في اليوم الـ79 من العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يتوقّف القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي منذ ساعات الصباح على مناطق شمال القطاع، بالتزامن مع إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة في العديد والعدة.
وتركزت المعارك في مخيمات النصيرات والبريح والمغازي وجباليا وجباليا البلد، وجحر الديك، وخانيونس، والتوام، والشيخ رضوان، وحي النصر والشجاعية. بينما تراجعت آليات الاحتلال في بيت حانون وبيت لاهيا، والشيخ زايد وتل الزعتر.
كما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي "إبادة جماعية" باستهدافه مربعًا سكنيًا مكتظًا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، راح ضحيته أكثر من 70 شهيدًا، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وارتفع عدد الضحايا إلى 20424 شهيدًا وأكثر من 54 ألف جريح منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبينما أعلن جيش الاحتلال مقتل 15 ضابطًا وجنديًا خلال الساعات الـ24 الماضية، أكد الناطق العسكري لكتائب عز الدين القسام أبو عبيدة مقتل 48 جنديًا إسرائيليًا وإصابة العشرات في الأيام الـ4 الماضية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد، إنّه تمّ استعادة جثث 5 أسرى إسرائيليين قُتلوا في قطاع غزة، بعد يوم من إعلان القسام فقدان الاتصال بالمجموعة المسؤولة عن نفس العدد من الأسرى جراء الغارات الإسرائيلية، مرجحة مقتلهم.
الضفة الغربية ولبنان
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، اقتصرت مشاهد الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام على الشعائر الدينية تضامنًا مع قطاع غزة، حيث أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بموقف مسيحيي فلسطين، مؤكدة أنّ الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته مسلمين ومسيحيين، متوحِّدون على طريق الصمود على أرضه والحفاظ على هويته، وحماية مقدساته الإسلامية والمسيحية.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن أمله بأن يكون عيد الميلاد هذا العام موعدًا لوقف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة.
وارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 4695 منذ 7 أكتوبر الماضي، بعد اعتقال جيش الاحتلال 10 فلسطينيين في عدة محافظات بين مساء السبت وصباح الأحد.
على جبهة لبنان، أعلن "حزب الله" استهداف تموضع لمشاة الاحتلال في قلعة هونين بالأسلحة المناسبة، وموقع الضهيرة بالأسلحة المناسبة، ومرابض الاحتلال في ديشون بالأسلحة الصاروخية وتحقيق إصابة مباشرة، إضافة إلى مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وإصابة أحد المباني السكنية ووقوع إصابات مؤكدة.
في المقابل، قصف الاحتلال مدرسة في بلدة الطيبة بقذيفة، ومنزلًا في بلدة رب تلاتين، فيما ألقت مسيرة عدة صواريخ على المنطقة الواقعة ما بين راميا ومروحين، واستهدفت المدفعية أطراف بلدة طيرحرفا، و بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعيتا الشعب، ومارون الراس.
وفي اليمن، قال المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين محمد عبد السلام، إنّ بارجة أميركية فتحت النار على طائرة استطلاع تابعة للبحرية اليمنية بالبحر الأحمر، مضيفًا أنّ البحر الأحمر سيكون ساحة مشتعلة إذا استمرت أميركا وحلفاؤها على النحو الذي هم عليه لحماية إسرائيل في منطقة ليست لهم.
خطر الموت جوعًا أصبح حقيقة
إنسانيًا، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استشهاد 142 فردًا من طواقمها وعائلاتهم في غزة منذ بدء الحرب، مشيرة إلى أنّها تكافح لتوفير الرعاية لما لا يقل عن 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة وسط الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
كما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 40 فردًا من طواقمه منذ بدء العدوان.
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 103 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
من جهتها، أفادت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأن اثنتين من الأمهات تقتلان كل ساعة في غزة، مما يترك أطفالهن دون حبل الأمان الوحيد لديهم.
بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال يواصل استباحة مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين في أنحاء قطاع غزة ملاجئ إيواء، حيث يرتكب انتهاكات جسيمة من عمليات تصفية جسدية واعتقالات وتنكيل وترويع للمدنيين.
كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أنّ خطر الموت جوعًا صار حقيقيًا في غزة، وطالبت بوصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن إلى جميع الأطفال والأسر في القطاع.
وطالبت "حماس" اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك للكشف عن مصير مئات الفلسطينيين المختطفين من غزة.
سياسيًا، وصل وفد من حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، ستتركز على إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
و دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال إلى إنشاء محكمة دولية جديدة، في حال لم تتخذ المحكمة الجنائية الدولية إجراءات في وقت قصير جدا بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
في المقابل، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده أنّ القتال سيتواصل حتى تحقيق ما وصفه بـ "النصر الكامل" على "حماس".