Skip to main content

بسبب هجمات الحوثيين.. غضب وشكاوى في موانئ بريطانيا

الثلاثاء 27 فبراير 2024
أثرت تداعيات الشحن البحري على قطاع الملابس وشركات النفط البريطانية- غيتي

بدأ المصنعون والتجار البريطانيون في الشكوى والتذمر من واقع أنشطتهم التي تضررت بشدة بفعل استهداف الحوثيين في اليمن لبعض السفن التي تعبر البحر الأحمر. 

وفي خضم هذا الواقع، أعلنت غرف التجارة البريطانية أن 55% من المصدرين أبلغوا عن تأثر أعمالهم، وهو ما ينسحب على 53% من المصنعين وشركات الخدمات.

بريطانيا التي كانت تعد عدن أهم موانئها، حينما كانت إمبراطورية لا تغيب الشمس عن مستعمراتها، وجدت نفسها اليوم تشرب من الكأس نفسه التي أذاقتها لسواها قبل عقود، فقد أسهم الواقع الأمني في البحر الأحمر، في ارتفاع تكاليف شركاتها خلال فبراير/ شباط الجاري بأسرع معدل منذ ستة أشهر، وهو ما ربط بنشاط الشحن، فضلًا عن ارتفاع أجور العمال.

"الكأس نفسه"

والمملكة صاحبة الناتج المحلي البالغ 3 تريليونات و600 مليار دولار، لا تريد سماع مزيد من الأخبار التي تلحق الضرر باقتصادها الذي دخل في حالة ركود نهاية العام الماضي، وهو ما حدا بها للركوب في قافلة الولايات المتحدة، التي بدورها تقود نشاطًا عسكريًا مضادًا لجماعة الحوثي اليمنية، بحجة تسهيل انسياب التجارة عبر باب المندب، المسؤول سنويًا عن مرور ما قيمته تريليون دولار من السلع والبضائع.

الشركات البريطانية من قبيل "ماركس وسبنسر" و"بي إتش إس" و"بيربري" التي تستورد جل ملابسها من آسيا، ليست المتضررة الوحيدة من واقع الشحن عبر البحر الأحمر، بل إن الأمر وصل إلى العملاقة "بريتيش بتروليوم"، التي جمدت أنشطة نقل النفط من هذا الممر المائي الإستراتيجي، خوفًا على حمولاتها من الذهب الأسود.

وتعاني الشركات التي تتخذ من لندن مقرًا لها، من تضاعف تكاليف استئجار الحاويات بأربع مرات، وهي تعاني كذلك من تأخير في التسليم فترة تصل إلى أربعة أسابيع، كما أنها ترزح تحت وطأة صعوبات التدفقات النقدية وشح قطع الغيار، لتضيف أعباء جديدة ملقاة على كاهل حكومة ريشي سوناك، التي بدورها وعدت البريطانيين بالخروج من المصاعب المتلاحقة التي تطارد اقتصادهم.

التوتر في البحر الأحمر

ومنذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا مدمرًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي ديسمبر/ كانون الأول، أنشأت واشنطن، حليفة إسرائيل الوثيقة، تحالفًا بحريًا دوليًا بهدف "حماية" الملاحة البحرية في المنطقة الإستراتيجية، وبدأت قواتها بالشراكة مع بريطانيا بشن ضربات على مواقع تابعة للحوثيين داخل اليمن في محاولة لردعهم.

وعلى ضوء تلك الهجمات، بدأ الحوثيون بتوسيع دائرة استهدافاتهم في البحر الأحمر وخليج عدن لتشمل المصالح البريطانية والأميركية.

المصادر:
العربي
شارك القصة