رغم الخلافات السياسية بين بعض الدول المشاركة في مونديال قطر 2022، إلا أن النسخة الـ22 من كأس العالم أثبتت أن الروح الرياضية هي التي تسود في النهاية.
وشهد استاد الثمامة أمس الثلاثاء ما أُطلق عليها اسم "أم مباريات كرة القدم"، والتي جمعت بين المنتخب الإيراني ونظيره الأميركي، في مباراة بنكهة سياسية، وذلك للمرة الثانية في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم.
وانتهت المباراة بفوز المنتخب الأميركي على نظيره الإيراني بنتيجة 1-0.
وعند إطلاق صافرة نهاية المباراة، جلس لاعب خط الوسط الدفاعي الإيراني سعيد عزت الله على العشب، ووضع رأسه بين يديه، وانهمرت دموعه حزنًا على الخسارة. فما كان من لاعب الهجوم الأميركي جوش سارجنت إلا أن توجّه نحوه، وركع إلى جانبه، وعانقه، وخاطبه ببعض الكلمات اللطيفة مبديًا تعاطفه معه.
"أكثر من مجرد كرة قدم"
وخلال لحظات كان عدد من لاعبي المنتخب الأميركي يُحيطون بعزت الله ليواسوه من بينهم لاعب الوسط رندن آرونسون، ولاعب الهجوم تيموثي ويا. وبينما كان عزت الله يستجمع قواته، أمسكه اللاعب الأميركي تيم ويا من يديه وساعده على الوقوف قبل أن يعانقه، ويهمس في أذنه.
ونقلت مواقع التواصل لقطات للاعب الدفاع الأميركي أنتوني روبنسون وهو يحتضن الظهير الأيمن الإيراني رامين رضائيان.
US football player Antonee Robinson & Iranian right back Ramin Rezaeian emotional hug after their World Cup game 🥹 #USMNT #TeamMelli #WorldCup2022 #IranProtests pic.twitter.com/4DVrAPnBfL
— Dariuš (@dvriusariani) November 30, 2022
ونقل موقع "يو أس إيه سبورتس" الأميركي عن ويا قوله خلال مغادرته الملعب إلى مقرّ الفريق في الدوحة: "أعتقد أنها أكثر من مجرد كرة قدم. أعتقد أن الولايات المتحدة وإيران واجهتا الكثير من المشاكل السياسية، وأردت فقط أن أظهر أننا جميعًا بشر وأننا جميعًا نحب بعضنا البعض".
بدوره، قال آرونسون: "شعرت بالتعاطف معه وهو جالس على الأرض. إنها لحظة صعبة. وأعتقد أن الفريق الإيراني قدّم مباراة رائعة وبطولة رائعة. ومن الصعب رؤية ذلك من أي لاعب، وأن لا ترغب بالتعاطف معه، وتخبره أنه كل شيء سيكون على ما يرام".
ما فعله اللاعبون بعد المباراة
وبعيدًا عن مواساة عزت الله، ذكر الموقع أن لاعبي المنتخبين تبادلا المصافحة قبل التوجّه إلى غرفة الملابس، ناهيك عن التربيت على الظهر.
وإذ أشار إلى أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها كل من آرنسون ويا وسارجنت بعزت الله، أكد الموقع أن الولايات المتحدة يجب أن تفخر بفوز منتخبها، لكنّها يجب أن تفخر أكثر بما فعلوه بعد المباراة".
يُذكر أنه قبل 24 عامًا، التقى الفريقان الإيراني والأميركي في مونديال فرنسا 1998، وانتهت لصالح إيران بفوز ثمين بنتيجة هدفين مقابل واحد، سجّلهما اللاعبان حميد إستيلي ومهدي مهدافيكيا، بينما سجّل ماك بريد في الدقيقة 87 هدف الولايات المتحدة.
