الجمعة 3 مايو / مايو 2024

بعد أسابيع على فراره.. الرئيس السريلانكي المخلوع يعود إلى بلاده

بعد أسابيع على فراره.. الرئيس السريلانكي المخلوع يعود إلى بلاده

Changed

تقرير لـ "العربي" في يوليو الماضي عن الاحتجاجات في سريلانكا واقتحام الغاضبين القصر الرئاسي (الصورة: أرشيفية غيتي)
كان في استقبال الرئيس السريلانكي المخلوع غوتابايا راجابكسا، في مطار كولومبو الرئيس بعد سبعة أسابيع على فراره من البلاد، وزراء يحملون طوقًا من الورد.

عاد الرئيس السريلانكي المخلوع غوتابايا راجابكسا الجمعة، إلى كولومبو من منفاه في تايلاند، بعد سبعة أسابيع على فراره من البلاد، التي عمّتها تظاهرات احتجاج حمّلته مسؤولية الهوة الاقتصادية.

وكان في استقبال الرجل البالغ من العمر 73 عامًا، في مطار كولومبو الرئيس، وزراء يحملون طوقًا من الورد.

وجاءت هذه العودة بعدما طلب راجابكسا في منتصف أغسطس/ آب، بواسطة شقيقه ووزير المال السابق، من الرئيس رانيل ويكريمسينغه اتخاذ تدابير كي يتمكن من العودة بأمان إلى الجزيرة.

ونشرت الشرطة عناصر بلباس مدني فضلًا عن حراس مسلحين في مقر إقامة حكومي خصص له في كولومبو. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مقر إقامته الخاص، على ما أفاد مسؤولون.

"أقام في فندق مثل سجين"

وفرّ راجابكسا من سريلانكا في يوليو/ تموز الماضي ولجأ أولًا إلى جزر المالديف، فسنغافورة حيث أعلن استقالته.

وبعدما انتهت صلاحية تأشيرته بعد 28 يومًا من دون أن تكون قابلة للتجديد، انتقل إلى تايلاند حيث طلبت منه السلطات المحلية ملازمة فندقه لأسباب أمنية، فكان عمليًا بحكم الموقوف.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في وزارة الدفاع السريلانكية طلب عدم كشف اسمه، قوله إن راجابكسا "أقام في فندق تايلاندي مثل سجين وكان يرغب بالعودة". 

وتابع المسؤول: "أنشأنا للتو فرقة أمنية جديدة لحمايته بعد عودته تضم عناصر من الجيش ومجموعات من الشرطة". 

وأوضح أن راجابكسا كانت لديه تأشيرة تسمح له بالبقاء في تايلاند تسعين يومًا. لكنه اختار العودة مع زوجته وحارسه الشخصي ومساعد آخر. 

وينصّ الدستور السريلانكي على تأمين حراس شخصيين وآلية ومسكن للرؤساء السابقين. 

"سيعملون من أجل توقيفه"

وكان مدافعون عن حقوق الإنسان قد رحّبوا بعودة راجابكسا، وقالوا إنهم سيعملون من أجل توقيفه "للجرائم التي ارتكبها".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم جمعية الصحافيين الشباب السريلانكيين ثاريندو جاياواردانا، قوله: "سنتمكن من إحالته على القضاء".

وأضاف: "سبق وطلبنا من المفتش العام أن يُعيد فتح تحقيقات جنائية كانت قد حُفظت. لقد أحصينا 21 قضية تستهدفه".

وبعد استقالته في منتصف ولايته، التي تمتدّ على خمس سنوات، فقدَ راجابكسا الحصانة التي يتمتع بها بحكم منصبه، لذلك باتت محاكمته ممكنة. 

ويُلاحَق الرئيس السابق، الذي تخلّى عن جنسيته الأميركية للترشح للانتخابات الرئاسية في 2019، في ولاية كاليفورنيا لدوره المحتمل في جريمة قتل الصحافية لاسانتا ويكرماتنجه وتعذيب معتقلين تاميل.

أزمة اقتصادية وتراجع شعبية

وتراجعت شعبية راجابكسا، الذي انتُخب عام 2019 مع وعد بـ"آفاق من الازدهار"، تدريجًا مع تفاقم الأزمة في البلاد.

وتفجّر الغضب في شوارع سريلانكا في يوليو الماضي تحت وطأة الفقر والجوع والبطالة. فهذه الظروف دفعت الآلاف إلى المطالبة برحيل الرئيس وحكومته، بعدما قارب اقتصاد البلاد على الانهيار.

ولم تكن مقابلة الشرطة للمتظاهرين بحظر التجوال والمتاريس الحديدية وقنابل الغاز كافية لصد حشود الغاضبين، حيث تمكنوا من اختراق حواجز الأمن واقتحموا القصر الرئاسي. 

وفرّ رئيس البلاد من الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا في 13 يوليو، بعد أربعة أيام على اقتحام منزله.

مساعدة مشروطة لسريلانكا

تشهد سريلانكا، البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، أزمة اقتصادية تتمثل بنقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية بسبب عدم توفر العملة الأجنبية لتمويل الواردات. 

وفي منتصف أبريل/ نيسان الماضي، تخلّفت البلاد عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار.

وأعلن صندوق النقد الدولي الخميس مساعدة مشروطة لها؛ هي عبارة عن خطة إنقاذ بقيمة 2,9 مليار دولار تمتدّ على أربعة أعوام لتصحيح وضعها المالي. 

ويبقى على مجلس إدارة صندوق النقد المصادقة على الاتفاق، الذي أبرمته الخميس أجهزة المنظمة الدولية.

وقال الرئيس رانيل ويكريمسينغه، الذي خلف راجابكسا، "إنها مرحلة مهمة جدًا في تاريخ بلادنا". وأضاف: "البدايات ستكون صعبة. فقط التزامنا هو المهم الآن، لأنه ليس علينا فقط بلوغ الأهداف المحددة بل علينا تجاوزها أيضًا".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close