الخميس 2 مايو / مايو 2024

بعد استقالة جونسون.. ما هي ملامح المرحلة المقبلة في بريطانيا؟ 

بعد استقالة جونسون.. ما هي ملامح المرحلة المقبلة في بريطانيا؟ 

Changed

يناقش "للخبر بقية" دلالات استقالة بوريس جونسون وانعكاساتها المحتملة على سياسة بريطانيا (الصورة: رويترز)
أجبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الاستقالة بعد الفضائح التي لاحقته خلال الأشهر الماضية آخرها تعيين كريس بينشر في منصب داخل حزب المحافظين.

وصلت رحلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقر الحكومة في 10 داوننغ ستريت إلى نهايتها إذ رضخ لضغوط برلمانية وأخرى من داخل حزبه حاول الصمود ومقاومتها، لكنه في نهاية المطاف وبعد يوم صاخب في البرلمان أعلن استقالته وأنه سيواصل مهامه حتى تعيين رئيس حكومة جديد. 

قرار جونسون أثنت عليه وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في تغريدة من بالي حيث من المتوقع أن تشارك في اجتماع وزاري لمجموعة العشرين الجمعة، داعية إلى الهدوء والوحدة لحين إيجاد زعيم جديد مشيدة بما عدتها إنجازات الحكومة تحت قيادة جونسون ولا سيما إنجاز بريكست واللقاحات ودعم أوكرانيا، على حد قولها. 

فضائح قادت جونسون للاستقالة

وقد أجبر جونسون على هذه الاستقالة بعد سلسلة من الفضائح التي لاحقته خلال الأشهر القليلة الماضية آخرها تعيين كريس بينشر في دور يتعلّق برفاهية الحزب وانضباطه رغم علمه أن بينشر موضوع شكاوى بشأن اتهامات له بالتحرش، سبقتها فضيحة ما عُرف بـ "بارتي غايت". 

ولا تقف هذه الفضائح وحدها وراء المطالبات باستقالة جونسون، بل هناك نسبة التضخم التي لم تعهدها بريطانيا منذ نحو 40 عامًا.

كما شهدت البلاد أضخم إضراب لعمال سكك الحديد منذ أكثر من ثلاثة عقود، بينما هددت النقابات بتنظيم احتجاجات هذا الصيف أيضًا. 

وبعد الاستقالة فإن الطريق باتت سالكة أمام زعيم جديد لحزب المحافظين ورئيس وزراء جديد لم تعرف هويته بعد، قبل أن يزيح النقاب عنها مؤتمر سيعقده الحزب في الخريف وسط دعوات لتعيين رئيس للحكومة على الفور. 

وضع أحرج جونسون

وتعليقًا على هذه التطورات، يعتبر الكاتب السياسي جوناثان ليز أنه كان هناك وضع حرج لم يستطع جونسون مقاومته. ويقول في حديث إلى "العربي" من لندن: "كان يعتقد أنه يمكنه الحكم من دون دعم من حزبه لكن هذا النظام غير موجود في بريطانيا".

ويرى ليز "أنه ساد اعتقاد أن ريتشي سوناك هو الأكثر حظًا ليخلف جونسون، لكنه قد أساء لسمعته في الأشهر الأخيرة بسبب سياساته وعدم قدرته على تغطية تكاليف المعيشة المرتفعة".

ويعتبر أن المرشح الثاني هي ليز تراس التي لا تروق لجانب كبير من حزبها أو للبريطانيين، أمّا المرشح الثالث فقد يكون نديم زهاوي وزير الخزانة الجديد، بحسب نير.

منافسة حزب العمال

وحول الانتقادات التي يواجهها حزب العمال لأنه لم يستطع بعد أن يجد منافس لجونسون وغريم حقيقي في وجه المحافظين، يشير الكاتب والعضو في حزب العمال البريطاني كامل حواش أن أي انتخابات عمومية لن تحصل لغاية عام 2024 أي أنه ما زال هناك وقت لحزب العمال الذي هزم هزيمة ثقيلة عام 2019.

ولفت حواش في  حديث إلى "العربي" من برمينغهام، إلى أن كير ستارمر جاء ليغيّر قليلًا في الحزب وشعبيته بدأت ترتفع. وقال حواش: "أعتقد أن حزب العمال في صعود". مضيفًا أن الحزب يحضر لكي يكون له فرصة لتشكيل حكومة والحصول على غالبية البرلمان.

كما تحدّث حواش عن محاولة جونسون لاستدراك الاستقالات التي وصل عددها لنحو ستين عبر تعيين وزراء جدد لكن يبدو أنه توصل لاستنتاج أنه من الصعب أن يجذب ما يكفي من أعضاء حزب المحافظين وبالتالي عليه أن يستقيل أو أنه أقيل. وقال: "إن السبب الإضافي لجعل أعضاء داخل حزب المحافظين يعارضون بقاء جونسون هو أنه يكذب". 

موقف حزب المحافظين

ومن جهته، يلفت عضو حزب المحافظين وفيق مصطفى إلى ميكانيكية معينة في حزب المحافظين في بريطانيا وهي اختيار رعيم الحزب وهو نفسه يكون رئيس الوزراء ويشكل حكومته وجونسون ما زال أمامه سنتين.

ويقول مصطفى من لندن: "إن المعارضة داخل الحزب لا تريد الانتظار طويلًا" وإلّا لن يكون للحزب فرصة لتولي حكومة. ويضيف: "إن انتهى جونسون سياسيًا الآن لكن هناك احتمال أن يعود مجددًا". 

ويشير مصطفى إلى أن الفضائح الأخلاقية تطال أعضاء من حزب العمال والمحافظين على حد سواء. كما يلفت إلى أن انتخاب خلف لجونسون داخل حزب المحافظين يمر بعدة مراحل وصولًا إلى اختيار زعيم جديد للحزب من قبل أعضاء مجلس العموم. 

كما يعتقد أن هناك إمكانية أن يتسلّم نائب رئيس الوزراء دومينيك راب مهام رئيس الوزراء حاليًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close