الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

الغرب يخطط لعقوبات جديدة.. كييف تحذر من هجوم روسي "ضخم" شرقًا

الغرب يخطط لعقوبات جديدة.. كييف تحذر من هجوم روسي "ضخم" شرقًا

Changed

"العربي" يعرض شهادات نازحات من ماريوبول الأوكرانية (الصورة: غيتي)
بعدما أثارت صور مروعة لمقبرة جماعية في بوتشا وجثث مقيدة لأشخاص أُطلق النار عليهم من مسافة قريبة غضبًا، تخطط واشنطن وأوروبا لفرض عقوبات جديدة على موسكو.

تخطط الولايات المتحدة وأوروبا اليوم الثلاثاء لفرض عقوبات جديدة على موسكو بسبب جرائم قتل المدنيين في أوكرانيا، فيما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من احتمال اكتشاف المزيد من القتلى في المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية.

وانسحبت الأخيرة من بلدات في شمال العاصمة كييف الأسبوع الماضي، فيما تحوّل هجومها إلى جنوب أوكرانيا وشرقها. واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على بلدات دمرتها الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أسابيع، ومنها بوتشا، حيث تناثرت جثث مدنيين في الشوارع.

مقبرة جماعية وغضب دولي

وأثارت صور مروعة لمقبرة جماعية في بوتشا وجثث مقيدة لأشخاص أُطلق النار عليهم من مسافة قريبة غضبًا دوليًا أمس الإثنين. ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى محاكمة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "جرائم حرب"، وتعهدت واشنطن وألمانيا وفرنسا بفرض عقوبات جديدة على موسكو.

ونفت روسيا أي اتهامات تتعلّق بقتل مدنيين، وقالت إنها ستقدم "أدلة عملية" في اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء تثبت عدم ضلوع قواتها في هذه الأعمال.

وفي كلمة مصوّرة له في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، قال زيلينسكي إنه سيلقي أيضًا كلمة أمام مجلس الأمن اليوم، بينما يحشد الدعم لإجراء تحقيق فيما حدث في بوتشا.

وقال زيلينسكي: "هذه بلدة واحدة فقط. واحدة من العديد من المجتمعات الأوكرانية التي تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها".

وأضاف: "هناك الآن معلومات تفيد بأنه في بورودينكا وبلدات محررة أخرى في أوكرانيا، قد يكون هناك عدد ضحايا أعلى من ذلك بكثير سقطوا على يد المحتلين". وكان يشير إلى بلدة تقع على بعد 25 كيلومترًا غربي بوتشا.

وتقول الولايات المتحدة إنها ستضغط من أجل تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب وقائع القتل في بوتشا، واصفة مشاركة موسكو في المجلس بأنها "مهزلة".

وكشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن بوتشا، وشدد على أن "أوكرانيا ستستخدم جميع آليات الأمم المتحدة المتاحة لجمع الأدلة ومحاسبة مجرمي الحرب الروس".

"سيشعرون بالعواقب"

وشنّت روسيا ما أسمته "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط، بهدف نزع سلاح أوكرانيا "وتخليصها من النازيين". وتؤكد أوكرانيا والغرب أن الهجوم غير قانوني ولا مبرر له.

وانسحبت القوات الروسية من العاصمة كييف في مواجهة مقاومة أوكرانية شرسة على نحو غير متوقع، باستخدام أسلحة غربية مضادة للدبابات.

ووصفت موسكو الانسحاب بأنه بادرة حسن نية في محادثات السلام، التي عُقدت آخر مرة يوم الجمعة. 

وشدد المستشار الألماني أولاف شولتز أمس الإثنين، على أن بوتين وأنصاره "سيشعرون بعواقب" ما حدث في بوتشا، وأن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات على موسكو في الأيام المقبلة.

وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بأن واشنطن ستعلن هذا الأسبوع عن عقوبات أميركية جديدة على موسكو. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدعم فريقًا دوليًا من المدعين العامين والخبراء لجمع وتحليل الأدلة على الفظائع.

وأشارت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت، إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يناقش حظر الغاز الروسي، على الرغم من أن مسؤولين آخرين حثّوا على توخي الحذر بشأن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة طاقة أوروبية.

وتزوّد روسيا أوروبا بنحو ثلث احتياجاتها من الغاز، وحاول بوتين استخدام الطاقة أداة للرد على العقوبات الغربية. لكن موسكو أبقت على تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الرئيسية إلى أوروبا، على الرغم من عدم اليقين بشأن مطالب بوتين الخاصة بالمدفوعات بالروبل.

معارك في الشرق

إلى ذلك، قالت أوكرانيا إنها تستعد لاستدعاء موسكو نحو 60 ألفًا من جنود الاحتياط الروس لتعزيز هجومها في الشرق، حيث شملت الأهداف الرئيسية لروسيا ميناء ماريوبول وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وفي مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة منذ أسابيع، أظهرت صور لوكالة "رويترز" ثلاث جثث في ثياب مدنية ملقاة في شارع.

وتقول أوكرانيا إنها أجلت آلاف المدنيين في الأيام القليلة الماضية من ماريوبول، التي تحيط بها مناطق يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في منطقة دونباس الشرقية.

وأفاد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين، بأنه تم إيقاف فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال محاولة للوصول إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين، وهو محتجز الآن في بلدة مجاورة.

وفي ميكولايف، قال رئيس الإدارة الإقليمية أولكسندر سينكيفيتش: إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قُتلوا، بينهم طفل، وأُصيب 46 آخرون يوم الإثنين في البلدة الواقعة إلى الغرب من ماريوبول.

أما في لوغانسك، فقد أعلن حاكم المنطقة سيرغي غاداي أن القوات الروسية تستعدّ "لشنّ هجوم ضخم" على القوات الأوكرانية.

وقال غاداي في رسالة عبر الفيديو: "نرى معدّات تصل من اتجاهات مختلفة. نرى الروس يعزّزون صفوفهم ويتزوّدون الوقود (...) نحن ندرك أنّهم يستعدّون لهجوم ضخم".

وأضاف أنّ "عمليات القصف تتكثّف. الليلة الماضية كانت هناك محاولة لدخول روبيجني (قرب لوغانسك) صدّها مقاتلونا ودمّر العديد من الدبابات، وكانت هناك عشرات الجثث" العائدة إلى جنود روس.

وتابع: "للأسف، قُتل متطوعان أمس بانفجار لغم أو قذيفة مدفعية"، كما "تمّ قصف كنيسة وأُصيب راهبان" من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ودعا الحاكم سكان المنطقة إلى المغادرة. وقال في رسالته: "أرجوكم لا تتردّدوا. اليوم أجليَ ألف شخص. أرجوكم لا تنتظروا حتى تُقصف منازلكم".

بدوره، طلب رئيس بلدية بوروفا، وهي بلدة تقع في منتصف الطريق بين لوغانسك وخاركيف، المدينة الكبيرة في شمال شرق البلاد، من سكان البلدة مغادرتها. 

وقال ألكسندر تيرتيتشني في منشور على فيسبوك: "نحن مجبرون على اتخاذ قرار بإخلاء السكان حفاظًا على سلامة المواطنين. أولئك الذين يستطيعون المغادرة بسياراتهم الخاصة مدعوون إلى القيام بذلك!"، مشيرًا إلى أنّ السلطات وضعت في الخدمة أيضًا حافلات لنقل السكان إلى محطة القطارات. 

وفد للتفاوض مع روسيا

من جهة أخرى، وقع الرئيس الأوكراني مرسومًا بشأن تشكيل وفد للتفاوض مع روسيا حول الضمانات الأمنية.

وذكرت الرئاسة الأوكرانية في بيان أمس الإثنين، أن ديفيد أراخاميا البرلماني عن حزب "خادم الشعب" الحاكم في أوكرانيا سيترأس الوفد المكون من 10 أعضاء.

وإلى جانب أراخاميا، يضم الوفد وزيرَي العدل دينيس ماليوسكا والدفاع أوليكسي رزنيكوف، ومستشار مكتب الرئيس ميخايلو بودولياك، إلى جانب 6 مسؤولين أوكرانيين آخرين.

وخلال مفاوضات السلام في إسطنبول الثلاثاء الماضي، أشار المسؤولون الأوكرانيون إلى استعدادهم للتفاوض بشأن "وضع محايد"، لكنهم طالبوا بضمانات أمنية لبلدهم.

وقال أراخاميا، للصحافيين، إنهم يسعون للتوصل إلى اتفاق دولي، حيث تكون فيه دول من بينها تركيا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبولندا ضامنة للاتفاق.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close