يعاني أهالي محافظة الحسكة السورية من تراجع محصول حقولهم من الحبوب بشكل غير مسبوق، بعد موسم جفاف قاس، مع تواصل ارتفاع درجات الحرارة.
وزاد من مخاوف أهالي المنطقة عدم توفر مخزون كاف من الحبوب لسد حاجياتهم في ظل استمرار الحرب في البلاد واستشعارهم لتداعيات الحرب البعيدة في أوكرانيا على واردات القمح إلى سوريا.
وأصبحت رحلة البحث عن الكلأ من قبل الرعاة في الحسكة شاقة، في حقول لم ينبت بها العشب؛ بسبب عدم نزول الأمطار.
وأدت قلة الأمطار إلى نقص في محصول القمح والعواصف والغبار وارتفاع الأسعار، في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن 60% من السوريين يعانون من نقص الغذاء.
وقبل عام 2011 كانت سوريا تنتج 4 ملايين طن من القمح، أما الآن فيغالب أهلها لانتزاع رغيف الخبز، ولا سيما مع أزمة أوكرانيا وتصاعدها.
تأثير مزدوج
وفي هذا الإطار، يرى الأكاديمي والباحث في الأمن الغذائي والتنمية المستدامة شاهر عبداللطيف التنبيات أن تأثيرات التغيرات المناخية قبل عشرين سنة أصبحت واقعًا ملموسًا الآن.
ويؤكد في حديث إلى "العربي" من برلين، أن "التغير المناخي لا يشمل انخفاض معدلات الهطول المطري التي انخفضت بمعدل 20%، بل يؤثر على الثروة الحيوانية وهي مصدر رئيسي لغذاء الناس".
ويشير عبد اللطيف إلى أن هذا التغير له عدة أشكال منها موجات الغبار التي تضر بالمحاصيل وتقلل من الإنتاجية، إضافة إلى عدم انتظام هطول المطر، وكذلك سوء التوزيع، الأمر الذي أدى إلى انخفاض معدلات إنتاج القمح بشكل رئيسي.
كما يبيّن الأكاديمي، أن الأمن الغذائي هو توفر الغذاء في الوقت والكميات المناسبة لكل فرد، "بينما نحن نتكلم على منطقة ريفية تعتمد بشكل رئيسي ليس على الغذاء بل على القمح كمصدر معيشي".
ويلفت إلى أن تأثير ما حدث في أوكرانيا على الأمن الغذائي كبير وقاس في سوريا، ما يعني "عدم القدرة على إنتاج الكميات المطلوبة محليًا، وعدم القدرة على استيراد حاجتها من الحبوب".