تقيم القوات الأوكرانية دفاعات على طول خط المواجهة مع روسيا في دونيتسك في جنوب شرقي أوكرانيا، بما في ذلك بلدة باخموت المحاصرة، وذلك مع احتدام أعنف المعارك للسيطرة على مدينتي فوليدار ومارينكا، وفق ما أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني أمس السبت.
وقال زالوجني: "إن روسيا تنفذ حوالي 50 هجومًا يوميًا في دونيتسك التي تحاول موسكو احتلالها بالكامل".
أوكرانيا تستمر بالسيطرة على باخموت
وأضاف زالوجني على تطبيق المراسلة "تيليغرام" بعد اتصال مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية: "القتال العنيف مستمر في منطقة فوليدار ومارينكا. نقيم دفاعات قوية. تمكنا في بعض مناطق الجبهة من استعادة المواقع التي فقدناها سابقًا وكسبنا موطئ قدم".
لكن زالوجني لم يحدد الأماكن التي تمكنت القوات الأوكرانية من استعادتها، مشيرًا إلى أنّ أوكرانيا ما زالت تسيطر على باخموت وتحاول الحفاظ على الوضع على الخطوط الأمامية حول المدينة.
قبل أيام من الذكرى الأولى لاندلاع الحرب.. الروس يؤكدون أهمية السيطرة على مدينة باخموت #العربي_اليوم تقرير: نادية الهاني pic.twitter.com/5wYVMqPVdE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 12, 2023
من جهته، قال رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة أمس السبت: "إن قواته تواجه مقاومة شرسة حول باخموت من المدافعين الأوكرانيين".
وكانت بريطانيا قد أشارت الجمعة إلى أن القوات الروسية تحقق مكاسب في شمال باخموت، لكنها تواجه صعوبة أكبر في مهاجمة فوليدار الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترًا جنوبًا.
مقاومة أوكرانية
وقد اعتبر المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه على الرغم من الضغط الروسي في مارينكا إلا أن القوات الأوكرانية تمكنت من بسط سيطرتها على الأرض.
وأوضح أن "القتال مستمر في وسط المدينة ولكن لم تحدث تغييرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".
وكانت مارينكا تمثل إحدى الجبهات منذ بدء الحرب قبل عام وهي بلدة صغيرة مدمرة وشبه خالية.
وقال رئيس مجموعة "فاغنر" إن الأمر قد يستغرق من موسكو عامين للسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل.
وزعمت موسكو العام الماضي أن المنطقتين أصبحتا من الجمهوريات التابعة لروسيا، في تحرك أدانته معظم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ووصفته بأنه غير قانوني.
دعم أوروبي مرتقب
وتأتي التطورات الميدانية فيما يسعى الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي لحشد المزيد من الدعم العسكري لبلاده وقد كرّس فرصة وجوده في بروكسل لهذه الغاية.
وتقترب دول أوروبية من رفع أحد المحرمات الرئيسية في المساعدات العسكرية لكييف، حيث تحدث زيلينسكي عن استعداد دول لتزويد بلاده بالطائرات.
وقد أكّدت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين أن بلادها اتخذت قرارات بشأن توفير أسلحة لأوكرانيا. وقالت: "نحن على استعداد لبذل المزيد. هذه قرارات اتخذها البلدان معًا وقد ناقشنا على المستوى العام الاحتياجات الأساسية لكييف".
لكن الدعم بالطائرات لا يراه الرئيس الفرنسي ممكنًا في الأسابيع القادمة. في المقابل تعهّد بأسلحة أكثر فائدة وبأسرع وقت.
من جهتها، تقلل بريطانيا من احتمال تسليم كييف مقاتلات "تايفون" من طرازات قديمة وقالت إنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين وستنظر في إرسال طائرات على المدى الطويل. وأشارت إلى أنها تدرك المخاطر التصعيدية المحتملة لذلك.
في المقابل، لا تثق موسكو بكييف وتعهداتها بعدم استخدام الأسلحة الغربية البعيدة المدى في ضرب عمق أراضيها، بحسب مسؤول في الخارجية الروسية.
ولاية جديدة محتملة لستولتنبرغ
وفي الوقت الذي يسعى فيه حلف شمال الأطلسي للحفاظ على الاستقرار خلال الحرب في أوكرانيا، نقلت صحيفة "فيلت ام زونتاج" اليوم الأحد عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، أن الحلف سيمدد فترة ولاية الأمين العام ينس ستولتنبرغ مرة أخرى.
وقالت الصحيفة إن الأعضاء سيمددون ولاية ستولتنبرغ حتى أبريل/ نيسان 2024 بسبب "إنجازاته البارزة" ولضمان استقرار الحلف العسكري خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأشارت إلى وجود اتفاق غير رسمي بين الدول الثلاثين الأعضاء على أن يظل ستولتنبرغ في منصبه إلى ما بعد نهاية فترة ولايته في 30 سبتمبر/ أيلول.
ولفتت إلى أن القرار الرسمي سيتخذ في الأسابيع المقبلة. وكان قد تم تمديد فترة ولايته الأصلية العام الماضي.
وستولتنبرغ هو خبير اقتصادي وزعيم سابق لحزب العمال النرويجي، وشغل منصب رئيس وزراء النرويج من 2000 إلى 2001 ثم من 2005 إلى 2013 قبل أن يصبح أمينًا عامًا لحلف الأطلسي في عام 2014. وشغل أيضًا منصب وزير المالية ووزير الطاقة.