الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"الوقت ينفد".. جزر المحيط الهادئ تدعو لإجراءات طارئة بشأن المناخ

"الوقت ينفد".. جزر المحيط الهادئ تدعو لإجراءات طارئة بشأن المناخ

Changed

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على التوتر الأميركي الصيني حول تايوان والمحيط الهادئ (الصورة: وسائل التواصل)
حذر قادة جزر المحيط الهادئ من أن الوقت بدأ ينفد لتجنب "أسوأ ما قد يحصل" في دولهم التي يقع الكثير منها فوق مستوى سطح البحر بقليل أو التي أصبحت غير صالحة للسكن.

طالبت جزر المحيط الهادئ الأكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي الخميس باتخاذ إجراءات دولية "طارئة وفورية" بشأن المناخ، وشدّدت على ضرورة الالتزام بالأُسس الديمقراطية والنظام الدولي "المبني على قوانين" في مواجهة توسّع النفوذ الصيني في المنطقة.

وخلال قمّة مهمة في سوفا عاصمة فيجي، حذّر قادة الجزر من أن الوقت بدأ ينفد لتجنب "أسوأ ما قد يحصل" في دولهم التي يقع الكثير منها فوق مستوى سطح البحر بقليل أو التي أصبحت غير صالحة للسكن بسبب العواصف القوية التي تضربها.

وقالوا في تقرير يحدد أهداف إستراتيجية مشتركة تمتدّ حتى العام 2050 واعتمدوه بعد ثلاثة أيام من المحادثات: "نحن في الخطوط الأمامية في مواجهة الآثار السلبية لتغيّر المناخ".

ودعا القادة المجتمعون إلى اتخاذ "إجراءات طارئة وقوية" على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.

ودورة العام 2022 لقمة جزر المحيط الهادئ كانت الأهم منذ سنوات، إذ إن الوضع المناخي أصبح أصعب بالنسبة للجزر المنخفضة عن سطح البحر. ولم يُعقد المنتدى في العامين الماضيين بسبب جائحة كوفيد-19.

تنافس جيوسياسي بين واشنطن وبكين

لكن القمة تميّزت ببروز التنافس الجيوسياسي في المنطقة، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين.

وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في خطاب عبر الفيديو: إن واشنطن ستفتح سفارتين لها في تونغا وكيريباتي وستُسمّي مبعوثًا إقليميًا وتضخ 600 مليون دولار إضافيًا في المنطقة.

وعلى الجانب الآخر، لم تُخفِ الصين طموحاتها التوسعية في المنطقة حيث نشرت شركات عامة لها فيها.

ورغم توقيع بلاده اتفاقًا أمنيًا مع بكين في وقت سابق من العام، أكد رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري، على هامش القمة، أن دولته لن تستضيف أي قاعدة عسكرية أجنبية.

وقال لقناة "آر أن زي باسيفيك" التلفزيونية: إن تأسيس قاعدة عسكرية من هذا النوع سيجعل جزر سليمان "عدوًا" لجزر المحيط الهادئ و"سيجعل من دولتنا وشعبنا أهدافًا محتملة لضربات عسكرية".

وأثار التنافس بين الصين والولايات المتحدة اهتمامًا بالغًا هذا العام خلال منتدى قادة جزر المحيط الهادئ، وأصبحت المنطقة بالفعل جزءًا أساسيًا من الجغرافيا السياسية.

الصراع الأميركي-الصيني

إلى ذلك، لا تكتفي الصين باتهام الغرب بتلفيق الأكاذيب، بل تهدد من يحاول التدخل بـ"أعاصير شرسة" ستقتلع كل من يحاول التعرض لمبدأ الصين الواحدة.

فلم يلبث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان قد تبادل الابتسامات الجافة مع نظيره الصيني وانغ يي، ونثر عبارات التفاؤل فوق جزيرة بالي، حتى باغت يي الجميع، وقال في كلمته أمام رابطة دول جنوب آسيا في جاكرتا إنه لا ينبغي لأي قوة أو دولة في العالم أن تتوهم إمكانية فصل تايوان عن الصين مهددة بإشعال مضيقها بأعاصير مدمرة.

ولم تصب كلمات الوزير الصيني رأس الغربيين وحدهم بالصداع، بل تجاوز بها إلى الدول الصغرى المنتشرة في المحيط الهادئ، قائلًا: إن دولًا كثيرة في المنطقة تتعرض لضغوط من أجل التحيز في مساحة مفترضة لسيطرة القوى الكبرى، ليعود ويحث زعماء هذه الدول على ضرورة تجنب استخدامها كقطع شطرنج في الصراعات الدولية.

كل ذلك نزع صبغة التفاؤل عن لقاء بلينكن ويي الأخير في بالي، عندما أبدى كلا الرجلين رغبتهما في العمل معًا لمنع خروج التوتر الجديد بين بلديها عن السيطرة، بل تطلعا إلى حوار مثمر وبناء.

وبينما اتهم وانغ واشنطن باستغلال تايوان لتعطيل وكبح تنمية الصين من خلال تشويه سياسة صين واحدة وتقويضها، تقول واشنطن إنها لا تزال ملتزمة بها لكنها مطالبة بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن النفس بموجب قانون العلاقات مع تايوان.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close