في تطور جديد على صعيد الأزمة السياسية العراقية، جمّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الخميس، كل الفصائل المسلحة التابعة لتياره بما فيها "سرايا السلام" في جميع المحافظات باستثناء قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين (شمال).
وقال صالح محمد العراقي، في بيان نقلًا عن الصدر: "نعلن تجميد كل الفصائل المسلحة إن وجدت بما فيها (سرايا السلام) ومنع استعمال السلاح في جميع المحافظات عدا صلاح الدين (سامراء وما حولها أو حسب توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة الحالي)"، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
لا توضيح بشأن استثناء سامراء
وتم تشكيل "سرايا السلام" التنظيم المسلح التابع للتيار الصدري بعد سيطرة جماعات مسلحة تابعة لتنظيم "الدولة"، على محافظة نينوى وأجزاء من محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار وديالى عام 2014.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) October 6, 2022
لكن الصدر لم يوضح سبب استثناء قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين، في حين تتولى "سرايا السلام" في سامراء حماية مرقد الإمامين العسكريين، الذي استُهدف في 22 فبراير/ شباط 2006، ما أشعل فتنة بين السنة والشيعة وتسبب باندلاع أعمال عنف قُتل فيها آلاف العراقيين، إضافة إلى عمليات تهجير قسرية.
وأضاف العراقي، المُلقب بـ"وزير الصدر": "لدرء الفتنة في محافظة البصرة (جنوب) نعلن تجميد كل الفصائل المسلحة، وبخلاف ذلك سنتخذ إجراءات أخرى لاحقًا".
وقال على لسان الصدر إن "ترهيب وإخافة المدنيين (..) أمر محرم وممنوع والاقتتال الداخلي محرم وممنوع".
أزمة سياسية مستمرة
وتأتي خطوة تجميد الفصائل المسلحة في وقت تتواصل فيه منذ نحو عام أزمة سياسية تسببت في اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى.
وتحول الخلافات بين التيار الصدري والإطار التنسيقي دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وكان مقتدى الصدر قد أعلن، الثلاثاء، تأييده الدخول في حوار مباشر لتشكيل حكومة عراقية جديدة على أن يكون هذا الحوار "علنيًا"، ويهدف إلى "إبعاد كل المشاركين في العمليات السياسية والانتخابية السابقة ومحاسبة الفاسدين".
وأوضح الصدر عبر تغريدة على حسابه تويتر أن "العراق يمر بأسوأ فتراته بسبب الفساد وهيمنة أحزابه على السلطة"، مشددًا على أنّ تطلعات العراقيين هي "تشكيل حكومة بعيدة عن الفساد والتبعية والميليشيات والتدخلات الخارجية".