أكّد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن على أوكرانيا التنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمّها إلى سيادتها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية.
وتابع أن الأولوية الرئيسة هي حماية المواطنين في دونيتسك ولوغانسك، وأن انضمام أراضٍ جديدة إلى موسكو يعتمد على "قرار الناس" على حدّ قوله، في إشارة إلى مقاطعتي أوديسا وتشيرنيهيف.
ومن موسكو، يلفت مراسل "العربي" سعد خلف إلى أن الشروط التي أعلنها بيسكوف تأتي كتنازل بسيط من جانب الكرملين، فبالعودة إلى انطلاق الهجوم العسكري الروسي كان فلاديمير بوتين قد أعلن عن شروط رئيسية للتفاوض على وقف القتال.
فقد كانت أهم هذه الشروط، توقيع أوكرانيا على وثيقة ترفض فيها إمكانية انضمامها في قادم الأيام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالإضافة إلى نزع سلاح أوكرانيا بالكامل.
ويلحظ خلف: "هذه الأحاديث لا تدور الآن، فيبدو اليوم أن الكرملين يريد أن تعترف كييف بالواقع الجديد الذي يتشكّل ميدانيًا واعتراف أوكرانيا بالمناطق الأربعة التي ضمّتها موسكو بأنها أراضٍ روسية، وهذا الأمر يبدو أيضًا مستحيلًا من وجهة النظر الأوكرانية".
واشنطن تجهّز منظومة "باتريوت"
يحدث هذا، في وقتٍ تستعد فيه الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت"، بحيث نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين لم تسمّهم أن واشنطن أصبحت جاهزة لتلبية طلب أوكرانيا تزويد جيشها بمنظومة الدفاع الجوية.
ومنذ أشهر، ينادي مسؤولون أوكرانيون بتزويد كييف بهذه المنظومة العسكرية الجوية الأميركية المتطورة.
في هذا الخصوص، قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية إنّ الموافقة الأميركية النهائية على هذا التسليح النوعي يمكن الإعلان عنها خلال أيام.
بدوره، علّق الكرملين على التقارير الأميركية على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، الذي قال إن منظومة "باتريوت" الأميركية ستكون هدفًا مشروعًا لضربات القوات الروسية في حال تسليمها لكييف.
وشدّد بيسكوف على أن الكرملين ينتظر موقفًا رسميًا من واشنطن بشأن تسليم باتريوت إلى أوكرانيا، مضيفًا أن هذه الأخبار "تندرج تحت ما تسمى التقارير الإعلامية غير الموثوق بها".
حول هذه التطورات، يقول مراسل "العربي" من موسكو سعد خلف إن توريد أنظمة "باتريوت" إلى الجانب الأوكراني يشكّل تهديدًا خطيرًا بالنسبة إلى روسيا، كونها ستحيّد القدرات العسكرية الجوية الروسية بشكل كبير.
مسيّرات إيرانية تستهدف كييف
ميدانيًا، أعلنت أوكرانيا أن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاط 13 مسيّرةً إيرانية الصنع من نوع "شاهد" في سماء العاصمة كييف.
فقد نفّذت روسيا هجومًا جديدًا باستخدام المسيّرات، حيث قالت السلطات الأوكرانية إن الغارات الجوية أصابت 5 مبانٍ دون الإبلاغ عن وقوع خسائر بشرية.
من جهته، أكّد رئيس بلدية كييف سيرغي بوكو أن الضربات جاءت على دفعتين وأن شظايا الطائرات المسيرة التي تم اعتراضها، ألحقت أضرارًا جسيمة بمبنى إداري واحد، بينما ألحقت أضرارًا طفيفة بـ 4 مباني سكنية.
قصف روسي على العاصمة #كييف والسلطات الأوكرانية تؤكد إسقاط 13 مسيرة إيرانية الصنع #روسيا #أوكرانيا #إيران تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/wmWVVFLKLm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 14, 2022
وفي تعليقه على أحدث هجومٍ روسيٍ على العاصمة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نظام الدفاع الجوّي اعترضت الطائرات المسيرة الإيرانية التي تشكل بحسبه ركنًا مهمًا من قوة الأسلحة النارية التي تعتمدها موسكو في قصف أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال زيلينسكي في مقطع فيديو: "أطلق الإرهابيون 13 طائرة مسيرة بدون طيار إيرانية الصنع، تمّ اعتراضها جميعًا.. تشكل هذه المسيرات جزء من قوة الأسلحة النارية الروسية إلى جانب قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ التي تستخدم في قصف أوكرانيا".
كما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المجتمع الدولي مساعدة بلاده على نزع الألغام.
على الطرف الآخر، قالت السلطات المحلية الموالية لموسكو في دونيتسك إن 5 أشخاص قتلوا خلال الساعات الماضية، في قصف أوكراني وصف بالأعنف على مناطق المقاطعة.
وأشارت أن القصف الذي شنّته القوات الأوكرانية بضربات منتظمة، تتجاوز المرتين يوميًا، باستخدام أسلحة متطورة.
تبادل أسرى
توازيًا، أعلنت الرئاسة الأوكرانية الإفراج عن 64 أوكرانيًا وأميركيًا واحد من قبل السلطات الروسية، ضمن تبادل أسرى مع موسكو.
من جهتها، كانت موسكو كانت قد أطلقت سراح لاعبة التنس الأميركية بريتني غراينر في صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.