عبرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، عن قلقها بشكل خاص بشأن وضع السكان في منطقة شمال غرب سوريا، التي تسيطر عليها المعارضة وتعاني شحًا في تدفق المساعدات منذ الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي.
وفي إفادة صحفية من جنيف، قال مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية: "من الواضح أن المنطقة التي تثير أعلى مستويات القلق حاليًا هي شمال غرب سوريا".
نظام صحي هش
وشدّد ريان على أن "تأثير الزلزال كبير على المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة، لكن الخدمات موجودة ويمكن الوصول إلى هؤلاء الأشخاص (المتضررين). علينا أن نتذكر هنا أنه في سوريا، تدور حرب منذ عشر سنوات. النظام الصحي هش بصورة هائلة. الناس يعيشون جحيمًا".
ونشر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إحصائية جديدة لأعداد قتلى الزلزال في شمال غربي سوريا، مبينًا أن 2274 هو العدد الكلي للوفيات حتى مساء الإثنين، بينما أصيب 12.400 آخرون.
ووثقت "الخوذ البيضاء" انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى وآلاف المباني والمنازل تصدعت في عموم المناطق التي ضربها الزلزال.
ويعيش نحو 5 ملايين شخص في شمال غربي سوريا أغلبهم نازحون من مختلف المحافظات السورية ممن هجرهم قصف النظام السوري على مدنهم، ويعانون قبل الزلزال من نقص كبير في المساعدات والخدمات.
لم تدخل أي معدات ثقيلة لرفع الأنقاض في #إدلب.. مزيد من التفاصيل مع مراسلنا#العربي_اليوم pic.twitter.com/i95KXh1omv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 15, 2023
وتعرقل الحرب، التي تقسم البلاد منذ أكثر من عقد، جهود توزيع المساعدات، وأعاقت كذلك محاولتين على الأقل لإرسال مساعدات عبر الخطوط الأمامية إلى شمال غرب سوريا لكن قافلة مساعدات وصلت إلى المنطقة خلال الليل.
دعوة لفتح معابر جديدة
وفي هذا السياق، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة اليوم الأربعاء: إن مسؤولين بارزين في المنظمة طلبوا من رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال زيارة لدمشق في أعقاب زلزال يوم الإثنين الماضي، فتح المزيد من المعابر الحدودية مع تركيا لضمان توصيل المساعدات إلى المنطقة.
وسمح الأسد بفتح معبرين حدوديين إضافيين إلى شمال غرب سوريا يوم الإثنين الماضي، وهي خطوة وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها "ضئيلة للغاية ومتأخرة جدًا".
لكن ريان وصف فتح المعبرين بأنه مؤشر على أن "جميع الأطراف تتراجع وتركز على احتياجات الناس في الوقت الحالي".
وقال: "من المستحيل في بعض الأحيان توفير رعاية صحية مناسبة في إطار صراع دائر".
وأضاف: "لقد شهدنا حشدًا كبيرًا للمساعدات. لقد رأينا نشر فرق طبية للطوارئ. لقد رأينا كل الأمور التي نحتاج إلى رؤيتها في أي كارثة. لكن هذا لن يكون مستدامًا ما لم يكن لدينا إطار سلمي بصورة أكبر يمكن أن يحدث فيه هذا بشكل أكثر فعالية".
مطالب عاجلة
وفي هذا الإطار، قال محمد حلاج مدير منظمة "منسقو استجابة سوريا"، إن العمل جار على إحصاء الأضرار، في ظل وجود 155 ألف نازح في شمال غربي سوريا جراء الزلزال.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من الحدود السورية التركية، أن هناك 13 ألف مسكن متضرر فضلًا عن 10 آلاف منزل ظهرت فيها تصدعات، في وقت هناك مليون شخص متضرر كون الزلزال أصاب مناطق مكتظة بالسكان.
وأشار حلاج، إلى أن مناطق شمال غربي سوريا، هي بالأصل تعاني من فقر شديد وضعف الاستجابة الإنسانية، ولذلك فإن الزلزال ضاعف من المعاناة حيث باتت المنطقة بحاجة إلى 20 ألف خيمة لإيواء الأهالي الذين يبيتون في العراء وسط ظروف جوية سيئة.
ونوه حلاج، إلى أن مسألة توفير المياه مهمة، إضافة إلى أن القطاع الطبي يعاني من نقص شديد وبحاجة إلى دعم مباشر حيث جرت المطالبة بـ 14 مستشفى في المنطقة وتسيير لا يقل عن 20 عيادة متنقلة في مناطق النازحين الجدد خشية تفشي الأمراض المعدية.
وأكد أن هناك وعودًا بتقديم مساعدات أممية بشكل أكبر لمتضرري الزلزال، معتبرًا أن من الصعب على الأمم المتحدة جمع المبلغ الذي حددته والذي قارب 400 مليون دولار للمساعدة في سوريا بظل الأزمات الدولية الحاصلة.