الأربعاء 6 نوفمبر / November 2024

بزيادة 118 مليونًا.. 10% من سكان العالم يعانون الجوع وسوء التغذية

بزيادة 118 مليونًا.. 10% من سكان العالم يعانون الجوع وسوء التغذية

شارك القصة

الجوع في اليمن
تدهورت مستويات الجوع وسوء التغذية بشدة العام الماضي، ويُعتقَد أن النسبة الأكبر من هذا التدهور كانت بسبب جائحة كوفيد-19 (غيتي)
حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من أن آثار وباء كوفيد على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد وسيتفاقم الجوع وسوء التغذية.

أفاد تقرير وضعته وكالات تابعة للأمم المتحدة ونُشر اليوم الإثنين بأن مستويات الجوع وسوء التغذية في العالم تدهورت بشدة العام الماضي، وأن النسبة الأكبر من هذا التدهور كانت على الأرجح بسبب جائحة كوفيد-19.

وذكر التقرير أن عدد من يعانون سوء التغذية ارتفع إلى حوالي 768 مليونًا العام الماضي، وهو ما يعادل 10% من سكان العالم ويمثل زيادة بنحو 118 مليونًا مقارنة بعام 2019، وذلك بعد أن ظل العدد دون تغيير تقريبًا لخمس سنوات.

وأعدت التقرير وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، وهو أول تقييم شامل لانعدام الأمن الغذائي والتغذية منذ ظهور الجائحة.

وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك: "للأسف، يواصل الوباء كشف نقاط الضعف في أنظمتنا الغذائية التي تهدد الأرواح وسبل العيش. لم تسلم أي منطقة في العالم".

القضاء على الجوع بحلول 2030

وقدرت نسخة عام 2021 من تقرير "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم" أنه وفقًا للاتجاهات الحالية، فإن هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030 لن يتحقق مع وجود فارق يتمثل في ما يقرب من 660 مليون شخص. وهذا الرقم أعلى بواقع 30 مليون شخص من السيناريو الذي لم تحدث فيه الجائحة.

وقال كبير الاقتصاديين ببرنامج الأغذية العالمي عارف حسين: "أسوأ مخاوفنا تتحقق. إن القضاء على هذه المستويات المرتفعة من الجوع المزمن سيستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا".

وارتفع عدد من لا يستطيعون الحصول على الغذاء الكافي على مدار العام بواقع 320 مليونًا ليصل إلى 2.37 مليار في العام الماضي، وهو ارتفاع في عام واحد يعادل السنوات الخمس السابقة مجتمعة.

ومن بين 768 مليونًا يعانون سوء التغذية، يعيش 418 مليونًا في آسيا و282 مليونًا في إفريقيا و60 مليونًا في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. لكن 21% من الناس في إفريقيا يعانون سوء التغذية، أي أكثر من ضعف عددهم في أي منطقة أخرى.

وقال مدير مكتب الفاو في الأمم المتحدة في جنيف دومينيك بورجون في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "نرى أن الأرقام ارتفعت بشكل كبير".

"الجائحة ساهمت في تأجيج الوضع"

وعلى نطاق أوسع، بلغ عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على غذاء كاف على مدار العام وبالتالي "الذين قد يواجهون صعوبة في تأمين الغذاء في أوقات معينة من العام" 2,37 مليار في 2020 أو "320 مليون شخص أكثر" من العام 2019. وهذا يجعل الزيادة "مساوية لتلك التي سجلت خلال السنوات الخمس الماضية" بحسب التقرير.

ولفت التقرير إلى أنه "كانت هناك عوامل ساهمت في هذا الوضع مرتبطة بشكل رئيسي بالنزاعات وآثار التلقبات المناخية والصدمات الاقتصادية التي واجهتها بعض البلدان". وأضاف: "ساهمت الجائحة في تأجيج هذا الوضع".

وفي بعض البلدان "لا سيما الأفقر حيث اتخذت تدابير لوقف انتشار الوباء" منعت القيود المفروضة على التنقل على سبيل المثال، صغار المزارعين من "بيع منتجاتهم في الأسواق" وحرمتهم من مصادر رزقهم، وفقًا للتقرير.

من ناحية أخرى "على مستوى المدن كان هناك أحيانًا مشاكل في التموين ما يعني أن الأسعار كانت ترتفع" بحسب بورجون الذي يفكر بشكل خاص في بلدان منطقة الساحل وجنوب الصحراء مثل الكونغو.

تأخر في نمو الأطفال

وذكر التقرير أنه "قبل وباء كوفيد لم نكن على المسار الصحيح للقضاء على الجوع وكافة أشكال سوء التغذية في العالم بحلول 2030. واليوم جعل الوباء المهمة أكثر صعوبة". والأسوأ وفقًا للتوقعات الواردة في هذا التقرير، أن "ما يقارب 660 مليون شخص قد يعانون من الجوع في 2030 ويعود ذلك جزئيًا إلى الآثار طويلة المدى لوباء كوفيد على الأمن الغذائي العالمي - أو أكثر ب30 مليونًا في سيناريو لم يكن فيه الجائحة".

ويشير التقرير إلى أنّ "العالم لن يستطيع تحقيق الأهداف المحددة لعام 2030 لأي من مؤشرات التغذية"، مؤكدًا أنه "من المحتمل أن يكون لوباء كوفيد تأثير على انتشار أشكال متعددة من سوء التغذية ويمكن أن تكون آثارها دائمة ما بعد 2020".

ويعاني 22% (149 مليونًا) من الأطفال دون سن الخامسة من تأخر النمو وفقًا لبورجون الذي يؤكد على "مشاكل في نمو المعرفة" التي ستؤثر على هؤلاء الأطفال مدى الحياة. ويدق التقرير  "ناقوس الخطر" بحسب بورجون.

وأضاف بورجون: "تشكل القمم التي ستنظم بشأن الأنظمة الغذائية والتغذية في الأشهر المقبلة فرصًا لإعادة هذه القضايا إلى الواجهة ولكي تكون هناك مقاربات مدروسة بدرجة أكبر على المستوى العالمي لوضع سياسات واستثمارات تسمح بتغيير هذا الوضع في نهاية المطاف".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close