"جمعة سوداء" و"جمعة بيضاء" هي مصطلحات متداولة بين الشرق والغرب ولاسيما في مثل هذا التوقيت من العام حيث يرافقها ما يسميه مراقبون "بجنون التسوّق تحت ضغط التخفيضات الكبيرة والعروض المغرية".
ويحذّر معنيون من التخفيضات غير الحقيقية الهادفة ضمنًا لتحقيق الأرباح في ظل إقبال غير مسبوق يتدافع فيه الناس تحت ضغط هوس الشراء بمعزل ربما عن احتياجاتهم الحقيقية.
يوم للربح المادي
ففي عام 1966 خرج المتسوقون في فيلاديلفيا بأعداد كبيرة سبّبت أزمة مرورية خانقة وأطلقت الشرطة على هذا اليوم اسم "الجمعة السوداء" لتحذير الناس من الخروج للتسوّق في مثل هذا اليوم وتقليل الازدحام، غير أنه مع الوقت أصبح يومًا مكرسًا ومنتظرًا من أجل الربح المادي بمعزل عن أي فوضى شرائية قد تحدث.
وتؤكد خبيرة حماية المستهلك الألمانية كاتيا نونينكا أن إغراء التخفيضات الكبيرة يوقف التفكير المنطقي. وكان التسوّق المباشر في الجمع السوداء والبيضاء سيّد الموقف قبل التسوّق الإلكتروني، لكن عوامل عدة كان لها دور في إنعاش الشراء الإلكتروني ومنها جائحة كورونا وعوامل أخرى مثل ظروف الطقس القاسية.
ارتفاع إنفاق المتسوقين الأميركيين
وأظهر تقرير من "أدوبي أناليتكس" أن إنفاق المتسوقين الأميركيين على الشراء عبر الإنترنت زاد 3% في يوم عيد الشكر هذا العام.
ويتوقع أن يبلغ حجم مبيعات الجمعة السوداء عبر الإنترنت تسعة مليارات دولار بزيادة متواضعة تبلغ 1% عن العام الماضي.
وفي أوروبا، تخشى المتاجر والمحال من أن تكون حركة البيع في موسم عيد المبلاد عمومًا الأسوأ في عقد على الأقل مع إحجام المتسوقين عن الإنفاق بينما تزيد كلف التشغيل.
التاجر الرابح الأكبر
من جهته، أوضح الخبير في الاقتصاد الرقمي عصام طه أن الرابح من يوم الجمعة السوداء هو التاجر الذي عرض بضائعه للبيع إلكترونيًا أو في المتاجر.
وقال طه في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن المستهلك لم يدرك حقيقة السلعة قبل وبعد"، لافتًا إلى أن التخفيضات قد تكون حقيقية في بعض المتاجر الكبرى التي تحرص على وضع أسعار السلع بوضوح.
واعتبر طه أن المتسوق بجب أن يكون ذكيًا أي أن يدرك الأسعار قبل وبعد التخفيضات، ولاسيما في الأسواق الإلكترونية. وأكّد على ضرورة التحقق مسبقًا من الموقع الذي يراد الشراء منه للدفع بطريقة آمنة.
ولفت إلى أن عادة إقامة "الجمعة السوداء" في أميركا بعد عيد الشكر جاءت لبيع البضائع الكاسدة، لكنها لم تصدر إلى الأسواق الأخرى كما هي.