الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

بعد إجراء الانتخابات النيابية.. ما هي مآلات المشهد السياسي في لبنان؟

بعد إجراء الانتخابات النيابية.. ما هي مآلات المشهد السياسي في لبنان؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تقرأ المشهد السياسي في لبنان على ضوء إعلان النتائج الأولية للانتخابات النيابية (الصورة: تويتر)
أفرزت نتائج الانتخابات النيابية الأولية تراجعًا لبعض القوى التقليدية، بينما أفرز حراك 17 تشرين ممثليه في مناطق مختلفة.

انتخب اللبنانيون نوابهم، في أول استحقاق تشريعي عقب سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي ضربت البلاد منذ عامين، لكن هناك من قاطع وهناك من صوّت، حيث بلغت نسبة المشاركة أكثر من 40% وفق الإعلانات الرسمية التي وصفتها بالجيدة.

وأفرزت النتائج الأولية تراجعًا لبعض القوى التقليدية وخسارة لبعض الشخصيات التي اعتادت التواجد في البرلمان، بينما أفرز حراك 17 تشرين ممثليه في مناطق مختلفة.

وتقدّمت القوات اللبنانية وتراجع التيار الوطني الحر. كما تراجع حزب الله في الجنوب وحازت حركة أمل وحزب الله على مجمل المقاعد الشيعية في البرلمان. 

وتمثل هذه الانتخابات خطوة جديدة نحو إعادة ترتيب البيت اللبناني الداخلي الذي يواجه استحقاقًا أكبر يتمثل في اختيار رئيس للجمهورية بعد أقل من خمسة أشهر، في وقت تشهد فيه البلاد انهيارًا اقتصاديًا صنفّه البنك الدولي بأنه "الأسوأ" منذ القرن الماضي.

انتصار مشروع سياسي

في هذا السياق، يعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوّات اللبنانية شارل جبّور أن هذه الانتخابات كانت استفتاء بين مشروعين سياسيين.

ويقول في حديث إلى "العربي" من كسروان: "لم تكن يومًا أي مقاعد سلطوية جزءا من أولويتنا، حيث إن أوليتنا هي انتصار مشروعنا السياسي الذي ندافع عنه".

ويعتبر أن الفوز الذي حققته القوّات اللبنانية هو فوز من طبقتين، "الأولى للخط السيادي اللبناني الذي يريد العبور إلى الدولة بكل البيئات اللبنانية، والثانية هي الخط المسيحي اللبناني الذي انقلب عليه التيار الوطني الحر لجهة السيادة والحياد والدستور وقيام دولة حقيقية".

ويشير جبّور إلى أن ما يحدث الآن هو تصحيح للمسار المسيحي اللبناني. لكنه يرى أن "على حزب الله أن يقرأ نتائج الانتخابات بهدوء"، وأن "يتعظ من سياساته التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه، وعدم التهديد بالحرب الأهلية في خطاب مماثل لما كان عليه في زمن سيطرة النظام السوري على لبنان".

كما يؤكد جبور أن القوات اللبنانية لن تقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية، إذ يرى أن هذه الحكومات لم تؤدّ إلّا للفشل، مشيرًا إلى أن الشعب اللبناني حمّل القوات مسؤولية في هذه الانتخابات.

إنجاز تاريخي

من جهتها، تلفت الأستاذة الجامعية ومرشحة المجتمع المدني عن دائرة الشوف عاليه حليمة القعقور، إلى أن لبنان أمام إنجاز تاريخي.

وتقول في حديثها إلى "العربي" من الشوف: "نحن لم نرَ في حياتنا لوائح من خارج قوى السلطة التقليدية تخرق كافة المناطق اللبنانية في برنامج واحد وقلب واحد وعقل واحد".

كما ترى أن انقسام لوائح القوى التغييرية هو سردية غير صحيحة جرى تكرارها، في حين أن ما جرى عملية ديمقراطية تضمن للجميع الحق في الترشح.

كما تلفت القعقور إلى أن عدم وجود هيئة مستقلة ونزيهة لإدارة الانتخابات وقانون انتخابي عادل، حال دون تحقيق القوى التغييرية فوزًا أكبر، مشيرة إلى أن الانتخابات النيابية أجريت وسط "ترهيب وقمع ومال انتخابي".

وتنفي القعقور وجود تشابه بين خطاب القوى التغييرية والقوى التقليدية، حين يعتمد خطاب القوى التغييرية على السيادة وعدم تدخل أية أطراف أو دول في الشؤون الداخلية، مشيرة إلى أن مشروع التغييرين الانتخابي سيكون أساس التحالفات الذي يقوم على مشاريع قوانين في مجالات الاقتصاد والاجتماع والسياسة وتعزير الديمقراطية.

وتؤكد القعقور أن قوى التغيير لن تدخل في أي محور سياسي، بل ستسعى لخروج لبنان من عزلته واعتماد سياسة خارجية تخدم البلاد.   

خسارة حلفاء حزب الله التقليديين

بدوره، يشير الكاتب السياسي يونس عودة إلى أن خسارة حلفاء حزب الله التقليديين مثل وئام وهاب وطلال أرسلان وأسعد حردان تعود إلى عدة أسباب.

ويلفت، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن المال الانتخابي "كان عاملًا أساسيًا في منطقة عاليه، حيث مني طلال أرسلان بالخسارة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد".

ويعتبر عودة أن "الحملة الشعواء التي تقام منذ أربع سنوات وتحمل فريقا معينا يضم أرسلان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان تسببت بخسارته".

كما يشير عودة إلى أن "مشروع المقاومة في لبنان والمتمثل في ما يسمى الثنائي الشيعي كان المستهدف في هذه الانتخابات".

ويقول: "لم يتصدّع هذا الجدار إنما كان أكثر تلاحمًا حين فاز المرشحون الشيعة للثنائي بكل المقاعد"، لكنه يلفت إلى التقارب في عدد النواب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي تراجعت كتلته.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close