Skip to main content

الحرب الروسية على أوكرانيا.. مئة يوم بالأرقام

السبت 4 يونيو 2022

مئة يوم مرّت على الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي خلّف مشاهد مؤلمة من مقابر جماعية، وتفجيرات، وفوضى، وجرحى ومعوّقين.

وبينما لا يبدو أن الأمل بنهاية قريبة للحرب يلوح في الأفق، إلا أن المؤكد أن تداعيات أسوأ نزاع مسلّح في أوروبا منذ عقود، وصلت إلى مختلف دول العالم.

ونظرًا إلى تغيّر الإحصائيات مع مرور الحرب وحتى غيابها، رصدت وكالة أسوشييتد برس بعض الأرقام حول تداعيات هذه الحرب، لناحية القتلى، والدمار، واللجوء، والفوضى الاقتصادية.

حصيلة القتلى

لا يوجد إحصائيات دقيقة عن عدد القتلى من المدنيين أو المقاتلين من الجانبين نظرًا لعدم قدرة المسؤولين الحكوميين ووكالات الأمم المتحدة من الوصول إلى أماكن تواجد القتلى، وبالتالي يكون من المستحيل التحقّق من صحة الأرقام الصادرة عن مسؤولي البلدين، والتي ربما يتم المبالغة في بعضها أو تقليلها لأسباب دعائية.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريحات لبرلمان لوكسمبورغ إن "عشرات الآلاف على الأقل" من المدنيين الأوكرانيين لقوا مصرعهم حتى الآن. وفي ماريوبول وحدها، تحدّث المسؤولون عن مقتل أكثر من 21 ألف مدني. كما تحدّث رئيس بلدية سيفيرودونتسك الواقعة في منطقة لوغانسك الشرقية والتي أصبحت مركزًا للهجوم الروسي، عن سقوط حوالي 1500 ضحية.

وعن القتلى العسكريين، قال زيلينسكي هذا الأسبوع إن ما بين 60 إلى 100 جندي أوكراني يموتون في القتال كل يوم، مع إصابة حوالي 500 آخرين.

أما من الناحية الروسية، فإن آخر أرقام رسمية صدرت عن خسائر موسكو العسكرية كانت في 25 مارس/ آذار الماضي، وتُفيد بمقتل 1351 جنديًا روسيًا وإصابة 3825 آخرين.

إلا أن مراقبين أوكرانيين وغربيين أكدوا أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. وكشفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، السبت، عن مقتل 30 ألف جندي روسي منذ بداية الهجوم أواخر فبراير/ شباط الماضي.

وقدّر مسؤول غربي، متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته، للوكالة أن حوالي 40 ألف جندي روسي أصيبوا.

وفي الجيوب الانفصالية المدعومة من موسكو في شرق أوكرانيا، أبلغت السلطات عن فقدان أكثر من 1300 مقاتل وجرح حوالي 7500 في منطقة دونتسيك، إلى جانب 477 قتيلًا مدنيًا وحوالي 2400 جريح؛ بالإضافة إلى مقتل 29 مدنيًا وجرح 60 آخرين في لوغانسك.

وقالت السفيرة الأوكرانية في جنيف يفينييا فيليبينكو إن علامة الـ 100 يوم كانت تتعلّق بوجوه الأطفال الذين فقدوا والديهم أو منازلهم، أو وجوه الأمهات الهاربات أكثر من أي عدد معين.

وقالت في مقابلة: "الأمر لا يتعلّق بالأرقام، إنه يتعلّق بمشاعر ومعاناة الأوكرانيين".

آثار الدمار

وأدى القصف المستمر والضربات الجوية إلى تحويل مساحات شاسعة من العديد من المدن والبلدات إلى أنقاض. وتقول اللجنة البرلمانية الأوكرانية لحقوق الإنسان إن الجيش الروسي دمّر حوالي 38 ألف مبنى سكني، مما أدى إلى تشريد حوالي 220 ألف شخص.

كما تضرّر حوالي 1900 منشأة تعليمية من رياض الأطفال إلى المدارس الابتدائية والجامعات، بما في ذلك تدمير 180 منشأة أخرى تدميرًا كاملًا.

وتشمل الخسائر الأخرى في البنية التحتية: 300 سيارة، و50 جسرًا للسكك الحديدية، و500 مصنع، وتضرّر حوالي 500 مستشفى.

وأحصت منظمة الصحة العالمية 296 هجومًا على المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي في أوكرانيا هذا العام.

عدد النازحين

تقدّر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 6.8 مليون شخص قد فرّوا من أوكرانيا خلال الحرب. لكن منذ انحسار القتال عن المناطق المحيطة بكييف، وإعادة انتشار القوات الروسية فى الشرق والجنوب، عاد 2.2 مليون شخص إلى البلاد.

كما تقدّر منظمة الهجرة الدولية أنه اعتبارًا من 23 مايو/ أيار، كان هناك أكثر من 7.1 مليون نازح في الداخل، في تراجع عن إحصاء سابق قُدّر بأكثر من 8 ملايين.

الأراضي التي سيطرت عليها روسيا

وتحدث مسؤولون أوكرانيون أن روسيا سيطرت قبل الهجوم في فبراير/ شباط، على حوالي 7% من الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو عام 2014، والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في دونيتسك ولوغانسك. والخميس، قال زيلينسكي إن القوات الروسية تسيطر الآن على 20% من البلاد.

وفي حين أن الخطوط الأمامية للحرب تتغيّر باستمرار، فإن ذلك يصل إلى 58 ألف كيلومتر مربع إضافية (22000 ميل مربع) تحت السيطرة الروسية، وهي مساحة إجمالية أكبر قليلًا من كرواتيا، أو أصغر قليلًا من ولاية فرجينيا الغربية الأميركية.

الخسائر الاقتصادية في روسيا وأوكرانيا

فرض الغرب مجموعة من العقوبات الانتقامية ضد موسكو، بما في ذلك على قطاعي النفط والغاز، وبدأت الدول الأوروبية بوقف اعتمدها عن مصادر الطاقة الروسية.

وكتب يفغيني غونتماخر، المدير الأكاديمي للحوار الأوروبي، في ورقة بحثية هذا الأسبوع، أن روسيا تواجه حاليًا أكثر من 5000 عقوبة، أكثر من أي دولة أخرى، مشيرًا إلى تجميد حوالي 300 مليار دولار من الذهب الروسي، واحتياطيات النقد الأجنبي في الدول الغربية، وانخفاض الحركة الجوية في البلاد من 8.1 مليون إلى 5.2 مليون مسافر بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار الماضيين.

بدورها، ذكرت مدرسة كييف للاقتصاد أن أكثر من 1000 شركة "فرضت عقوبات ذاتية"، وقلّصت عملياتها في روسيا.

وانخفض مؤشر بورصة "MOEX" في روسيا بنحو الربع منذ ما قبل الهجوم مباشرة، وانخفض بنحو 40% منذ بداية العام. وقال البنك المركزي الروسي الأسبوع الماضي إن التضخم السنوي بلغ 17.8% في أبريل.

في غضون ذلك ، أفادت أوكرانيا بأنها تعرضت لضربة اقتصادية مروّعة، حيث قضت الحرب على 35% من الناتج المحلي الإجمالي. وقال أندري يرماك ، رئيس مكتب زيلينسكي، مؤخرًا: "خسائرنا المباشرة اليوم تتجاوز 600 مليار دولار".

وتقول أوكرانيا، وهي مُنتج زراعي رئيس، إنها لم تتمكن من تصدير حوالي 22 مليون طن من الحبوب. وتُلقي باللوم في تراكم الشحنات، على الحصار الروسي أو الاستيلاء على الموانئ الرئيسة. كما اتهم زيلينسكي روسيا، هذا الأسبوع، بسرقة ما لا يقل عن نصف مليون طن من الحبوب خلال الهجوم.

تداعيات على العالم

وصلت تداعيات الحرب إلى جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة تكاليف السلع الأساسية على التضخم الذي كان قد ارتفع مسبقًا في العديد من الدول قبل الحرب. وتتعرض البلدان النامية لضغوط شديدة بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والتمويل.

فقد ارتفعت أسعار النفط الخام في لندن ونيويورك بنسبة تتراوح بين 20 و25%، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود، والمنتجات القائمة على البترول.

وتعطّلت إمدادات القمح في الدول الأفريقية، التي استوردت 44% من قمحها من روسيا وأوكرانيا في السنوات التي سبقت الهجوم مباشرة. كما أفاد بنك التنمية الأفريقي عن زيادة بنسبة 45% في أسعار الحبوب.

وقال أمين عوض، منسق الأمم المتحدة للأزمات في أوكرانيا، إن 1.4 مليار شخص في جميع أنحاء العالم قد يتأثرون بنقص الحبوب والأسمدة.

وأضاف في حديث للصحافيين من كييف: "خسائر هذه الحرب في صفوف المدنيين غير مقبولة. لا أحد منتصر بهذه الحرب. ونحن نعلم أن المطلوب هو إنهاء هذه الحرب".

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس
شارك القصة