الأربعاء 4 ديسمبر / December 2024
Close

المغرب "يأسف".. أي تبعات لقرار الجزائر قطع العلاقات مع الرباط؟

المغرب "يأسف".. أي تبعات لقرار الجزائر قطع العلاقات مع الرباط؟

شارك القصة

وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال إعلانه قرار قطع العلاقات مع المغرب
وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال إعلانه قرار قطع العلاقات مع المغرب (غيتي)
الخط
أعرب المغرب عن أسفه لقرار الجزائر "غير المبرّر تمامًا" قطع علاقاتها الدبلوماسية معه، واصفًا المبرّرات التي بني عليها بـ"الزائفة بل العبثية".

استحوذ قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفته بـ"الأعمال العدائية" للمملكة، صدارة الاهتمام السياسي والإعلامي، وسط ترقّب لتداعياته وتبعاته على مختلف المستويات.

وبعد ساعات على إعلان القرار من الجانب الجزائري، عبّر المغرب عن "أسفه" لقرار الجزائر الذي وصفه بأنّه "غير مبرّر تمامًا"، واصفًا المبرّرات التي بني عليها بأنّها "زائفة بل عبثية".

وجاءت الخطوة الجزائرية بعد أقلّ من أسبوع من إعلان الجزائر إعادة النظر في صلاتها المتوترة منذ عقود مع جارتها الغربية.

كيف علّق المغرب؟

وردًا على القرار الجزائري، أكدت وزارة الخارجية المغربية أنّ الرباط "أحاطت علمًا بالقرار الأحادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب اعتبارًا من اليوم فصاعدًا".

وأضافت في بيان رسمي: "يأسف المغرب على هذا القرار غير المبرر تمامًا والمتوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وتأثيره على الشعب الجزائري"، مشدّدة على أنّ المغرب "يرفض بشكل قاطع الذرائع الزائفة والعبثية الكامنة وراءه (القرار الجزائري)".

وأكد البيان أن المملكة المغربية ستظل من جهتها "شريكًا صادقًا ومخلصًا للشعب الجزائري وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة".

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب نهاية يوليو/ تموز إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويًا، في أقرب وقت يراه مناسبًا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجدّدًا أيضًا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

وبعد ذلك بأيام عرض المغرب مساعدة الجزائر لإطفاء الحرائق التي أتت على عدة غابات في البلد مخلّفة عشرات القتلى"، لكنّ العرض المغربي ظلّ دون أي ردّ من الجانب الجزائري.

الأسباب التي أدّت لقطع العلاقات

وفي معرض تقديمه الأسباب التي أدّت إلى قرار قطع العلاقات، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة: "لقد ثبت تاريخيًا، وبكل موضوعية، أنّ المملكة المغربية لم تتوقف يومًا عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر" في 1962، ساردًا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسّس الأخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي (Pegasus Project).

وذكر أنّ هذا "العداء الموثّق بطبيعته الممنهجة والمبيتة، تعود بداياته إلى الحرب العدوانية المفتوحة عام 1963 التي شنّتها القوات المسلحة الملكية المغربية ضد الجزائر الحديثة الاستقلال. هذه الحرب التي عرفت استعمال المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة وفتّاكة خلّفت ما لا يقل عن 850 شهيدًا جزائريًا".

وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ولم تُستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.

وكان من بين التزامات المغرب في هذا الصدد إيجاد "حلّ عادل ونهائي لنزاع الصحراء عبر تنظيم استفتاء حرّ ونزيه يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره"، كما ذكر لعمامرة.

"النظام المغربي لا يريد الاعتراف بالأخطاء"

ويرى الإعلامي والمحلل السياسي حكيم بوغرارة أنّ قرار الجزائر بقطع العلاقات بني على عدّة أسباب موضوعية بدءًا ببعض الأمور التاريخية وكذلك ما وصفه وزير الخارجية بتعنّت المغرب وإساءته لعلاقات حسن الجوار.

ويضيف بوغرار، في حديث إلى "العربي"، من الجزائر، أنّ من الأسباب كذلك الخطابات الاستفزازية والأفعال الدبلوماسية التي استهدفت الأمن القومي الجزائري والوحدة الترابية، على حدّ قوله، إضافة إلى ما قام به مندوب المغرب في الأمم المتحدة بتوزيع وثيقة تدعو إلى تمكين الشعب القبائلي حسب ادعائه بتقرير المصير.

ويشير إلى أنّ الجزائر راسلت رسميًا المغرب وطلبت توضيحات حول هذه الأفعال التي تصنّفها أعمالًا عدائية لكن المغرب لم يردّ بصورة رسمية، وكانت ردود الملك عبر خطابات موجّهة للاستهلاك الإعلامي، وفق توصيفه.

ويخلص إلى أنّ "الجزائر تيقّنت هنا بأنّ النظام المغربي لا يريد الاعتراف بالأخطاء الجسيمة التي لا تستند إلى أي أمور قانونية لتوجيه الاتهامات والاستفزازات إلى الجزائر".

"النظام الجزائري يعيش حالة اختناق وفي عزلة"

في المقابل، يؤكد مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بن حموم أنّ قرار الجزائر "مؤسف وغير مسؤول"، معتبرًا أنّه "لا يخدم مصالح شعبي البلدين".

ويشير بن حموم، في حديث إلى "العربي"، من الرباط، إلى أنّ "النظام الجزائري يعيش حالة اختناق كبير جدًا وفي عزلة وهو في حالة إفلاس سياسي واقتصادي واجتماعي لا تجيب على انتظارات الشعب الجزائري".

ويقول: "عوّدنا النظام الجزائري أن يصدّر أزماته وأن ينقلها إلى المغرب وأن يحمّل الأطراف الأجنبية مسؤولياته عن التدمير الكارثي للبلاد".

ويخلص إلى أنّ هذا القرار لا يشكّل "حدثًا" لأنّه كان مُنتظَرًا، وفق تعبيره، مضيفًا أنّ "النظام الجزائري يقتات من الأزمات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات