أظهرت النتائج الأولية التي كشفتها المفوضية العليا للانتخابات في العراق، الإثنين، أن كتلة "التيار الصدري" حلت في المرتبة الأولى بالانتخابات التي جرت الأحد مع زيادة كبيرة في عدد مقاعده بالبرلمان، وتلتها كتلة "تقدم" التي يتزعمها رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي.
ووفق النتائج الأولية، فإن تحالف "سائرون" المدعوم من الصدر حقق تقدمًا في محافظات الوسط والجنوب على حساب منافسيه في تحالف "الفتح" الذي يضم غالبية فصائل الحشد الشعبي. وقال متحدث باسم "التيار الصدري" إن تياره حصد 73 مقعدًا من أصل 329 عدد مقاعد البرلمان.
وأظهرت النتائج الأولية أيضًا أن كتلة رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي حلت في المرتبة الثانية مع 38 مقعدًا، فيما حلت كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ثالثًا بـ37 مقعدًا.
كما تصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، النتائج الرسمية الأولية في مناطق إقليم كردستان شمالي البلاد.
لا شكاوى حمراء
وأكدت المفوضية العليا للانتخابات الإثنين عدم تصنيف أي "شكوى حمراء" خلال التصويتين الخاص والعام. وكان يوم الجمعة الماضي شهد تصويتًا خاصًا لقوى الأمن سبق التصويت العام الذي جرى الأحد.
وقال رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان في مؤتمر صحافي: "لم تصنف أي شكوى حمراء لغاية الآن". وبيّن أنه "سنتلقى الطعون خلال ثلاثة أيام".
و"الشكاوى الحمراء" هي تلك التي ترى المفوضية أنها "خرق جسيم على غرار التزوير والتلاعب بما يؤثر على نتيجة القوائم المتنافسة في محطة الاقتراع".
وأضاف: "نتائج العد والفرز اليدوي كانت مطابقة للإلكتروني في التصويتين الخاص والعام"، مشيرًا إلى أن "المفوضية نشرت النتائج الأولية للانتخابات لجميع المحافظات".
تأمين العملية الانتخابية
من جانبه، أكد الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري نائب قائد العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، أن "خطة تأمين العملية الانتخابية شهدت مرونة عالية"، مؤكدًا "القبض على أكثر من 200 مخالف للعملية الانتخابية". وأشار إلى أن "خطة تأمين العملية الانتخابية لم تشهد أي مظاهر مسلحة".
ومن جانب آخر، أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الأمن الانتخابي مهند نعيم، أن "الحكومة نجحت في وقت قياسي بإنجاز الانتخابات"، مبينًا أن "تقارير البعثات الدولية أكدت أن الانتخابات جرت بشكل منظم وحيادي".
وتزامنت هذه التصريحات مع تأكيد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة احترام نتائج الانتخابات، ودعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى عدم التدخل "الخارجي والإقليمي" بنتائج الانتخابات البرلمانية.
غوتيريش يدعو لاحترام نتائج الانتخابات
وحث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين، العراقيين على "التحلي بالصبر واحترام نتائج الانتخابات، وحل أي نزاعات قد تنشأ من خلال القنوات القانونية".
وفي بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك، أثنى الأمين العام في على "تصميم نساء ورجال العراق على إسماع أصواتهم من خلال صناديق الاقتراع".
وثمن غوتيريش "الجهود المكثفة التي بذلتها الهيئات الانتخابية والأمنية ذات الصلة لضمان إجراء انتخابات برلمانية سلمية إلى حد كبير، التي دعا إليها شعب العراق في سعيه للإصلاح والمساءلة ومستقبل أفضل".
وأكد غوتيريش أن "الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة التزامًا كاملًا بدعم حكومة العراق وشعبه".
الصدر يدعو لعدم "التدخل الإقليمي"
وفي سياق متصل، دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، الاثنين، إلى عدم التدخل "الخارجي والإقليمي" بنتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت يومي الجمعة والأحد.
وقال الصدر في تغريدة على "تويتر": إن "ما يميز الانتخابات أنها جرت تحت غطاء وإشراف أممي ودولي وعربي وقد تم إقرارها منهم، وعليه فلا ينبغي التدخل بقرارات المفوضية العليا للانتخابات، أو تزايد الضغط عليها، لا من الداخل ولا من بعض الدول الإقليمية او الدولية".
وأضاف الصدر: "ليكن واضحًا للجميع، أننا نتابع بدقة كل التدخلات الداخلية غير القانونية، وكذلك الخارجية التي تخدش هيبة العراق واستقلاليته".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) October 11, 2021
ويتزامن موقف الصدر مع إعلان نتائج الانتخابات بشكل جزئي في العراق، على أن تستكمل مفوضية الانتخابات العراقية بقية النتائج في وقت لاحق الثلاثاء.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، الاثنين، أن نسبة المشاركة الأولية في الاقتراع العام والخاص (الجمعة، الأحد) بلغت 41%.
وتشير أرقام المفوضية إلى مشاركة 24.9 مليون ناخب من أصل نحو 40 مليون نسمة.
وتنافس 3249 مرشحًا، يمثلون 21 تحالفًا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، للفوز بـ329 مقعدًا في البرلمان.
وجرت الانتخابات بمشاركة ما لا يقل عن 1249 مراقبًا أجنبيًا، إضافة إلى آلاف المراقبين المحليين، وفق المفوضية.