا في نهاية عطلات الأسبوع.

يجذب عمق الصحراء في جنوب العراق مزيدًا من العراقيين والمقيمين، الباحثين عن تجربة فريدة من نوعها بعيدًا عن صخب المدن وتلوثها.

فبعدما بقي التخييم في الصحراء والرحلات الاستكشافية هناك محصورا لسنوات ببعض الهواة، أصبح التوجه إلى هذه البقعة من العراق الآن رائجًا بشكل تدريجي بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، والاستقرار الذي تعرفه البلاد بعد سنوات طويلة من النزاعات.

تخييم ووقت ممتع 

فقد نقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، النشاطات في الصحراء خلال عطلات نهاية الأسبوع، حيث يتوجه الشبّان لنصب خيمهم قبل أن يتجمعوا حول النيران للتدفئة في عمق الكثبان الرملية.

ويحضّر الشبان خيمهم، بعضها تقليدية للسهر وأخرى حديثة تستخدم للنوم، وذلك بعد رحلة قيادة ممتعة خلال النهار ليقودوا على الرمال قبل تجهيز موقع التخييم وتحضير مواقد الشواء وحصائر الجلوس قبل وقت العشاء.

على سبيل المثال، يترك غضنفر عبدالله في عطلة نهاية الأسبوع خلفه هموم عمله في قطاع النفط وإيقاع الحياة السريع والصاخب في مدينة البصرة، ويتخذ من صحراء السماوة التي تبعد عنها نحو 200 كيلومتر، ملاذًا له مع العديد من أصدقائه.

ويروي الشاب البالغ من العمر 35 عامًا لوكالة الأنباء الفرنسية: "أنا أحبّ هذا الأمر منذ أن كنت صغيرًا، لكنني أمارسه بشكل منظم منذ شتاء العام 2018 و2019 مع مجموعة أصدقائي المقربين".

ويردف الشاب: "أحيانًا ننشر صورًا، الناس لا تتوقع أن تكون فعلاً في العراق أماكن مماثلة، مثل الكثبان الرملية، الكثير من أصدقائي يسألونني، هل هذه الصور في دبي؟ يشعرون بالصدمة حينما يدركون أنها في العراق".

وبحسب عبدالله يبدو أن هذه المغامرة المثيرة قد أصبحت أكثر انتشارًا، وذلك بدليل تزايد المتاجر المتخصصة في بيع معدات التخييم، على حد قوله.

نشاطات ممتعة ومثيرة خلال رحلات التخييم في صحراء جنوب العراق – أ ف ب
نشاطات ممتعة ومثيرة خلال رحلات التخييم في صحراء جنوب العراق – أ ف ب

نشاط شتوي

في المقابل، تبقى أنشطة التخييم في صحراء العراق محصورة بفصل الشتاء، لأن درجات الحرارة في الصيف تتخطى في بعض الأحيان الخمسين مئوية.

أما تكلفة رحلات التخييم هذه، فقد تتراوح في عطلة نهاية الأسبوع بين 100 ألف و150 ألف دينار أي ما بين 75 و100 دولار، متضمنة المأكل والنقل والمنام، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

كذلك، شكّلت صحراء العراق محطّ جذب لسنوات خصوصًا للصيادين القادمين من دول الخليج المجاورة، إلا أن سلسلة الحروب والنزاعات التي عرفتها البلاد أثّرت بشكل كبير على هذه الرحلات.

وبسبب مخلفات الحروب من ألغام وغيرها، يختار المخيمون أماكنهم بدقّة قبل التوجه في الرحلات التي تضم ما قد يصل إلى 30 شخصًا.

في هذا الصدد، يشرح مراد البهادلي البالغ من العمر 38 عامًا والذي يمارس هذه الهواية منذ ثماني سنوات: "أسلوبنا هو ألّا نخرج أي سفرة قبل أن نختار مكان المبيت"، مضيفًا "نختار هذه الأمور بدقة كي لا نواجه أي مشكلة أمنية".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close