الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

بحيرات المغرب ومناطقه الرطبة معرّضة للزوال.. ما الأسباب؟

بحيرات المغرب ومناطقه الرطبة معرّضة للزوال.. ما الأسباب؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على الأسباب التي تهدد بخيرات المغرب ومناطقه الرطبة بالزوال (الصورة: غيتي)
تسبب الجفاف القاسي في تناقص منسوب المياه في العديد من المناطق الرطبة في المغرب، ما يتطلب وضع هذه المناطق في الإستراتيجيات الوطنية للمملكة.

طالب ناشطون مغاربة الحكومة بالتدخل العاجل من أجل حماية البحيرات والمناطق الرطبة في البلاد من الجفاف والتلوث.

فقد شحت مياه محمية بحيرة سيدي "بو غابة" في ضواحي مدينة سلا المغربية، بسبب الجفاف وقلة تساقط الأمطار، في حين ظلت بحيرات أخرى تقاوم هذه الظاهرة.

فبحيرة "ضاية الرومي" قرب الخميسات حيث الخضرة والماء يشهدان على جمال المكان وتفرده، لا تزال تقاوم قساوة الحفاف وقلة تساقط الامطار، إذ تمثل هذه البحيرة الممتدة في السابق على 90 هتكتارًا المتنفس الوحيد لسكان المنطقة، حيث تدفع الحرارة المرتفعة المواطنين إلى الاستغاثة بمياه الضاية الباردة.

ويقول مختصون في تاريخ الضاية إنها تكونت قبل ألف عام من ينابيع وعيون، وإن أصل التسمية يعني بحيرة الأجنبية، إذ أطلق هذا الاسم على معمر أجنبي كان يقيم في المكان، كما أن الطيور والأسماك التي تعيش فيها جميعها من خارج البحيرة.

وتتميز البحيرة بنقاء مياهها وتنوع أسماكها ومناظرها الطبيعية الجميلة، ما يجعلها تستقطب زوارًا من جميع المدن المغربية.

وتشكل ضاية الرومي مثالًا على غنى المناطق الرطبة وتنوعها في المغرب لكنها تحتاج إلى صيانة وتأهيل للحفاظ على ما تبقى من مكوناتها الطبيعية.

ويفيد مراسل "العربي"، بأن مياه والطيور التي تزور بحيرة ضاية الرومي الشهيرة شهدت تراجعًا كبيرًا بلغ نحو 40% بحسب تقديرات، لكنها ما زالت صامدة أمام قسوة الجفاف الذي لم يشهد له المغرب مثيلًا منذ عقود.

ما هي أسباب تضرر بحيرات المغرب؟

وفي هذا الإطار، يوضح رئيس جمعية البساط الأخضر مصطفى العيسات، أن ضاحية الرومي تعد واحدة من أكثر من 300 موقع من المناطق الربطة المهمة الموجودة في المغرب.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، يقول العيسات: إن الجفاف القاسي في البلاد تسبب هذا العام في تناقص منسوب المياه في العديد من المناطق الرطبة كضاية عوا، التي اختفت بأكملها هذه السنة، بالإضافة إلى محمية سيدي بو غابة، ومرج الزرقاء التي تقلصت فيها منسوب المياه بشكل كبير.

ويشدد العيسات على أن هذه الظاهرة تدعو إلى دق ناقوس الخطر لما تمثله هذه المناطق من رصيد في التنوع البيولوجي الهام، ولما لها من أهمية في الحفاظ على التوازن البيئي داخل المملكة المغربية.

ويفيد أن المناطق الرطبة تعد من المؤثرات التي تسبب في انخفاض درجات حرارة الأرض لما تختزنه من غازات دفيئة كثاني أكسيد الكربون.

ويشير العيسات إلى عدة قطاعات تعمل في مجال البيئة كالمندوبية السامية للمياه والغابات التي تهتم بالحفاظ على المناطق الرطبة من خلال الحد من استخدام هذه المناطق في الزراعة التي تستغلها القرى المجاورة، لافتًا إلى أن الشرطة العلمية تقوم أيضًا بحماية هذه المناطق من تأثير التلوث الصناعي والتدخل البشري عليها.

ويضيف أن المجتمع المدني يقوم أيضًا بإشعار أصحاب القرار بالأهمية القصوى التي تكتسيها المناطق الرطبة لإدخالها في الإستراتيجيات الوطنية.

ويتابع أن هناك جهودًا تبذلها منظمات المجتمع المدني والمندوبية السامية في إطلاق حملات توعوية سنوية بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة لكي تشمل أكبر شريحة من المجتمع من أجل المحافظة على هذه المناطق كمتنفسات سياحية ومناطق بيئية بيولوجية.

ويبين العيسات أن الخطورة وصلت في بعض المناطق إلى "المنطقة الحمراء"، مشيرًا إلى أن بعض المناطق الرطبة في المغرب تم طمرها بسبب التوسع العمراني.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close