قبل خمسين سنة، حمل عراب الهاتف المحمول مارتن كوبر جهازًا ضخمًا وزنه أكثر من كيلوغرام، وأجرى أول مكالمة بهاتف محمول.
وكان الجهاز عبارة عن كتلة ثقيلة من الأسلاك والدوائر الإلكترونية، وفي الطرف الآخر من المكالمة كان زميله قال له: "آلو أنا مارتن أتحدث إليك بواسطة هاتف جوال حقيقي وشخصي محمول، ويمكن إمساكه باليد".
لكن بعد مرور خمسين سنة، يقر المهندس البالغ من العمر 94 عامًا، بأن الجهاز الذي ابتكره بات يطرح مشكلة الإدمان عليه وقضاء الناس وقًتا طويًلا في استخدامه.
وفي هذا الصدد يقول مارتن كوبر: "تصدمنا رؤية الناس يعبرون الشارع، وهم ينظرون إلى هواتفهم المحمولة، لقد فقدوا عقولهم"، بحسب رأيه.
فالرجل الذي يستخدم دائمًا أحدث الهواتف الذكية، ويرتدي ساعة مرتبطة بالإنترنت، منزعج أيضًا من وجود ملايين التطبيقات المتاحة التي تجعل المرء يشعر بالدوار، بحسب رأيه.
لكنه أيضًا لا يخفي قناعته بأن الهواتف المحمولة تمتلك كثيًرا من القدرات غير المحدودة التي يمكنها أن تساعد يومًا ما في القضاء على الأمراض.
وفي الوقت نفسه، يبدي تفاؤلًا بخصوص إدمان بعض الناس على استخدام هواتف، لأنه يتوقع أن يكون كل جيل أكثر ذكاء من الذي سبقه، وسيتعلم الناس استخدام الهواتف الذكية بكفاءة أكبر.
وأعادت تصريحات مخترع الهاتف المحمول إلى الواجهة مرة أخرى النقاش المستمر عن مشكلة إدمان الهواتف الذكية، وكذلك ذكر بفضل الرجل في تقديم واحد من أهم اختراعات العصر.
إذ ترى هند سليم أن كوبر هو من استطاع باختراعه الرائع أن يغير حياة الجميع، ذلك الاختراع الذي سهل التواصل من أي مكان ولأي مكان بالرغم من المسافات، وإصراره وعزمه على النجاح ساعد في اختراع الهاتف المحمول.