السبت 4 مايو / مايو 2024

الوضع في محطة زابوريجيا "حرج".. هل يمكن تجنب كارثة نووية؟

الوضع في محطة زابوريجيا "حرج".. هل يمكن تجنب كارثة نووية؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" حول التحذيرات الدولية من تعرض المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا للقصف الروسي (الصورة: غيتي)
تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا النووية فيما وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية الوضع في المحطة بـ"الحرج".

تتوالى التحذيرات الدولية من تعرض المنطقة المحيطة من محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا للقصف الروسي. 

وأكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية رافاييل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي الخميس أنّ "الوضع حرج" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تتبادل موسكو وكييف الاتّهامات بشنّ ضربات جديدة عليها، مضيفًا أنه يجب السماح للوكالة بالوصول إليها.

وقال غروسي خلال حديثه عبر الفيديو في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن: "الوضع حرج ويجب السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرّية بإرسال بعثة إلى زابوريجيا في أسرع وقت ممكن". 

وتخضع المحطّة، وهي الأكبر في أوكرانيا، للسيطرة الروسيّة منذ مطلع مارس/ آذار.

وشدد غروسي على أنّ "الوقت ينفد"، فيما تحاول الوكالة منذ أسابيع إرسال بعثة لتفقّد المحطّة.

وعندما سئل عن اتهامات للأمم المتحدة بالمسؤولية عن تأخر إرسال بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية إلى الموقع، رفض الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس هذه الفكرة مجددًا. وأوضح ستيفان دوجاريك أن "الأمر يتعلق بمحطة نووية في قلب ساحة معركة (...) هناك كثير من العقبات".

تحذيرات من كارثة

وحذّر غوتيريش من وقوع كارثة إذا استمرت العمليات العسكرية حول محطة زابوريجيا وهي الأكبر من نوعها في أوروبا وناشد القوات العسكرية الروسية والأوكرانية الوقف الفوري لجميع الأنشطة العسكرية في المنطقة المجاورة للمحطة.  

وقال غوتيريش في بيان: "للأسف، بدلًا من وقف التصعيد، أُبلغ عن حوادث أكثر إثارة للقلق في الأيام الأخيرة، وهي حوادث قد تؤدي، في حال استمرارها، إلى كارثة". 

ودعا غوتيريش والولايات المتحدة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا من أجل ضمان سلامة الموقع والسماح بوصول بعثة تفقّديّة. 

موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف المحطة بانتظار انعقاد اجتماع في الأمم المتحدة بطلب من روسيا لبحث مصير المحطة النووية التي أثارت قلق المجتمع الدولي. 

وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من كارثة نووية محتملة في المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية. وطالب في كلمته أمام قادة الدفاع في مؤتمر بالدنمارك بتشديد العقوبات على روسيا ردًا على ما سمّاه ابتزازًا نوويا. 

ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري" لإخراج الروس من محطة زابوريجيا. وقال في خطابه اليومي "يجب أن يتحرّك العالم بأسره فورًا لطرد محتلّي زابوريجيا".وأضاف: "وحدهما الانسحاب الكامل للروس واستعادة أوكرانيا السيطرة الكاملة على المحطة سيضمنان الأمن النووي لأوروبا بأسرها". 

أمّا وزارة الخارجية الروسية، فقد اتهمت أوكرانيا بممارسة الإرهاب النووي وقالت إن وحدات الجيش الأوكراني قصفت مواقع في زابوريجيا. 

منطقة منزوعة السلاح

والخميس دعت الولايات المتحدة روسيا إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية ومحيطها، مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون نزع أسلحة الدمار الشامل بوني جينكينز: "إن الحل لما يجري في زابوريجيا بسيط. الولايات المتحدة تدعو روسيا الاتحادية إلى سحب قواتها فورًا من الأراضي الأوكرانية".

في المقابل، حمّل السفير الروسي فاسيلي نبينزيا أوكرانيا وحلفاءها المسؤولية قائلًا: "ندعو الولايات المتحدة الداعمة لنظام كييف (...) إلى إجباره على وضع حد نهائي للهجمات التي تستهدف محطة زابوريجيا"، كما "ندعو الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إبلاغ السلطات الأوكرانية بأن أفعالها غير مقبولة".

وتابع "الحجم الحقيقي لكارثة نووية في المحطة يصعب تخيّله. المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الدول الغربية الداعمة لكييف"، واصفًا الاتهامات الموجهة إلى موسكو بأنها "سرياليّة" و"تثير السخرية" و"عبثية". 

بدوره، قال السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا "الروس معروفون بخططهم المتقنة للخداع والتخريب والتستر، مثل التي نراها اليوم".  وأضاف: "لا أحد منا يستطيع إيقاف الرياح التي تحمل الإشعاعات، لكن يمكننا معًا أن نوقف دولة إرهابية. وكلما أسرعنا في إيقاف روسيا، ستشعر أوروبا والعالم مجددًا بالأمان".

عواقب وخيمة 

من جانبه، يعتبر الكاتب الصحافي يفغيني سيدروف أن الاتهامات التي توجه لروسيا سواء من قبل الرئيس زيلينسكي أو غيره من السياسيين والعسكريين الأوكرانيين "تبدو غير منطقية لأن روسيا هي التي سيطرت على محيط هذه المحطة وموقعها منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا وبالتالي من غير المنطقي الاعتقاد أن روسيا تستهدف نفسها".  

ويقول في حديث إلى "العربي" من موسكو: "إن روسيا تسجل استهداف الجيش الأوكراني للمحطة الذي طال مخزن النظائر المشعة في المحطة ما ينطوي على عواقب وخيمة بسبب احتمال تسرب المواد المشعة". 

ويشير سيدروف إلى أن موسكو ترى أن أوكرانيا تريد إحداث سابقة ثم تحميل روسيا المسؤولية عن الأمر. 

ويؤكد إصرار روسيا على زيارة وفد من وكالة الطاقة الدولية لتفتيش موقع زابوريجبا وتقديم تقرير للوكالة وللرأي العام. 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close