الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

المعارضة تخلط أوراقها.. هل يحسم أردوغان السباق الرئاسي من دون مفاجآت؟

المعارضة تخلط أوراقها.. هل يحسم أردوغان السباق الرئاسي من دون مفاجآت؟

Changed

ناقش "للخبر بقية" المشهد الانتخابي التركي، على وقع احتدام المنافسة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية (الصورة: غيتي)
ما هو تأثير دعم بعض الأحزاب للتيارين المتنافسين على نتائج الانتخابات؟ وما هو وضع المعارضة في ظل التبدّل السريع لأولوياتها، ومدى انعكاس ذلك على خيارات ناخبيها؟

تبدّلت واختلطت أوراق تحالفات الانتخابات الرئاسية التركية. وتعقّد المشهد قبل أربعة أيام فقط من انطلاق الجولة الثانية.

فقد أعلن زعيم "حزب النصر" القومي أوميت أوزداغ، الذي كان جزءًا من "تحالف الأجداد" بقيادة المرشّح سنان أوغان، والمعروف بعدائه للاجئين، رسميًا دعم مرشّح تحالف الأمة المعارض كمال كليتشدار أوغلو.

وتضّمن اتفاق أوزداغ وكليتشدار أوغلو سبع مواد بينها ترحيل اللاجئين على رأسهم السوريون خلال عام، كما تمحورت إحدى المواد حول مكافحة التنظيمات المصنّفة إرهابيًا مثل "تنظيم الدولة" وحزب "العمال الكردستاني"، وجماعة فتح الله غولن.

يأتي ذلك بعد يومين من إعلان سنان أوغان، زعيم "تحالف الأجداد" الخارج من المنافسة على الرئاسة في الدور الأول، دعمه للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان مرشّح "تحالف الجمهور".

بعد إعلان دعمه لأردوغان، تعرّض أوغان لهجوم حاد من المعارضة بقيادة كليتشدار أوغلو.

واستنكر أردوغان في تصريحات هجوم المعارضة على أوغان، وقال إنّ الشعب سيردّ على هذه الإساءة في انتخابات الإعادة.

كما هاجم أردوغان خطاب كليتشدار أوغلو بشأن طرد اللاجئين لأهداف انتخابية، وقال إنّ حكومته ستُواصل نهجها في هذا الملف.

وتبدو صورة المعارضة غير واضحة المعالم، وبرنامجها الانتخابي متشابكًا، ومواقفها متضاربة، في ظل التبدّل السريع لأولوياتها بين الجولة الأولى والثانية.

ومن أبرز أمثلة هذا التبدّل، الانتقال إلى أقصى اليمين، والتعمّق في معاداة اللاجئين، والنبرة الحادّة تجاه الأكراد.

وفي خضم الحديث عن الأكراد، يسود تساؤل حول ما إذا كان "حزب الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد والممثّل لهم، سيستمر في دعم كليتشدار أوغلو بعد اتفاق الأخير مع أوزداغ المعادي لهم، على أولوية مكافحة حزب العمال الكردستاني، وفي ظل تحالف كليتشدار أوغلو مع جزء من الكتلة القومية التي تتنافر توجهاتها تمامًا مع الأكراد؟

ما هو تأثير دعم بعض الأحزاب للتيارين المتنافسين على نتائج الانتخابات؟ وما هو وضع المعارضة في ظل التبدّل السريع لبرامجها وأولوياتها؟ وما مدى انعكاس ذلك على خيارات ناخبيها؟

"أردوغان يتمتّع بامتيازات عديدة"

في هذا السياق، أوضح مراد يشلتاش، مدير قسم السياسة الخارجية في مركز سيتا للأبحاث، أنّ الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان يتمتّع بامتيازات عديدة في الجولة الثانية من الانتخابات التي قد تشهد سيناريوهات مختلفة.

وقال يشلتاش، في حديث إلى "العربي" من أنقرة، إنّ "تحالف الشعب" فاز بالأغلبية في البرلمان، وهو ما يُؤهله للقيام بمناورات عديدة.

وأشار إلى أنّه في المقابل، أقدم مرشّح "تحالف الأمة" كليتشدار أوغلو على تغيير سياسته بشكل راديكالي تجاه مختلف المسائل، ومن بينها مسألة اللاجئين.

وأكد أنّه من الصعب على كليتشدار أوغلو الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات، مشيرًا إلى أن وعوده في مسألة اللاجئين غير منطقية وسيصعب عليه تحقيقها.

"قضية اللاجئين هي ورقة المعارضة القوية"

بدوره، أشار جواد غوك، العضو في "حزب الشعب الجمهوري"، إلى أنّ كل مرشّح يتمسّك بأوراق قوية بيده، وتُعتبر قضية اللاجئين هي ورقة المعارضة القوية.

وقال غوك، في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، إنّ المفارقة أنّ أوزداغ الذي حصل على 2.5% من الأصوات في الجولة الأولى يفرض شروطه على 45% من الأصوات.

وأكد أنّ تحالف المعارضة لم يستفد من الأزمات التي تعانيها تركيا لكسب الأصوات.

"كليتشدار أوغلو قد ينسحب من السباق الرئاسي"

من جهته، شرح بكير أتاجان، مدير معهد اسطنبول للفكر، أنّ "حزب اليسار الأخضر" أعلن أنّه سينسحب من "تحالف الأمة" بين كليتشدار أوغلو وأوزداغ رفضًا للشروط التي قدّمها هذا الأخير.

ورجّح أتاجان، في حديث إلى "العربي"، من اسطنبول، انسحاب كليتشدار أوغلو من السباق الرئاسي لأنه لا يرغب في خوض الجولة الثانية من الانتخابات وهو مرغم على هذه التطورات نتيجة ضغوط إقليمية ودولية.

وأكد أنّ تحالف كليتشدار أوغلو وأوزداغ بعيد كل البعد عن متطلّبات الشعب التركي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close